تصريحات غرينبلات المضللة
- هدفا صفقة القرن: شطب حل الدولتين والحديث هنا عن حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وتوطين اللاجئين.
- عرض كوشنر على الأردن دعم خزينة الأردن مباشرة مقابل شطب وكالة الغوث ما يعني توطين اللاجئين بالأردن.
- الأردن مستهدف إذ يريد الثلاثي اليهودي حكما ذاتيا محدودا وشطب حق العودة وضم الضفة وإخراج القدس من المفاوضات!
- بدون موافقة الأردن ومصر والفلسطينيين لا يمكن فرض الخطة حتى لو تبرعت دول مقتدرة بعشرات المليارات من الدولارات.
* * *
بقلم | حسن البراري
جيسون غرينبلات هو أحد اضلاع المثلث الشرس الذي يستهدف الفلسطينيين إذ يسعى مع جاريد كوشنر وديفيد فريدمان إلى الإجهاز على حل الدولتين الذي يعتبر مصلحة أردنية عليا.
قبل أيام قليلة، كتب غرينبلات تغريدة – ربما حتى لا يحرج أصدقاءه في الأردن – تفيد بأن “صفقة القرن” لا تشير إلى تحويل الأردن إلى وطن بديل ولا تتناول مسألة الكونفدرالية بين الأردن والفلسطينيين. وبالفعل سارع اتباع غرينبلات في الأردن إلى الاحتفاء بهذه التصريحات المضللة على اعتبار ان الأردن ليس مستهدفا!
قبل أسبوع تحدث كوشنر لمجلة التايم الأميركية عن مبرر “صفقة القرن” القائم على فشل كل محاولات حل الدولتين وضرورة تخطي هذه العقبة وحل الصراع.
أي قراءة لما تحدث عنه جاريد كوشنر – كما ورد بصحيفة هآرتس – ستكشف عن هدفين أساسيين لصفقة القرن وهما: شطب حل الدولتين والحديث هنا عن حكم ذاتي محدود للفلسطينيين وتوطين اللاجئين.
يرى الثلاثي اليهودي – كوشنر، غرينبلات وفريدمان – أن محاولات حل الصراع على أساس حل الدولتين باءت بالفشل وأن هناك ضرورة لمقاربة جديدة، وبالتالي ليس في مخيال هذا الثلاثي المؤثر في الإدارة الأميركية أي تصور لما يلبي الحد الأدنى من مطالب الأردنيين والفلسطينيين.
علاوة على ذلك، عرض كوشنر على الأردن في شهر حزيران الماضي دعم خزينة الحكومة مباشرة مقابل شطب وكالة الغوث ما يعني التوطين. وتوطين اللاجئين بالأردن يعني بشكل مباشر الوطن البديل لهذه الشريحة من اللاجئين.
يحيرني كثيرا اندفاع بعض الأردنيين – الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة – لتصديق ما يقوله جيسون غرينبلات بخصوص الأردن وكيف يمكن أن تكون تغريداته المخادعة مصدرا لاطمئنان هذه الفئة السطحية!
لا أعرف كيف لا يكون الأردن مستهدفا في وقت يسعى فيه الثلاثي الأميركي اليهودي إلى منح الفلسطينيين فقط حكما ذاتيا محدودا وشطب حق العودة وضم أغلب أراضي الضفة الغربية وإخراج القدس كاملة من أي مفاوضات!
كتب أمير تيبون مراسل صحيفة هآرتس ما يفيد أن الإدارة الأميركية قلقة من موقف الأردن السلبي تجاه الخطة المزمع الإعلان عنها بعد تشكيل حكومة إسرائيل، ويقول تيبون إن الإدارة متفائلة بشأن مواقف السعودية والإمارات لكنها تخشى من موقف الأردن ومصر.
فالأردنيون والمصريون كانوا قد عبروا من خلال قنوات رسمية بأنهم لا يقبلون أي خطة لا تنص على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. فبدون موافقة الأردن والفلسطينيين والمصريين لا يمكن فرض الخطة حتى لو تبرعت دول مقتدرة بعشرات المليارات من الدولارات.
ما يهمنا كأردنيين ليس الموقف من الخطة، فهناك موقف شعبي ورسمي متطابق يرفض هذه الخطة بصرف النظر عن الثمن، لكن هناك ما يفيد أن الإدارة الأميركية تسعى لتجنيد عدد من الإعلاميين العرب للدفاع عن الخطة!
هكذا يمكن فهم تغريدات غرينبلات حتى تساعد اتباعه في الأردن لتليين الموقف الداخلي! الثلاثي اليهودي الشرس يرى بأن هناك ضرورة لخوض معركة كسب الرأي العام العربي وهذا يتطلب توظيف خبراء أجانب وعرب لتجنيد الرأي العام خلف خطة نعرف من الآن بأنها تستهدف الأردن وبقاءه بالشكل الذي نعرف.
* د. حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية
المصدر | الغد الأردنية
موضوعات تهمك:
Sorry Comments are closed