تضغط الولايات المتحدة على السعودية للموافقة على اندماج إسرائيل في “حلف دفاع إقليمي”.
يتواجد بريت ماكغورك في الرياض لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات زيارة بايدن للسعودية.
تشترط إسرائيل للسماح بنقل تيران وصنافير للسيادة السعودية موافقتها على تحليق الطيران المدني الإسرائيلي بأجواء السعودية باتجاه جنوب شرقي آسيا وترتيبات أمنية.
الأوساط الإسرائيلية الرسمية تتوقع أن توافق السعودية على تسيير رحلات مباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار جدة، لنقل فلسطينيي الداخل الراغبين في أداء الحج.
مستشاراً سياسياً لولي العهد السعودي أبلغ أنّ أوساط الحكم في الرياض تدرس عقد لقاء ثلاثي سعودي أميركي إسرائيلي علني أثناء زيارة بايدن للسعودية أو بعدها.
الإدارة الأميركية معنية بتنظيم زيارة علنية لمسؤول إسرائيلي إلى الرياض، لتحقيق إنجاز سياسي داخلي للفت الأنظار عن قرار بايدن إنهاء مقاطعة ولي العهد السعودي.
* * *
كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية أنّ السعودية وإسرائيل كثفتا جهودهما، الهادفة إلى التوصل لاتفاق حول تشكيل منتدى أمني إقليمي بوساطة أميركية.
وفي تقريرها، الأربعاء، لفتت القناة إلى أنّ الرياض وتل أبيب تحاولان التوصل إلى تفاهم حول تشكيل هذا المنتدى، والإعلان عنه خلال زيارة الرئيس الأميركي جون بايدن إلى السعودية، منتصف يوليو/تموز الحالي. لكنها استدركت بالقول إنه لم يتم حتى الآن التوافق بشكل نهائي على هذه القضية.
وأشارت القناة إلى أنّ قيادات أمنية إسرائيلية تتحفظ على طلب السعودية التخلي عن قوة المراقبين الدوليين المتمركزة حالياً في جزيرتي تيران وصنافير، والاستعاضة عنها بترتيبات أمنية تحددها تل أبيب، رغم أنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وافقت قبل عام بشكل مبدئي على الطلب السعودي بالاستغناء عن هذه القوة.
وبحسب القناة، فإنّ القيادات الأمنية في تل أبيب ترى أنّ بقاء قوة المراقبين الدوليين في الجزيرتين يكتسب أهمية ويضمن مصالح إسرائيل، لا سيما تأمين حركة الملاحة في مضيق تيران، إذ لا يمكن الاعتماد على الضمانات الأمنية التي تكفلها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع أن تعيق القيادات الأمنية التوصل إلى تفاهم بين الجانبين حول هذه المسألة.
وأضافت القناة أنّ إسرائيل تشترط السماح بنقل تيران وصنافير إلى السيادة السعودية؛ شرط موافقتها على تحليق الطيران المدني الإسرائيلي المتجه إلى جنوب شرقي آسيا في أجوائها، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية.
ولفتت إلى أنّ الأوساط الإسرائيلية الرسمية تتوقع أن توافق السعودية على تسيير رحلات مباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار جدة، لنقل فلسطينيي الداخل الراغبين في أداء الحج.
وذكرت القناة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لبيد أجرى نقاشات حول الاتصالات مع السعودية، لبحث هذه القضايا.
من ناحية ثانية، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، مساء الأربعاء، أنّ مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، يتواجد في السعودية حالياً بهدف وضع اللمسات الأخيرة لترتيبات زيارة بايدن للسعودية.
وبحسب الموقع، فمن المتوقع أن يلتقي بايدن بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية.
وأضاف أنه وفق المخطط، سيتوجه بايدن من إسرائيل إلى السعودية مباشرة، ليشارك في قمة تضم قادة كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعمان والعراق.
السعودية تدرس استضافة مسؤول إسرائيلي علنا
من جانب آخر، أكد مسؤول سعودي أنّ حكومته تدرس استضافة مسؤول إسرائيلي كبير علناً أثناء أو بعد زيارة بايدن للسعودية.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في عددها الصادر اليوم الخميس، أنّ مستشاراً سياسياً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبلغها بأنّ أوساط الحكم في الرياض تدرس عقد لقاء ثلاثي سعودي أميركي إسرائيلي علني أثناء زيارة بايدن لجدة أو بعدها.
وبحسب المسؤول السعودي الذي تحدث إلى سمدار بيري، معلقة الشؤون العربية في الصحيفة، ولم تذكر اسمه، فإنّ عقد اللقاء الثلاثي يتوقف على نتائج زيارة بايدن للسعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الاتصالات التي جرت بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بُحث اقتراح أن ينضم مسؤول إسرائيلي إلى بايدن في زيارته للرياض، مشيرة إلى أنّ هذا المسؤول يمكن أن يكون رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولتا أو رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” ديفيد برنيع، أو مدير عام وزارة الخارجية ألون أوشفيتز، مستدركة أنّ فرص تطبيق هذا الاقتراح “متدنية للغاية”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الإدارة الأميركية معنية من خلال تنظيم زيارة علنية لمسؤول إسرائيلي إلى الرياض، تحقيق إنجاز سياسي على الصعيد الداخلي للفت الأنظار عن قرار بايدن إنهاء المقاطعة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي تعهد به خلال حملته الانتخابية، فضلاً عن أنّ السماح لمسؤول إسرائيلي بزيارة الرياض ستعزز مكانة بن سلمان في واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لبيد “سيسعد في حال وطئت قدم مسؤول إسرائيلي الأراضي السعودية علناً”.
وأضافت الصحيفة أنه في حال تم تنظيم اللقاء الثلاثي أثناء زيارة بايدن للسعودية، فإنّ هذا اللقاء سيتم أيضاً مع قادة تسع دول عربية أخرى سيشاركون في قمة إقليمية ستنظم أثناء الزيارة.
وقالت إنّ الولايات المتحدة تضغط على السعودية للموافقة على اندماج إسرائيل في “حلف دفاع إقليمي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب ترى أن هناك أهمية للتوصل لتفاهمات مع السعودية حول خطوات تطبيع “صغيرة ومتوسطة”، مثل السماح للطيران المدني الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء السعودية والسماح لفلسطينيي الداخل الراغبين بأداء مناسك الحج بالتوجه مباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار جدة.
وأعادت للأذهان حقيقة أنّ وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس اعترف أخيراً بتدشين “منظومة دفاع إقليمية” في المنطقة، وأن هذه المنظومة نجحت في إحباط هجمات حاولت إيران تنفيذها ضد إسرائيل ودول أخرى.
واستدركت الصحيفة بالقول إنّ أحداً لا يعتقد أنه سيكون هناك تطبيع كامل وتدشين علاقات دبلوماسية مع السعودية قريباً. ولفتت إلى أنّ هناك مخاوف داخل السعودية من أن يسفر استقبال مسؤول إسرائيلي علناً عن استفزاز “كبار السن والأطراف المحافظة”.
المصدر: العربي الجديد
موضوعات تهمك: