ترامب يحتفظ بمايكروفونات البيت الأبيض لنفسه
بشكل أكثر حدة من كل مرة، تصاعدت حدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الصحفي الذي فقط قام بتأدية عمله، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بالبيت الأبيض.
صباح اليوم مُنع الصحفي الأمريكي في شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية جيم أكوستا من دخول البيت الأبيض كإجراء ثان اتخذه ترامب ضد الصحفي الذي طالما وجه انتقاداته للشبكة التي يعمل بها.
الصحفي الأمريكي أعلن منعه من الدخول في بيان مقتضب على تويتر، فيما أشار إلى أن جهاز الخدمة السري أبلغه أنه لن يشارك في برنامج تلفزيوني كان مقررا عقده مساء اليوم.
لم يكن هذا الإجراء الأول فقد شن البيت الأبيض هجوما على الصحفي، حيث قالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب على تويتر، أنه لن يكون هناك تسامح مع مثل هذه التصرفات.
ووصفت الموقف بالمقرف من جانب مراسل الشبكة حيث زعمت أنه وضع يده على موظفة البيت الأبيض أثناء محاولتها نزع المايكروفون منه.
اقرأ/ي أيضا: “صفعة” و”بطة عرجاء”: نتائج انتخابات التجديد النصفي الأمريكي
لكن ماذا حدث؟
المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب طلب أحد الصحفيين ووجه سؤاله إلى ترامب، قدم الصحفي بعض الأسئلة المحرجة لترامب حول قضية دعم روسي لترامب في الانتخابات الأمريكية.
هاج ترامب حيث كان يسعى الصحفي لإكمال أسئلته مهينا إياه مطالبا إياه بترك المايكروفون.
وصف ترامب الصحفي بالمستفز قائلا له “يكفي .. يكفي” وطالبا منه السكوت فيما تدخلت موظفة لنزع المايكروفون من الصحفي، وذلك بحسب فيديو تناولته مواقع صحفية أمريكية بشأن الواقعة.
اقرأ/ي أيضا: انتخابات الكونغرس وهامشية القضايا الخارجية
وقال ترامب في هجومه واصفا الصحفي بـ”العار على شبكته وعلى زملاءه”، ثم تدارك متذكرا عداءه الدائم للشبكة الأمريكية ومؤكدا وصفه بأنها تنشر أخبار كاذبة.
وأضاف ترامب في هجومه على الصحفي ناعتا إياه بعدو الناس، فيما أكد على كونه ليس قلقا بشأن التحقيقات عن تدخل روسيا دفع بنجاح ترامب، مشيرا إلى أن الإتهامات ما هي إلا خدعة.
الرد
جاء رد الصحفيين ونشطاء أمريكيون بالإضافة إلى صحفيين من جنسيات أخرى، منتقدا موقف ترامب من الصحافة والصحفيين.
ترامب الذي صعد إلى منصبه مسبوقا بعشرات التقارير والمقالات التي تحذر من عجوز البيت الأبيض الجديد، لازال يمارس عداءه لأي من يقول الحقيقة، “إنه يكره الحقائق” بحسب أحد الصحفيين.
فيما ردت شبكة “سي. إن. إن” في بيان مقتضب على تويتر، حيث انتقدت الطريقة التي عامل بها ترامب الصحفي، وأشار البيان إلى أن رد ترامب جاء كمعاقبة على أسئلته التي أحرجت ترامب، فيما كذبت الشبكة زعم المتحدثة بإسم البيت الأبيض حول وضع الصحفي يده عليها أثناء محاولتها نزع المايكروفون منه.
ووصف بيان الشبكة قرار منع الصحفي من دخول البيت الأبيض بـ”غير الصائب والبائس”.
اقرأ/ي أيضا: واقع المخابرات الإسرائيلية: هيكليات.. أدوار.. ثغرات
وتشير تعليقات الصحفيين أن ترامب لا يدع فرصة ولو صغيرة من أجل رد انتقادات الصحافة للصحافيين والمؤسسات الإعلامية.
وبالرغم من إحتفاظ البيت الأبيض بالمايكروفون لترامب وحده، ومنع الصحفيين من توجيه الأسئلة الحقيقية التي تشغل بال الرأي العام وفوق ذلك منعهم من الدخول لتأدية عملهم، إلا أن أعمال الصحفيين ستستمر.