بقلم: أحمد عيّاش
سقوط النظام السوري مهما اختلفت التقديرات حول توقيته يواكبه نشاط بعيد عن الاضواء مثل الذي ترددت معلومات حوله قبل أيام. فقد وصل مسؤول مختص بشؤون الأمن في وزارة الخارجية الروسية الى بيروت في مهمة تقضي بالاتصال مباشرة بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لابلاغه تحذير موسكو من مغبة تورط الحزب في أي شكل من الاشكال بنقل سلاح كيماوي من سوريا الى لبنان. وقد أُرفق هذا التحذير بتأكيد المسؤول الروسي ان بلاده قد أعطت تعهداً على لسان الرئيس فلاديمير بوتين لاسرائيل بأن ترسانة السلاح الكيماوي السورية لن تغادر مخازنها الى أي جهة كانت بما فيها لبنان. وعليه، فإن تورط “حزب الله” في امتلاك أي من مخزون هذا السلاح “سيعرضه ولبنان لعواقب وخيمة”.
التحذير الروسي وصل الى نصرالله الذي كانت له اطلالة مسهبة على السلاح الكيماوي في المقابلة التي أجرتها معه أخيراً قناة “الميادين” التلفزيونية. وقد غطى نصرالله تعهده بعدم حيازته هذا السلاح بتعظيم قدرات الحزب في مجال امتلاك الاسلحة التقليدية التي ستحوّل الحياة في اسرائيل الى “جحيم”.
في انتظار أن تتحقق تهديدات نصرالله بما فيها تهديده باحتلال الجليل في شمال اسرائيل هناك جحيم حقيقي في سوريا ينفذه نظام بشار الأسد الذي صار استمراره صنوا لتدمير مدن سوريا وبلداتها واريافها والقضاء على ما امكن من سكانها. وعلى ما يبدو أن “حزب الله” يمارس دور الشريك الكامل لهذا النظام على كل المستويات. فالضحايا في صفوف عناصره الذين يسقطون في معارك دمشق على وجه التحديد ينقلون الى لبنان ليدفنوا بصمت من دون عبارة الحزب التقليدية “سقطوا وهم يؤدون واجبهم الجهادي”. وتتحدث معلومات ان محور القتال الذي يتعهده الحزب هو كفرسوسة – السيدة زينب وهو من ضمن تقسيم عمل يتولاه الحرس الثوري الايراني الذي يتكفل بعدم سقوط دمشق بيد الجيش السوري الحر وخصوصاً اذا ما فسر النظام معركة حلب. ولا بد هنا من التوقف عند ما صرّح به قبل أيام الصحافي السوري المنشق عن المكتب الاعلامي في القصر الرئاسي في سوريا عبدالله العمر حول وجود عناصر ايرانية ومن “حزب الله” بين مرافقي الأسد ومن الذين يتولون حراسة قصره.
التحذير الروسي لنصرالله من امتلاك السلاح الكيماوي السوري، كان أفعل بكثير من تحذير 14 آذار من مغبة نقل أزمة النظام السوري الى لبنان على غرار المحاولة الفاشلة لمخطط ميشال سماحة – علي مملوك. فالرد العنيف لـ”حزب الله” على مذكرة 14 آذار يعني أن الحزب يريد أن يبقي ابواب الجحيم السوري ونوافذه مفتوحة على لبنان. باختصار يريد نصرالله أن يكون رفيق درب الأسد في هذا الجحيم حتى النهاية.