تعاني الصين ضعفا شديدا في منظمة الدفاع البالستي جعلها ضعيفة وهشة امام الضربات النووية الامريكية الاستباقية لاراضيها.
سبق لروسيا أن أحدثت نقلة استراتيجية كبرى بالتدخل في سوريا ونقلات اقل خطورة لكن مؤثرة في ليبيا ومالي وافريقيا الوسطى والسودان.
التصارع الروسي الامريكي بالقرم والحزام الاوراسي يزداد خطورة؛ فروسيا تملك قدرات متقدمة بالمقابل تتيح لها المجال لتزويد الصين بمنظومة دفاع الصاروخي.
ما يحدث بين روسيا وامريكا لعبة شطرنج بالغة التعقيد؛ اذ تحولت إلى سلسلة من التحركات التي يصعب الحد من تداعياتها الدولية خصوصا على المنطقة العربية.
* * *
بقلم: حازم عياد
حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من ان بلاده ستعمل على توسيع حدود نشاطها وتحالفاتها ردا على توسيع الناتو حدودة ونشاطاته مقتربا من الحدود الروسية .
المسؤول الروسي الذي (يمثل موسكو في المفاوضات بخصوص الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة) الذي صرح لوكالة انترفاكس مساء اليوم السبت 18 ديسمبر بالقول : “انطلاقا من المنطق نفسه الذي يتبعه الناتو، سنراعي أمننا بأنفسنا وسنشرع عاجلا أم آجلا أيضا في توسيع حدود المسموح به بالنسبة لنا” ؛ لم يوضح الحدود و الاتجاهات التي ستتوسع فيها روسيا تحالفاتها وحدودها العسكرية والاستراتيجية.
ايران وفنزويلا و حدود الرد الروسي
هل ستشمل الجهود الروسية تعميق التعاون مع كوريا الشمالية شرقا ؛ والتمدد غربا لمساعدة ايران على ردع القوى الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة من خلال نشر وتزويد طهران بمنظومات دفاع صاروخي متطورة .
لم يوضح ريابكوف طبيعة الرد الروسي في حال رفضت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو مسودتي اتفاقيتين اقترحت موسكو على الولايات المتحدة وحلف الناتو إبرامهما معها بخصوص مبادرة “الضمانات الأمنية” التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
غير ان روسيا سبق واستخدمت قاعدة جوية إيرانية تقع قرب مدينة همدان (حوالي 125 كلم غرب العاصمة) كمحطة للقاذفات الروسية في اب اغسطس من العام 2016 لشن غارات داخل الاراضي السورية.
توسع روسيا إن حدث سيخل بموازين القوى الدولية؛ لتضاف الى احتمالات خطيرة بتدعيم ايران أمام أي هجوم أمريكي إسرائيلي ما يعني ضمنا امتلاك ايران للسلاح النووي.
لن يقتصر الامر على طهران اذ تستطيع موسكو توثق علاقتها بالرئيس الفنزويلي مادورا بارسال مستشاريين عسكريين الى كاركاس؛ ونشر منظومات صارخية متقدمة.
كما بامكانها ان تجدد علاقتها بهافانا مستعيدة اجواء ازمة الصواريخ الكوبية العام 1962؛ بامكانها ان تذهب ابعد من ذلك بتقديم الدعم للزعيم التاريخي في نيكاراغوا (دنيال اورتيغا) الذي لا زال يخوض صراعات خفية مع النفوذ الامريكي في امريكا الوسطى.
الصين وحدود الرد الروسي
تحذيرات ريابكوف ازدادت اهميتها باعلان ادارة بايدن عزمها تزويد اوكرانيا باسلحة كانت مخصصة لافغانستان بحسب صحيفة وول ستريت جورنال؛ تضم طائرات مروحية هجومية؛ فامريكا من الممكن ان تحول جزء مهم من الموازنة المخصصة سابقا لافغانستان لتحولها الى كييف.
التصارع الروسي الامريكي في شبه جزيرة القرم والحزام الاوراسي تزداد خطورة؛ فروسيا تملك قدرات متقدمة في المقابل تتيح لها المجال لتزويد الصين بمنظومة دفاع الصاروخي ؛ فبكين تعاني من ضعف شديد في منظمة الدفاع البالستي ؛ جعلها ضعيفة وهشة امام الضربات النووية الامريكية الاستباقية لاراضيها .
ختاما .. ما يحدث بين روسيا وامريكا بات لعبة شطرنج بالغة التعقيد؛ اذ تحولت الى سلسلة من التحركات التي يصعب الحد من تداعياتها الدولية وخصوصا على المنطقة العربية؛ اذ سبق لروسيا ان احدثت نقلة استراتيجية كبرى بالتدخل في سوريا ونقلات اقل خطورة ولكن مؤثرة في ليبيا ومالي وافريقيا الوسطى والسودان.
* حازم عياد باحث وكاتب سياسي
المصدر| السبيل الأردنية
موضوعات تهمك: