تواجه الحكومة السورية الجديدة برئاسة محمد البشير، أزمة اقتصادية خانقة تُعد من بين أكبر التحديات التي تواجه البلاد منذ اندلاع الحرب، حيث تتسع رقعة الفقر بشكل غير مسبوق، مع انهيار العملة المحلية وارتفاع تكلفة إعادة الإعمار، ما يزيد من صعوبة تحسين الأوضاع المعيشية للسوريين.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعيش نحو 90% من السوريين تحت خط الفقر، في ظل متوسط أجور شهرية لا يتجاوز 300 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 119 دولارًا أمريكيًا فقط، وهو مبلغ زهيد بالكاد يغطي الاحتياجات الأساسية للأسر في ظل الارتفاع الهائل في الأسعار.
المحتويات
انهيار الليرة السورية أمام الدولار
من جهة أخرى، شهدت الليرة السورية تراجعًا تاريخيًا أمام الدولار، حيث تجاوز سعر الصرف 12,500 ليرة مقابل الدولار الواحد، ما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، وسط غياب حلول اقتصادية جذرية.
تكلفة إعادة الإعمار
وعلى صعيد إعادة الإعمار، تشير تقديرات خبراء اقتصاديين إلى أن التكلفة التقديرية تتراوح بين 200 إلى 300 مليار دولار، وهو رقم ضخم يتجاوز قدرات الاقتصاد المحلي المتداعي، خاصة مع تراجع مصادر الدخل الوطني وغياب الاستثمار الأجنبي.
وتُفاقم العقوبات الدولية من الأزمة الاقتصادية، حيث تظل العقوبات الأمريكية، بما فيها قانون “قيصر”، سارية المفعول حتى عام 2029، ما يفرض قيودًا صارمة على الأنشطة الاقتصادية والتجارية ويعيق محاولات جذب الاستثمارات الأجنبية.
اختبار صعب للحكومة الجديدة
وفي ظل هذا الواقع المعقد، تبدو الحكومة السورية أمام اختبار صعب يتطلب خططًا عاجلة وفعالة للتخفيف من الأزمات المعيشية، وإيجاد حلول لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والبنية التحتية المتضررة.
ويرى محللون أن أي مسار للتعافي الاقتصادي بسوريا يبقى مرهونًا بحدوث انفراجة سياسية تُعيد الثقة بين الأطراف الدولية، وتفتح الباب أمام دعم خارجي حقيقي يُسهم في إعادة إعمار البلاد وتخفيف معاناة المواطنين الذين ما زالوا يواجهون أعباء الفقر والحرمان.
الوضع الحالي
في ظل غياب الموارد الكافية وعدم وجود حل سياسي شامل، يبقى التعافي الاقتصادي بعيد المنال، بينما تواصل الأزمة الاقتصادية تأثيرها على حياة ملايين السوريين الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية تتطلب حلولًا سريعة وجذرية.
وكان محمد البشير، عضو “هيئة تحرير الشام”، قد اعلن بشكل رسمي عن تشكيل أول حكومة لإدارة سوريا بعد سقوط النظام السابق برئاسة بشار الأسد، موضحا أنها ستكون “حكومة مؤقتة”.
إقرأ أيضا:
البيان الأول لفصائل المعارضة السورية من دمشق بعد إسقاط “الأسد”