تباين دولي حاد من مجزرة خان شيخون

ثائر العبد الله6 أبريل 2017آخر تحديث :
cd0ab46d ded7 41ae a25d b6c6f255b807 16x9 600x338

cd0ab46d ded7 41ae a25d b6c6f255b807 16x9 600x338

تصاعدت حدة المواقف الدولية إزاء الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، فبعدما أبدت الولايات المتحدة أمس مواقف متشددة وأكدت طرح كل

الخيارات، تحدثت فرنسا اليوم عن أولوية الحل السياسي، ودعت بريطانيا لقرار أممي يسبق أي “إجراء منفرد” بينما واصلت موسكو رفض الاتهام الغربي لنظام دمشق ودعت لتحقيق “معمق” بالمجزرة.
كل هذه المواقف تواصلت بعد اضطرار مجلس الأمن أمس إلى تأجيل التصويت على مشروع قرار غربي حول مجزرة خان شيخون، وذلك عقب تهديد روسيا باستخدام الفيتو لإسقاطه.
أميركيا، أكد الرئيس دونالد ترمب أن الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعدا برد على ما اعتبرها “إهانة للإنسانية” وقال من البيت الأبيض إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليّ”.
لكن مايك بينس نائب الرئيس الأميركي كان أشد وضوحا في التعبير عن موقف بلاده بقوله إن “كل الخيارات متاحة” دون أن يذكر أي تفاصيل، وذلك في معرض إجابته عن سؤال لمحطة فوكس نيوز عما إذا كان الوقت قد حان لتجديد الدعوة لإزاحة الرئيس بشار الأسد وإقامة مناطق آمنة.
كما هاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي -خلال جلسة مجلس الأمن- روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد، وقالت “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعدُ لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟”.
وألمحت هايلي إلى إمكان التحرك في سوريا خارج الإطار الأممي بقولها “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.

فرنسا وبريطانيا
وإزاء الموقف الأميركي الذي بدا أنه يلوح بتدخل عسكري ضد نظام الأسد، عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بأولوية الحل السياسي بالنسبة لبلاده قائلا إنه يسعى للحصول على قرار أممي يدين الهجوم الكيميائي وذلك عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية.
وبدا أن أيرولت ينأى ببلاده عن تأييد عمل عسكري أوحت به واشنطن في سوريا، مؤكدا في مقابلة مع محطة تلفزيون “سي.أن نيوز” أن الأولوية لفرنسا هي التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وأضاف “يجب ألا نتحرك من تلقاء أنفسنا بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب”.
من جهة أخرى، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اليوم الخميس إنه يجب استصدار قرار في الأمم المتحدة قبل أي “تحرك منفرد” في سوريا.
وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام السوري “المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة.”

الموقف الروسي
على الطرف المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية في إدلب مسألة سابقة لأوانها، وأضافت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق.
ورفضت الوزارة كذلك تأكيدات أميركية بأن الهجوم -الذي قتل فيه نحو مائة شخص- يعني فشل اتفاق على تخلص سوريا من مخزونها من الأسلحة الكيميائية، قائلة إن العملية كانت “ناجحة بدرجة كبيرة” في الواقع.
كما عبر الكرملين عن أمله في أن يتحرك الجيش السوري لضمان عدم وقوع الأسلحة الكيميائية في “أيدي الإرهابيين” معتبرا أن ما حدث في خان شيخون “يحمل طابعا تهديديا وهو جريمة وحشية” واعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا أمر غير مقبول على الإطلاق.
من جانب آخر، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم المعارضة السورية المسلحة بتخزين أسلحة كيميائية في مناطق يوجد فيها المدنيون، نافيا مسؤولية النظام عن المجزرة.
وفي معرض رده على سؤال عن موقف واشنطن، قال المعلم إنه لا يمكن التنبؤ بالنوايا الأميركية حيال سوريا، مشيرا إلى أن مصير مفاوضات جنيف مرتبط بما يقرره مجلس الأمن.
وتحدث الوزير السوري بمؤتمر صحفي عن ما سماها “جوقة دولية” قامت في العواصم الغربية ومجلس الأمن، وفي رده على سؤال عما إذا كانت دمشق ستقبل بتحقيق دولي في الهجوم الكيميائي على خان شيخون، قال المعلم “إن التجارب السابقة لم تكن مشجعة”.

وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة