تبدو إيران بلداً غامضاً فكثيرون لا يعرفون عنها شىء فهي ليست بلداً منفتحاً ككثير من الدول الأوروبية.
والتي نكاد نعرف عاداتها وتقاليديها في الكثير من الأشياء، فمعظم ما قد يصل إلينا عن إيران مشاحناتها السياسية مع بعض الدول العظمي في العالم وخلافاتها مع بعض الدول العربية ومشروعها النووي، أو حتى تفوق منتخبها الوطني في كرة القدم ومشاركاته المتتالية في منافسات العالم وآخرها مشاركته في بطولة كأس العالم لكرة القدم.
لكننا هنا لن نتطرق لذلك كثيراً بل سنتطرق إلى شىء أكثر إنسانية وهو الزواج والذي له الكثير من التقاليد المختلفة في كل بلد عن الآخر، فما رأيك عزيزتي أن أصحبك معي في رحلة لنتعرف على عادات وتقاليد الزواج في إيران.
المحتويات
عادات الزواج في إيران
على الرغم من الصبغة المتعصبة التي تتسم بها إيران وتحولها إلى بلد شديد التحفظ ما بعد الثورة الإيرانية.
إلا أنها لازالت تحتفظ بعاداتها الزرادشتية القديمة فيما يتعلق بالزواج، وعلى الرغم من أن العرس يعنى عريس وعروس.
إلا أن احتفالات الزواج في إيران هي احتفالات عائلية ضخمة يكون للعروسين الدور الأقل بها والدور الأكبر للعائلات.
وقديماً كان الزفاف في إيران يستمر إلى 3 أيام من الإحتفالات والصخب، كما أن العرس في إيران لابد أن يتكلف الكثير من الأموال برغم الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها إيران والحصار الإقتصادي المفروض عليها من الدول الإقتصادية الكبري في العالم، فقد تصل متوسط تكلفة حفل زفاف في إيران إلى ما يعادل 30 ألف دولار.
مراحل الزواج في إيران
مع وصول الإبن في الأسر التقليدية في إيران إلى سن الزواج تبدأ الأسرة في البحث عن فتاة من عائلة مناسبة لكي تكون عروساً للإبن وغالباً الأم هي من تحمل هذه المهمة وتقوم بها بطريقيتن وهما:
- تبدأ بالبحث في الوسط المحيط من عائلات تناسب العائلة عن فتاة تصلح لأن تكون عروساً لإبنها.
- تكلف خاطب بالبحث عن فتاة والخاطب هو شخص يعمل عمل الخاطبة والتي كانت متوفرة ولازالت في بعض الدول العربية إلا أن هذه الوظيفة في إيران يقوم بها الرجال.
وفي حالة ما إن توصل الخاطب لفتاة أو توصلت الأم لفتاة تصلح عروساً لابد أن توافق الأسرة كاملة على العروس قبل الذهاب لطلب يدها والتقدم لخطبتها.
وفي بعض المدن الإيرانية قد يجد الشاب لنفسه الفتاة التي تصلح له عروساً ولكن لابد أيضاً أن توافق الأسرة بأكملها.
وبعد إيجاد العروس لابد أن تتقدم الأسرة لطلب يدها بالذهاب إلى منزل عائلتها مصطحبة معها الهايا والزهور للعروس.
وقد لا تقتصر الزيارة على مرة واحدة فقد تتكرر الزيارة وحينها تكتفي أسرة العروس بتقديم الشاي فقط وفي حالة الموافقة تقدم الحلوي أيضاً إلى جانب الشاي فالحلوى تعني الموافقة.
خاتم الخطبة وخاتم الزفاف
ويقام حفل صغير في منزل العروس يقتصر عى الأهل والأقارب تقدم فيه والدة العريس خاتم الخطبة إلى العروس.
ويتميز خاتم الخطبة بالبساطة على العكس من خاتم الزواج الذي لابد أن يكون ثميناً وفخماً.
قبل تحديد ميعاد الزفاف واثناء فترة الخطبة يتم الإتفاق على تفاصيل كل الأشياء ما بين أهل العريس وأهل العروس.
فتتكفل العروس بكل مفروشات المنزل
ويتكفل العريس بملابس العروس وبقية الآثاث
ويتم وضع كل هذه الأشياء في عقد الزواج إلى جانب المهر والذي تحصل عليه الزوجة في حالة حدوث طلاق.
المهر
والمهر عبارة عن مبلغ مالي أو قطعة نقود ذهبية، ومن العادات الإيرانية التي تناقلوها عن الثقافة الفارسية القديمة أن يكون المهر ضخماً.
فقد تشترط العروس أن تحصل على مهر يعادل سنها فتحصل مثلاً 30 عملة ذهبية في حال ما إن كان عمرها 30 عام وهكذا، ويعد المهر أغلى هدية يقدمها العريس للعروس.
مراسم الزفاف
أما عن مراسم الزفاف والتي تعني في الفارسية “أغد” فهي عديدة فهي تبدأ ب:
- اختيار احدى غرف منزل العروسين الجديد والتي تدخلها الشمس.
- وضع عدة مقاعد للضيوف إلى جانب مقعدين للعروسين أمامهما منضدة كبيرة.
- يوضع على هذه المنضدة النذور وهي كثيرة.
نذور الزفاف
- المرأة ولابد أن تكون مرآة ثمينة فالأسر الثرية تحرص على أن يكون إطار المرآة ذهبياً أما الأسر متوسطة الحال فتكون المرآة بإيطار من الفضة وتوضع المرآة في منتصف المنضدة لتعكس صورة العروسين وهي تشير إلى سيسمتعان بحياة طويلة سعيدة معاً حسب العادات الزرادشتية.
- الشموع ، وتوضع على جانب المرآة وهي تشير إلى المستقبل الساطع الذي سيجمع العروسين.
- سلة الخبز، وبها نوع معين من الخبز مخصص للزفاف على شكل قلوب وورود يصنعه أهل العروسين ويعني تمني الرزق للعروسين.
- سلة المكسرات والبيض المزخرف، ويشارك في زخرفته جميع أفراد الأسرة ويعنى تمني الخصوبة للعروسين.
- وعاء من السكر الكرستالي، ويشير إلى تمني تمتع العروسين بحياة مليئة بالبخجة والسعادة.
- وعاء يحتوي على عملات ذهبية أو فضية ويشير إلى تمني المستوى المدي الجيد للعروسين.
- سلة تحتوي على الفواكه المختلفة وخاصة التي تتميز باللون الأحمر كالتفاح والرمان وذلك لتمني مستقبل مشرق ومثمر كما يعتقد الفارسيون في اللون الأحمر.
- صينية فضة تمتلىء بالتوابل، وهي تشير إلى تمني أن يتمتع العروسان بالإثارة الدائمة.
- البخور، ويشترط أن تقوم واحدة من أهل الزوجين بإشعال البخور وتبخر العروس عند دخولها إلى الغرفة لحمايتها من الحسد وشرور الحاسدين.
- أنواع مختلفة من الزهور، يتميز العرس الإيراني بكثرة الزهور ومن الأنواع المختلفة وذلك لكونها تشير في الثقافة الزرادشتية إلى حياة مليئة بالربيع والأعياد.
- ماء الورد ويقومون برشه على العروسين أثناء دخولهما إلى الغرفة.
- الكتاب المقدس، فلابد أن يوضع على المنضدة كتاب مقدس في حال ما إن كان العروسين متديينين، وفي حالة عدم تدينهما يوضع كتاب يجمع أشعار جلال الدين الرومي مثلاً أو حافظ الشيرازي ويشير الكتاب المقدس إلى قيمة ترابط العروسين.
تفاصيل الزفاف
- تجلس العروس على الجانب الأيمن من العريس داخل الغرفة التي يخلها الشمس والموضوع بها النذور.
- وتجلس العروس على الجانب الأيمن لأنه يعني في الثقافة الزرادشتية الإحترام .
- يقف بعض الإناث الغير متزوجات من الأهل إلى جانب العروس.
- يمسك الفتيات الغير متزوجات مظلة حريرة عبارة عن قطعة قماش من اللون الأخضر أو الأبيض.
- يظللن بقطعة القماش العروسين ويفركن فوقها قوالب السكر في إشارة إلى تمني مباهج الدنيا وسعادتها للعروسين.
عقد القران
- يعقد القران ويسأل رجل الدين العريس إذا كان يرغب في الزواج من الفتاة أم لا ولابد أن يسارع العريس بقول نعم حتى يبين مدى لهفته للزواج من العروس.
- أما العروس فحين سؤالها فلابد أن لا تجيب العروس في المرة الأولى ولا في المرة الثانية بل تجيب في المرة الثالثة وعلى مهل حتى تجعل العريس وأهله متشوقين إلى سماع الموافقة منها وهو تقليد فارسي قديم يعزز من العروس.
إعلانهما زوجين
- يعلن رجل الدين موافقة العريس والعروس ويقدم إليهما كأسين من العسل الأبيض.
- يغمس كلاً من العريس والعروس طرفا إصبعيهما في كأس العسل ليطعما بعضها البعض ويشير هذا التقليد إلى أنهما سيستمتعان بالرزق وحياة زوجية سيدة مليئة بالحب.
- ثم يقدم العريس لعروسه خاتم الزواج وقد يقبلها.
- ويبدأ في استقبال التهاني والهدايا من الضيوف.
- ويذهب الجميع للإحتفال في حفل صاخب.