بات من المؤكد ان اطالة امد المواجهة سيقود بشكل يكاد يكون حتميا لانخراط منسك في الحرب.
ماذا بقي أمام موسكو من خيارات يمكن اللجوء لها للتعامل مع أشهر عشرة جديدة أو عام جديد من الحرب والاستنزاف.
مساعدات أمريكية طارئة لأوكرانيا ترافقت مع مشروع قانون بالكونغرس الامريكي بتقديم مساعدات بقيمة 45 مليار دولار للعام 2023.
لا يبدو أن حرب أوكرانيا ستنتهي بسهولة في ظل المساعدات العسكرية الغربية لكييف والتصميم الذي تبديه موسكو لتحقيق أهدافها في المقابل.
تلقت أوكرانيا خلال 2022 مساعدات بنحو 50 مليار دولار منذ انطلاق العملية الروسية الخاصة بأوكرانيا وقدرتها أوساط اخرى بـ70 مليار دولار.
تكهنات بفتح بيلاروسيا جبهة جديدة شمال أوكرانيا، تكهنات عززتها موسكو بإعلان تزويد مينسك بمنظومة أس300 وصواريخ اسكندر ورُصِدت حشود بيلاروسية على حدود أوكرانيا.
* * *
بقلم: حازم عياد
أعلنت الولايات المتحدة من موازنة الدفاع الجديدة المقدرة بـ858 مليار دولار؛ كما أعلنت عن حزمة جديدة من المساعدات أعقبت زيارة الرئيس الاوكراني زيلنسكي لواشنطن قدرت بـ2 مليار و800 مليون دولار.
المساعدات الأمريكية الطارئة لكييف ترافقت مع مشروع قانون مطروح للكونغرس الكونغرس الامريكي بتقديم مساعدات بقيمة 45 مليار دولار للعام 2023، علما أن كييف تلقت مساعدات أمريكية خلال العام الحالي 2022 قاربت 50 مليار دولار منذ انطلاق العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، في حين قدرتها أوساط اخرى بـما يفوق الـ70 مليار دولار.
روسيا التي واجهت الدعم والعقوبات الامريكية بالانفتاح على الصين والهند وكوريا الشمالية وإيران، وكثفت قصفها لمناطق أوكرانيا بشكل عطل الحياة العامة لتدمر البنية التحتية ودعت 300 الف من الاحتياطي الروسي للتعامل مع ظروف الحرب المتغيرة خلال الاشهر العشر الماضية؛ باتت أمام عام جديد من الحرب بعد إعلان أمريكا عن حزمة جديدة من المساعدات.
فماذا بقي أمام موسكو من خيارات يمكن اللجوء لها للتعامل مع أشهر عشرة جديدة أو عام جديد من الحرب والاستنزاف.
الجواب قد يكون قابع في مينسك عاصمة بيلاروسيا فالقمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو أطلقت تكهنات بإمكانية فتح بيلاروسيا جبهة جديدة شمال اوكرانيا؛ تكهنات عززتها موسكو بالإعلان عن تزويد مينسك بمنظومة أس300 وصواريخ اسكندر؛ في حين رصدت حشود كبيرة للجيش البيلاروسي على حدود أوكرانيا الشمالية.
التحركات جنوب بيلاروسيا جاءت بعد ايام من لقاء بوتين بقادة الجيش الروسي لمناقشة متطلبات الجيش الروسي للعام 2023؛ التي باتت محور اهتمام الرئيس الروسي حيث زار مؤخرا مصنع “تشيغلوفسكي فال” للصناعات الحربية في مدينة “تولا” للاطلاع على الامكانات المتوفرة والقدرة على ديمومة التوريدات للجيش الروسي.
بيلاروسيا خيار بوتين المتبقي للضغط على أوكرانيا وحلفائها الامر الذي دفع الإعلام الغربي للتحذير من عملية عسكرية لجيش بيلاروسيا شمال أوكرانيا. في المقابل حذرت روسيا على لسان نائب سابق في البرلمان الاوكراني من استفزازات أوكرانية لجيش بيلاروسيا تفضي لمواجهة مع مينسك.
التحذيرات المتبادلة والاخبار المتداولة تجعل من بيلاروسيا خيارا وسلاحا للضغط على كييف وحلفائها؛ فهل يقتصر الامر على التهديد؟ أم أن الامر سيتجاوز ذلك خلال الاسابيع المقبلة؟ ذلك ان تدخل بيلاروسيا سيعني خنق خطوط الامداد والدعم اللوجستي للقوات الاوكرانية، وسيقود إلى تهديد كييف ومحاصراتها مجددا.
تحرك بيلاروسيا ولقاء بوتين لوكاشينكو مؤخرا، لا يقل اهمية عن التحرك الامريكي الاخير لدعم كييف سواء عبر استقبال زيلنسكي بواشنطن، او عبر تخصيص 45 مليار دولار لحكومته، بل قد يفوقه اهمية وخطورة من ناحية جيوسياسية؛ فهل يلجا بوتين لخيار بيلاروسيا أم يكتفي بالتهديد؟ سؤال ستجيب عليه الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة.
ختاما.. بات من المؤكد ان اطالة امد المواجهة سيقود بشكل يكاد يكون حتمي لانخراط منسك في الحرب؛ ولعل هذا ما دفع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال مؤتمر صحافي، امس السبت، للقول : لا يبدو أن حرب اوكرانيا ستنتهي بسهولة؛ مشيرا إلى المساعدات العسكرية الغربية لكييف والتصميم الذي تبديه موسكو لتحقيق أهدافها في المقابل.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل -عمان
موضوعات تهمك: