انتقاد الأداء الرسمي مشروع في ضوء التصعيد الإسرائيلي بالأراضي المحتلة والمسجد الاقصى.
الحوار الأردني الإسرائيلي حول نوعية الغراء كان كافيا لكشف حقيقة الاحتلال و حقيقة نظرته إلى الوصاية الهاشمية!
الاقتحامات لم تنقطع ولا مبرر للقاءات رسمية وحوارات مع التصعيد الإسرائيلي ويوظفها الاحتلال لتبرير انتهاكاته وتصعيده بالارض المحتلة قبيل رمضان.
الخارجية الأردنية سارعت لإدانة الاقتحام في بيان رسمي لا يرقى لمستوى الحدث السياسي الذي يسبق رمضان؛ فالاقتحام مؤشر على نوايا الاحتلال بتنفيذ اقتحامات وانتهاكات في الاقصى وباحاته خلال رمضان.
* * *
بقلم: حازم عياد
لم يمنع استقبال الاردن رئيس الكيان الصهيوني اسحاق هرتسوغ في عمّان ولقائه الملك عبد الله الثاني؛ المفوض العام الاسرائيلي من تقديم تصريح يسمح لعضو الكنيست الإسرائيلي ايتمار بن غفير اقتحام المسجد الاقصى.
اقتحام افضى الى اعتقال احد المصليين لمحاولته التصدي لعملية الاقتحام؛ في ظل شلل تام وعجز شبه مطلق يمنع حراس الاقصى من التصدي لبن غفير الذي ألصقته حكومة الائتلاف بباحات الاقصى بغراء قوي تفوق قوته الغراء الذي اقترحه وزير الامن الداخلي بارليف لالصاق سجاد المسجد الاقصى اثناء زيارته السرية لعمان بحسب الصحافة العبرية.
الخارجية الأردنية سارعت لإدانة الاقتحام في بيان رسمي لم يرقى الى مستوى الحدث السياسي الذي يسبق رمضان المبارك؛ فالاقتحام قدم مؤشر على نوايا الاحتلال بتنفيذ مزيد من الاقتحامات والانتهاكات في الاقصى وباحاته في رمضان المقبل.
الادانة لا ترقى لمستوى الحدث الذي جاء بعد لقاءات عبثية مع قادة الائتلاف الحاكم؛ فوزير الخارجية ايمن الصفدي قبل ايام قليلة التقى وزير الامن الداخلي عومر بارليف؛ الذي حمل معه تصريح بنوعية الغراء الذي يحق للاردن استخدامه لتثبيت سجاد المسجد الاقصى الذي تبرع به الملك عبد الله الثاني.
الحوار حول نوعية الغراء كان كافيا لكشف حقيقة الاحتلال و حقيقة نظرته إلى الوصاية الهاشمية؛ الامر لا يتعلق بحراس المسجد الاقصى وزيادة عددهم والبحث في خلفياتهم الثقافية بل بالعبث الاسرائيلي لفرض السيادة على المسجد الاقصى بتحديد نوعية الغراء وعدد حراس المسجد ؛ عبث هدفه تمكين الاحتلال من توفير الراحة للمقتحمين الصهاينة.
الحوار مع الكيان الصهيوني عبثي والادانة والبيانات الرسمية لم تعد كافية؛ اذ يحتاج الامر الى وقفة صلبة ينتقل اثرها إلى المؤسسات الدولية وكافة النشاطات ونواحي التعاون مع الاحتلال ومن ضمنها الاتفاقات الاقتصادية كاتفاقية الغاز ومذكرة التفاهم حول الكهرباء مقابل الماء.
ختاما.
انتقادات الأداء الرسمي تعد مشروعة في ضوء التصعيد الاسرائيلي داخل الاراضي المحتلة والمسجد الاقصى؛ فالاقتحامات لم تنقطع على مدار العام واللقاءات الرسمية والحوارات لم يكن لها ما يبررها في ضوء التصعيد الاسرائيلي؛ فالمستفيد منها الاحتلال لتبرير اجراءاته وانتهاكاته وتصعيده داخل الاراضي المحتلة قبيل رمضان المقبل.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: