دخول ممثلي الاستيطان حكومة نتنياهو لا يعني أبدا أن الحكومات الإسرائيلية السابقة كانت معتدلة أو كانت تعامل الفلسطينيين بشكل إنساني!
قد تكون هذه الحكومة العنصرية الاستيطانية بداية الاقتلاع. خاصة بعد تطوير المقاومة لوسائلها النضالية بالمفخخات والاشتباكات الميدانية المسلحة.
الحكومة الجديدة كشفت وجه الاحتلال العنصري الفاشي الإجرامي الذي يجرد الفلسطيني من أي حقوق وقيمة إنسانية ويسرق أرضهم ويجعل حياتهم جحيما.
“نحن أصحاب البلد، ولم نأتي هنا بطائرة أو سفينة كغيرنا، ولن نرحل، والجوقة الفاشية تعودنا عليها منذ فترة، وتخطينا شارون وليبرمان وكهانا، وبدون أدنى شك سنتخطى زعران الفاشية سواء سموتريتش أو بن غفير لأننا شعب قوي”.
* * *
بقلم: علي سعادة
لم تمض 24 ساعة على اتفاقه مع بنيامين نتنياهو على تكليفه بوزارة الأمن الداخلي بصلاحيات واسعة حتى بدأ في تطبيق وعوده العنصرية ضد الفلسطينيين، فقد وجه المتطرف ايتمار بن غفير عضو تهديدا لرئيس الحركة العربية للتغيير أحمد طيبي قائلا:
“أحمد، آمل أن نشكل الحكومة قريبا، وصدقني أنت أحد المشاريع التي سأهتم بها، من كان مستشارا لعرفات يجب أن يكون في برلمان سوريا وليس في إسرائيل”.
تهديد بن غفير لطيبي جاء بعد أسبوع من نشر بن غفير تغريدة على “توتير” حول خروج الطيبي من أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 في زيارة خارجية تمنى فيها عدم عودة الطيبي، وترحيله من فلسطين.
طيبي لم يوفر بن غفير أو غيره فقد قال بصوت متحد: “نحن أصحاب البلد، ولم نأتي هنا بالطائرة أو بالسفينة كما غيرنا، ولن نرحل، وهذه الجوقة الفاشية تعودنا عليها منذ فترة، ونحن تخطينا شارون وليبرمان وكهانا، وبدون أدنى شك سنتخطى زعران الفاشية سواء سموتريتش أو بن غفير لأننا شعب قوي”.
دخول ممثلي الاستيطان في حكومة نتنياهو لا يعني مطلقا أن الحكومات الإسرائيلية السابقة كانت معتدلة أو كانت تعامل الفلسطينيين بشكل إنساني.
فالجميع ينهج نفس السياسات الداخلية في التعاطي مع الفلسطينيين، وبشكل خاص في منهجية القتل بدم بارد لأي فلسطيني أو فلسطينية، والاعتقال والتعذيب والإذلال لعشرات الفلسطينيين الذي يعتقلون لأي سبب أو بدون سبب.
ما تختلف عنه الحكومة الحالية هو في أنها ألقت بالقناع الزائف بعيدا، وكشفت عن الوجه الفعلي للحكومات السابقة، وعن وجهها العنصري الفاشي الإجرامي الذي يجرد الفلسطينيين من أية قيمة إنسانية ومن أية حقوق، ويسرق أرضهم وينكل بهم ويحول حياتهم إلى جحيم يومي لا يطاق.
لا يوجد يسار أو يمين في دولة الاحتلال، فقد عاش الفلسطينيون أيضا سنوات عجاف تحت حكم الحكومات الإسرائيلية اليسارية، فالاعتقالات تتواصل وعمليات الإعدام الميداني للفلسطينيين تتصاعد بشكل غير مسبوق، ومصادرة الأراضي والإذلال على المعابر ونقاط التفتيش بات يكرس لواقع فلسطيني سينفجر في أية لحظة على شكل انتفاضة مسلحة نرجو أن تقتلع الصهاينة من جذورهم.
وربما تكون هذه الحكومة العنصرية الاستيطانية المتطرفة بداية هذا الاقتلاع. خصوصا بعد تطوير المقاومة لوسائلها النضالية عبر المفخخات والاشتباكات الميدانية المسلحة التي بالتأكيد ستصل إلى قلب مستوطنة كريات4 التي تعد من المستوطنات المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة حيث يعيش بن غفير الذي يريد بن غفير ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال ونقل عرب 1948 إلى الدول المجاورة.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك:
