انتقد وزير خارجية الصين جينغ شوانغ، استمرار “انتهاك” الهند لسيادة بلاده على هضبة دونغ لانغ، بنشر قوات عسكرية “بطريقة غير شرعية” في المنطقة، وفق بيان رسمي لوزارة الخارجية الصينية.
جاءت تصريحات الوزير الصيني، خلال مؤتمر صحفي عقد، الخميس، تعقيبًا على نشر بكين وثيقة تستعرض عبور أكثر من 270 جنديًا من حرس الحدود الهندي، في 18 يونيو/حزيران الماضي، إلى منطقة هضبة دونغ لانغ (دوكلام) الصينية، القريبة من الحدود المتنازع عليها عند ولاية سيكيم الهندية، في جبال الهيمالايا.
وقال شوانغ، إن “الصين حذرت الهند منذ أكثر من شهر من إرسال قوات إلى منطقة دونغ لانغ، لكنها تجاهلت الأمر، وأرسلت قوات مسلحة ومعدات بشكل غير قانوني إلى المنطقة لعرقلة بناء الصين طريق في المنطقة”.
وأضاف “منذ أكثر من شهر على اندلاع الحادث، ماتزال قوات حرس الحدود الهندية تتواجد بشكل غير قانوني في الأراضى الصينية”.
وعلاوة على ذلك، انتقد شوانغ، قيام الهند بشق طرق ونشر لوازم إمداد، وعدد كبير من القوات المسلحة على الجانب الهندي من الحدود.
كما شدد على “عدم شرعية” الأسباب التي تعتمد عليها الهند لتبرير “انتهاكها” لسيادة الأراضي الصينية.
ومضى قائلًا، وفق بيان الخارجية الصينية، “عوضًا عن أن تفكر نيودلهي في أخطائها، تختلق تبريرات ومغالطات، كالمخاوف الأمنية، وقضية التقاطع الثلاثي، بناء على طلب (دولة) بوتان، كأعذار لمخالفاتها”.
وتتواجه القوات الهندية والصينية في جزء من مرتفعات هيمالايا، قرب “التقاطع الثلاثي”، حيث تلتقي التيبت والهند وبوتان (إحدى أصغر دول العالم)، حسب تقارير إعلامية
ونقلت وسائل إعلام أمس، أن العقيد تشو بو، رئيس المركز الدولي لشؤون التعاون في مجال الأمن بوزارة الدفاع الصينية خاطب محاوره الهندي اللواء المتقاعد اشوك ميهتا، خلال مناظرة على قناة “CGTN” التلفزيونية بشأن زيادة التوتر في هضبة “دوكلام” قائلا: “أنتم على أرض صينية، وإذا كنتم لا تريدون الحرب، فيجب عليكم الخروج من أراضينا”.
بالمقابل، رأى اللواء الهندي المتقاعد اشوك ميهتا، أن وسائل الإعلام الصينية تنشر مقالات عدوانية عن الهند، وتتحدث عن مواجهة عسكرية محتملة بين البلدين، وبالتالي توريط الهند في النزاع.
وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت حدة التوترات بين الهند والصين، على خلفية شق الأخيرة طريقاً في منطقة “دوكلام”، القريبة من الحدود المتنازع عليها عند ولاية “سيكيم” الهندية، في جبال الهيمالايا.
وتقول بكين، إن القوات الهندية تنتشر على أراض صينية، فيما تقول كل من بوتان والهند إن تلك المنطقة أرض تابعة لبوتان، وانتشار القوات الهندية فيها جاء بطلب من الأخيرة.
ونشبت في 1962، حرب بين الصين والهند، بسبب الخلاف الحدودي بين الدولتين، حيث تطالب الصين بمقاطعتين تقعان في شمال غربي الهند، على أساس كونهما أراضي صينية تاريخيا.
وتقع أولى هاتين المنطقتين في شمال شرقي مقاطعة جامو وكشمير، فيما تقع ثاني المنطقتين المتنازع عليهما بين البلدين، في منطقة جبال الهمالايا، الفاصلة بين الهند ومقاطعة التبت الصينية، مع العلم أن الحدود المشتركة للدولتين تمتد لمسافة 3 آلاف 550 كيلومترا.
