تقرير أممي يحمل الأسد مسؤولية الهجمات الكيماوية
تستعد منظمةُ حظر السلاح الكيماوي التي تتبع للأمم المتحدة من نشرِ تقريرها الأول الذي يشير إلى إدانةً صريحة لنظام الأسد ويحمّله المسؤولية المباشرة عن عشرات الضحايا من المدنيين استهدفهم بالأسلحة الكيميائية (غازي السارين والكلور السامين) على مدار سنوات الثورة السورية.
وتوقّعت صحيفة “ذا غارديان البريطانية” في مقال نشرته أمس الثلاثاء، أنّ التقرير المتوقع أن يصدر اليوم الأربعاء 8/4/2020 سيؤكد على تطبيق عقوبات جديدة تطال شخصيات مهمة في نظام الأسد، وتوقّعت الصحيفةُ أنْ يحمل التقرير تهم تورد لأول مرة ضدّ دولة روسيا الاتحادية وتشير إلى دورها في السماح لنظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي أو التغاضي عن هذا الاستخدام على الأقل ومحاولة عرقلة عمل المحققين الأممين لاحقا وتضليلهم.
ووفق مراقبون فمن المرجّح أنْ ينشرُ التقرير علنا اليوم الأربعاء بالتزامن مع الذكرى الثانية لاستهداف مدينة دوما بغاز الكلور الذي شنه نظام الأسد عام 2018ضد السكان المدنيين في دوما شرقي دمشق قُبيل أن يتم تهجيرِ سكانها العام نفسه هذا الاستهداف رح ضحيته 85 مدنياً على الأقلّ جلَّهم من الأطفال والنساء، كما يتزامن نشرُ التقرير أيضا مع اعتداء آخر للنظام الأسدي ضدّ مدنيين في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في شهر نيسان من العام 2017 وقد عدد الضحايا في حينها بأكثر من 90 مدنيا.
نظام الأسد مسؤول وروسيا حاولت التضليل
ويأتي تقرير المنظمة الأممية المتوقّع صدورُه اليوم أو غدا على أبعد تقدير بعد أن مُنِحَت المنظمة بقرار من منظمة الأمم المتحدة، يلزمها بتحديد هوية الأشخاص المسؤولين عن أي استخدام لأسلحة كيميائية في نظام الأسد، وخاصة فيما يتعلق بهجومي دوما وخان شيخون وذكر كل المعلومات المتعلقة بهذه الأسلحة وآلية الحصول عليها.
خبير دولي الأسد قام بجرائم ضد الإنسانية
وافاد الخبير بالأسلحة الكيميائية هاميش دي بريتون “بالرغم من أنّ الأدلّة على جرائم الأسد ضدّ الإنسانية لا جدال فيها، إلا أن بعثة تقصي الحقائق قد قوض عملها إلى حد كبير بسبب حملات التضليل التي قادتها روسيا وساهمت إلى حد كبير في تعطيل عمل البعثة”.
وأضاف “إذا ما طُبقت القوانين التي ينص عليها النظام العالمي على الحرب السورية، عندها لن نحتاج إلى إجراء تحقيقات جديدة طبعا هذه التدابير ليست الحالة الأمثل لكنها خطوة نحو الأمام”.
ووفق الصحيفة البريطانية العريقة فإنّ التقرير سيشمل جملة من البيانات الجديدة وخريطة للمناطق التي استهدفت ، ستنشر في وقتٍ لاحقٍ، لإعطاء صورة واضحة ودقيقة تبين آلية ومواقع استخدام الغازات الكيمياوية في سوريا حتى الآن.
من جهته وثّق باحثون من “المعهد العالمي للسياسة العامة” في برلين، بالتعاون مع شركائهم السوريين والدوليين، 345 هجومًا مؤكّدًا في سوريا منذ أواخر العام 2011، وبعد سنوات من البحث المضنى تأكد أن نظامُ الأسد وحده هو من يقف وراء تلك الهجمات وفْقاً لشهادات منظمات حقوقية وسوريين في المناطق التي جرى استهدافُها في العشر سنوات الماضية.
موضوعات تهمك: