مع بداية الأسبوع القادم يستعد فادي عليان (31 عاماً) من قرية العيسوية، للعودة إلى عمله كحارس في المسجد الأقصى، بعد قضائه 11 شهراً في السجون الإسرائيلية.
وقد
أُفرِج عن عليان مساء الأحد الماضي (7مايو/أيار الجاري) بعد انتهاء فترة حكمه.
ويقول مقدسيون إن إسرائيل تستهدف حراس وسدنة المسجد الأقصى، بشكل ممنهج، بهدف “فرض واقع جديد يسهل ويؤمن اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد”.
وقد اعتقلت الشرطة عليان، في 28 يونيو/حزيران من عام ٢٠١٦، خلال شهر رمضان، ووجهت له تهمتي “محاولة الاعتداء على شرطي وإثارة الشغب في المسجد”، ومن ثم حُكِمَ بالسجن لمدة ١١ شهراً، مع كفالة ١٥٠٠ شيكل (400 دولار).
وكانت مواجهات شديدة بين المصلين والقوات الإسرائيلية، قد نشبت في المسجد الأقصى في 26 يونيو/حزيران العام الماضي، في أول أيام العشرة الأواخر من رمضان، بعد اقتحام المستوطنين للمسجد، واعتقل على إثرها عليان.
وعادة ما يتوقف اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان، نظراً لكثرة المعتكفين والمصلين، فكان ذلك الاقتحام مفاجئاً وشديد الاستفزاز للمصلين، مما أدى إلى تطور المواجهات، بحسب عليان.
وأشار عليان في حديث صحفي، عقب الإفراج عنه، إلى أن الشرطة في ذلك اليوم، اعتقلت عشرات المصلين ومن بينهم مسلمون بريطانيون، جاءوا للتعبد في القدس، كما “اعتدت بوحشية على كثيرين كما يظهر في فيديو تداول بكثرة يومها”.
ويضيف عليان:” في ذلك اليوم عبّر المصلون عن رفضهم لاقتحامات المستوطنين بالتكبير، وقد اعتدت عليهم الشرطة، وعندما حاولت تخليص رجل ضرير كبير بالسن من بين يدي أحد أفراد الشرطة، تم الاعتداء علي وضربي، فدافعت عن نفسي”.
ويندد عليان بحالة التضييق المستمرة التي تمارسها الشرطة على حراس المسجد الأقصى.
ويقول إن الشرطة أبعدته عن المسجد الأقصى لمدة شهرين في العام ٢٠١٥، كما أبعدته كذلك في العام ٢٠١٦ لمدة أسبوعين.
كما يتلقى عادة اتصالات هاتفية من قبل المخابرات الإسرائيلية، للتحقيق والضغط عليه بخصوص عمله كحارس في المسجد، حسب قوله.
ويصف عليان وظيفة حراسة المسجد الأقصى بالمهمة “الصعبة جداً”، خاصة في ظل “تصاعد تدخل الشرطة بشؤون المسجد، ووجود أفراد من القوات الخاصة بشكل شبه مستمر داخل الساحات خلال فترة الاقتحامات، وازدياد أعداد المقتحمين ومرافقيهم من أجهزة الأمن الإسرائيلية”.
ويضيف:” الحارس يكون شاهداً على تعديات كثيرة من المستوطنين المقتحمين، ويحاول الاعتراض عليها أو منعها ضمن وظيفته التي وظّف لها، فيتم اعتقاله أو إبعاده”.
من بين تلك التعديات من قبل المستوطنين، يذكر عليان محاولتهم إقامة شعائر تلمودية داخل المسجد، أو ترديد الصلوات اليهودية، أو رمي أنفسهم أرضاً كطريقة للتعبد، أو حتى سرقة تراب وحجارة من ساحات المسجد.
وسرد عليان سلسلة من التضييقات الإسرائيلية على حراس الأقصى، ومنها ما حصل في أواخر شهر مارس/آذار الماضي حيث اعتقلت الشرطة ١١ حارساً في يوم واحد، وأفرجت عنهم بعد يوم، مع إبعادهم عن المسجد لبضعة أيام، وذلك بعد منعهم عالم آثار إسرائيلي من سرقة حجارة من المسجد، ومن اقتحام المصلى المرواني.
كما اعتقلت الشرطة 3 موظفين من قسم الإعمار في المسجد الأقصى في مارس/ آذار الماضي خلال عملهم في تصليح أحد أبواب الجامع القبلي، وتم إبعادهم عن المسجد لعدة أيام.
وقد اقتحمت الشرطة منزل عليان قبيل الإفراج عنه بساعات، وهدّدت عائلته مطالبة إياهم بعدم إظهار أية مظاهر للاحتفال عند استقباله في البيت أو تنظيم “زفّة” له في البلدة القديمة.
كما أجبرته الشرطة على التوقيع على تعهد “بعدم المشاركة في مظاهر احتفالية ورفع أعلام”.
وقد تكررت هذه التهديدات في الفترة الأخيرة لعدد من المعتقلين في القدس قبل الإفراج عنهم، إذ تهددهم الشرطة بإعادة اعتقالهم في حال تم تنظيم استقبال شعبي لهم أو رفعوا العلم الفلسطيني أو رايات أي من الأحزاب الفلسطينية.
ويؤكد عليان أن إسرائيل تسعى من خلال اعتقاله إلى “تثبيط عزيمة الحراس، وثنيهم عن أداء مهام وظيفتهم في حماية أمن المسجد، والتصدي للتعديات التي يقوم بها المستوطنون”.
وفي هذا الإطار يشير عليان إلى أن السلطات الإسرائيلية عقدت محاكمة سريعة جدا له، حيث تم تقديم لائحة اتهام ضدّه، خلال يومٍ واحدٍ فقط من اعتقاله.
وذكر كذلك أن تشديد الحكم ضدّه، كان يهدف إلى تشكيل رادع لبقية الحراس، حيث أن العقوبة المعتادة للتهمة التي حوكم عليها تصل الى 6 شهور فقط، لكنه حكم بالسجن لمدة 11 شهرا.
وكالات