المحتويات
بطاقة ذكية طعام للفقير وترفيه للغني
أصدرت الحكومة السورية البطاقة الذكية كي تلبي الحاجات الأساسية للمواطنين في مناطق سيطرتها (رز ـ سكر ـ زيت ـ سمنة وغيرها) وفي الآونة الأخيرة أضافت مادة المحروقات (غاز ـ مازوت ـ بنزين) بعد أن شهدت الأسواق شح في هذه المواد وصعوبة الحصول عليها. اعتبر الكثير من المواطنيين في مدينة اللاذقية ان البطاقة الذكية هي عبارة عن وسيلة جديّة وجديدة لسرقة المواطنين، ذكاء البطاقة يعكس خبث المسؤولين عنها فهي تتصرف لوحدها وتسطو على مخصصات المواطنين من البنزين لحساب أصحاب المحطات وشركاؤهم من المسؤولين الفاسدين. البطاقة الذكية الصادرة عن حكومة غبية ترسل رسالة يومية لمالكها مفادها “تم اقتطاع 50 ليتر من مخصصاتكم من مادة البنزين مهما كانت كمية الوقود التي عبأها في سيارته في ذلك اليوم علما أن المواطن لا يستطيع تعبئة أكثر من 50 ليتر مهما كانت الأسباب وقد أفاد بعض المواطنين أن هذه الرسالة وصلته آخر النهار رغم أنه لم يزر محطة الوقود في ذلك اليوم ولم يعبأ ليترا واحدا. وأضاف آخر ساخرا “احذر المرور أمام أية محطة وقود في سيارتك لأن بطاقتك الذكية ستخبرك فورا أنه تم اقتطاع (50ليتر) من مخصصاتك اليومية.
هذا الأمر يحصل مع معظم مالكي السيارات الذين يستخدمون البطاقة التي أثبتت بذكائها الفاسد تسجيل أعلى نسبة استهلاك للوقود في محافظة اللاذقية خلال الشهر الماضي مقارنة بالأعوام الفائتة.
والغريب في الموضوع أن كميات الاستهلاك مسجلة عند دوائر التموين في المحافظة وهذه الكميات تفوق بأضعاف الكميات المسلمة إلى محطات الوقود وسط صمت مطبق من الجهات الرقابية الحكومية في العاصمة. واستخدمت المديرية هذه الأرقام لتؤكد وفرة الوقود بكميات كبيرة ولتحمّل المواطن مسؤولية الاستهلاك الزائد وتتهمه باستجرار أكثر من حاجته اليومية، لتخزينها وبيعها لاحقا بأسعار مضاعفة وهذا هو السبب المباشر لأزمة المحروقات وخاصة البنزين.
سرقات مكشوفة:
وقد تداعى المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بكشف مساوئ هذه البطاقة التي قضوا أياما وليالي في سبيل الحصول عليها.
فقالت “رغداء الحاج”: دخلت كازية حيدرة وعبأت 15 ليتر فوصلتي رسالة باقتطاع 50 ليتر من مخصصاتي اليومية.
أما “رائدة” فقالت: سيارتنا من نوع هونداي صغيرة الحجم ولا تتسع أصلا لكمية 50 ليتر ومع ذلك تصلنا رسالة يومية بإقتطاع 50 ليتر من مخصصاتنا.
وأكد”مأمون الباشا”: أن البطاقة صنعت بالأساس لتبرر لتجار الوقود احتكارهم لهذه المادة. وقد وزع العديد منها على مواطنين باعوا سياراتهم منذ زمن بعيد ويبيعون مخصصاتهم لتجار السوق السوداء بثمن بخس
غباء إلكتروني تحمله البطاقة الذكية
بطاقة تم الترويج لها وشرح ميزاتها وتصويرها على أنها الحل الشافي والوافي لكل مشاكل المواطنين في سوريا وسميت بـ “الذكية”، وأنها تحتاج إلى تدريب وحسن استعمال كي لايتم اختراقها وضياع حقوق مالكها
.
وقد رأى رامي سرية وهو مهندس متخصص في البرمجة الإلكترونية: إن البطاقة لا علاقة لها بالذكاء البرمجي، فهي تحتاج تدخل بشري كي تسجل ما تم استهلاكه منها، ولا تتفاعل مع ما يسجله المستخدم والبائع ، بل تستخدم ذكاءها لتخدم من برمجها والمسؤولين عنه من قبل جهاز الإقتطاع (الصراف الآلي) الموجود في كل محطة. وأضاف: “أنها مصممة لكي تكون أداة سرقة منظمة، وما يتم اقتطاعه من قيم البطاقات في كل الأماكن يتم اعتماده كمستهلك من الوقود، ويتم استجراره من قبل شركة المحروقات لوضعه بالاستهلاك، والكميات الزائدة عبر التسجيل الوهمي يتم تحويلها إلى الأسواق السوداء، وبيعها بأسعار مضاعفة بعد تهريبها الأسواق اللبنانية.!!
مافيا حكومية وراء البطاقة الذكية
وأكد على أن هذا العمل يجري في إطار شبكة منظمة تضم موظفين حكوميين وضباط ومسؤولين أمنيين غايتهم تأمين أكبر كمية من المال قبل ترتيب أمر هربهم من البلد .
مصنع الأزمات:
وتعيش البلاد أزمة خانقة ازدادت وتيرتها منذ ربيع عام 2011 تعزيها السلطات الحكومية إلى مؤامرة خارجية تطال سوريا وشعبها نتيجة موقفهم المقاوم والممانع في وجه قوى الاستكبار العالمي التي تخطط لإرضاخ شعوب المنطقة وفي مقدمته الشعب السوري صاحب هذا الموقف المبدئي الذي لايمكن أن يحيد عنه مهما كانت الضغوط حسب تعبيرهم.
وقال قاضي متقاعد يعيش في اللاذقية فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية:
“يجب أن نعيش في أزمة دائمة، ويجب أن ننشغل كل يوم بهمّ جديد وما أن نتعتاد عليه ، يرتب لنا مشكلة أخرى، منذ أربعين عاما يعيش المواطن السوري العادي في كعيشة الرق والعبيد في القرون الوسطى همه لقمة العيش اليومية وويل لم يفكر خارج هذه الخانة، أما الغني فيجب أن يغرق في رفاهيته ومنها وقود السيارة التي لا سبيل لتأمينها إلا عن طريق القيادة الحكيمة ويجب أن نصلي لولي نعمتنا بشار الأسد ليل نهار لدوام النعم وليبقي باب رحمته مفتوحا لنا.. وإلا.
مواضيع تهمك:
اقتصاديون: سوريا تحتاج 60 مليار دولار لإعادة الإعمار
تسريبات حصرية عن تغير استراتيجية المافيات الحاكمة في سوريا وحملتها على ادلب
عذراً التعليقات مغلقة