نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرًا أكد فيه الكاتب ريتشارد هول، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتجاهل سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وذلك بالتزامن مع زيارته إلى تل أبيب في مستهل جولته الشرق أوسطية.
ونشر هول تقرير بعنوان “جو بايدن كان منتقدًا للفصل العنصري بجنوب إفريقيا بشدة، والآن هو متهم بتجاهل السياسات المماثلة في إسرائيل”، وقال فيه أن منظمات حقوق الإنسان الرائدة في العالم اتهمت دولة الاحتلال بانتهاج سياسة فصل عنصري وهو ما سيتغاضى عنه بايدن خلال الزيارة.
وتحدث التقرير عن موقف بايدن الذي انتقد حكومة الفصل العنصري في دولة جنوب إفريقيا عندما كان عضوًا بمجلس الشيوخ عام 1986، وكان عمره وقتها 43 عامًا، وهاجم بغضب جورج شولتز وزير خارجية أمريكا وقتها لدعمه ممارسات حكومة جنوب إفريقيا غير الأخلاقية التي فرضت نظام فصل عنصري ضد الأغلبية من السود.
ووقتها قال بايدن في انتقاده لشولتز: “إنني أخجل من أن هذه هي سياساتنا أشعر بالخجل من عدم وجود عمود فقري أخلاقي يتم سحق هؤلاء الناس ونحن نجلس هنا نردد نفس الكلام”، واعتبر الكاتب تلك الكلمات إدانة قوية لنظام القمع العنصري الذي مارسته جنوب إفريقيا، حليفة الولايات المتحدة، لكن الآن بعد 35 عامًا تقريبًا واجه بايدن الانتقادات ذاتها التي وجهها سابقًا لشولتز.
وأشار التقرير إلى أن بايدن خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة وبيت لحم، سيستقبله المحتجون بلافتات كبيرة مكتوب عليها “سيدي الرئيس هذا فصل عنصري”، بجانب خريطة لما تبقى من أراضي فلسطين المتشرذمة.
كان بايدن قد عقد لقاء تلفزيوني مع التلفزيون الإسرائيلي أمس الأربعاء، وسئل خلاله عن رأيه في أصوات داخل الحزب الديمقراطي تؤكد أن إسرائيل دولة فصل عنصري، لتكون إجابته: “هناك القليل منهم أعتقد أنهم مخطئون أعتقد أنهم يرتكبون خطأ إسرائيل دولة ديمقراطية وهي حليفتنا وصديقة”، وتفاخر بتقديم 4 مليارات دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل.
وأشار الكاتب إلى إجماع مجموعات حقوق الإنسان البارزة، حول قضية الفصل العنصري والإجماع يفيد أن إسرائيل تمارس الجرائم ذاتها التي أدانها بايدن بقوة قبل ثلاثة عقود ونصف.
وفي يناير العام الماضي، نشرت منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية تقريرًا تؤكد فيه أن إسرائيل دولة فصل عنصري، وقالت المجموعة: “يتيح النظام لليهود العيش في مناطق متجاورة متمتعين بكل الحقوق، بما في ذلك تقرير المصير، بينما يعيش الفلسطينيون في وحدات منفصلة بحقوق أقل، هذا يعتبر فصل عنصري على الرغم من أن إسرائيل ينظر لها على إنها ديمقراطية تدعم احتلالًا مؤقتًا”.
وفي إبريل العام الماضي قدمت منظمة هيومن رايتس ووتش تقرير تاريخي مكون من 213 صفحة توصل إلى النتيجة ذاتها، ووجدت المنظمة الحقوقية أن سلطات الاحتلال ترتكب جرائم ضد الإنسانية مثل الفصل العنصري والاضطهاد.
واتخذت منظمة العفو الدولية نفس الموقف في فبراير هذا العام بتقرير وجد أن إسرائيل تنتهج سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين، وشرح تقرير صادر عنها: كيف أن عمليات الاستيلاء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين على نطاق واسع وعمليات القتل غير المشروع والتهجير القسري والقيود الصارمة على الحركة وحرمان الفلسطينيين من الجنسية والمواطنة كلها مكونات نظام فصل عنصري بموجب القانون الدولي.
وفي شهر مارس دعا مايكل لينك مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، المنظمات الدولية إلى معالجة الفصل العنصري الإسرائيلي، وقال في تقرير لمجلس حقوق الإنسان: “اليوم يوجد في أراضي فلسطين التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 نظام قانوني وسياسي مزدوج تمييزي للغاية يمنح الامتيازات لحوالي 700 ألف مستوطن يهودي يعيشون في 300 مستوطنة غير شرعية في القدس الشرقية والضفة الغربية”.
إلا أن إدارة بايدن قالت أنها رفضت الرأي الذي يقول أن تصرفات إسرائيل تشكل فصل عنصري وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس في إفادة صحفية أن تقارير الوزارة “لم تستخدم مثل هذه المصطلحات أبدًا”.
وتسائل الكاتب في تقريره للرئيس بايدن: “كيف تختلف مع مجموعات حقوق الإنسان الرائدة في العالم وتصنيفها للفصل العنصري في إسرائيل؟”.
موضوعات تهمك: