خلال ساعات الليلة الماضية، أعلن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، اغتيال ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، في ضربة صاروخية من طائرة مسيرة استهدفت منزل المذكور في منطقة شربور وسط العاصمة كابل، وذلك حدث يوم الاثنين الماضي.
الغارة نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه في كابل، في عطلة نهاية الأسبوع، وقال بايدن أنه بمقتل الظواهري، تحققت العدالة ولم يعد هذا الزعيم الإرهابي موجودًا، واعتبر أن الظواهري تسبب في مقتل أكثر من 3 آلاف شخص، كما خطط مع أسامة بن لادن لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
الصور التي نشرتها وكالات أنباء تظهر حواجز ومتاريس أمنية ومركبات عسكرية في المنطقة التي اغتيل فيها الظواهري ويوجد فيه منزله، وهو حي راقي ضمن منطقة كانت مملوكة قبل فترة لوزارة الدفاع الأفغانية، وتحولت بعد استيلاء طالبان مجددًا على السلطة إلى منطقة سكنية خاصة بها منازل كبيرة ويمتلك فيها الأثرياء قصورًا ومنازل هناك.
من هو ايمن الظواهري
هو أيمن محمد ربيع الظواهري، مولود بالعاصمة المصرية القاهرة يوم 19 يونيو 1951، كان عمه محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري، شيخًا للأزهر، قبل ان يستقيل اعتراضًا على ممارسات عدائية ضده من زملائه وتلامذته. بينما كان له عم آخر أول أمين عام لجامعة الدول العربية.
تلقى الظواهري تعليمه وتخرج من كلية الطب وأنهى الخدمة العسكرية، وأسس عيادة طبية بالقاهرة لكنه، التحق لاحقًا بالجماعات الإسلامية والتي كانت تعادي الدولة المصرية، وتم اعتقاله وتعذيبه، بعد أن اتهم ضمن المتهمين في قضية اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، وتمت تبرئته لعدم كفاية الأدلة وذلك في 1981.
بعد الإفراج عنه سافر مع الهلال الأحمر إلى بيشاور في باكستان كعامل إغاثة حيث عالج اللاجئين المتضررين من الحرب السوفيتية على أفغانستان وخلال تلك الفترة قام برحلات عبر الحدود إلى أفغانستان حيث شاهد الحرب.
يعتبر ايمن الظواهري مسؤولًا عن هجمات إرهابية وقعت في مصر، وقالت تقارير أنه مسؤول عن مقتل 1200 مصري، وفي 1997 قالت الخارجية الأمريكية أن زعيم طلائع الفتح وهو أحد فصائل الجهاد الإسلامي، يقف وراء مذبحة تعرض لها سياح أجانب في مدينة الأقصر وقتها ثم بعد ذلك بعامين صدر ضد الظواهري حكم غيابي بالإعدام شنقًا من جانب محكمة علسكرية مصرية لضلوعه في عدة هجمات إرهابية.
بحسب تقارير فإن الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، تلاه إقامة الظواهري في عدة دول منها بلغاريا والدنمارك وسويسرا، كما استخدم جواز سفر مزور للسفر لدول البلقان والنمسا واليمن والعراق وإيران والفلبين، كما تقول دائرة المعارف البريطانية أن بن لادن كان قد غادر للسودان 1992 وانضم إليه الظواهري في 1995 وفي يونيو 1995، جرت محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك وتم الضغط على السودان لطرد زعماء التنظيمات الإرهابية، وتم بالفعل طرد الظواهري وبن لادن ليسجن الأول ستة أشهر في روسيا قبعد القبض عليه بعد دخوله داغستان في طريقه للشيشان دون تأشيرة سارية.
وبحسب مقال كتبه ايمن الظواهري فإن السلطات في روسيا فشلت في التعرض على النصوص العربية في جهاز الكومبيوتر الخاص به ولم تكتشف هويته، وفي 1997، انتقل الظواهري إلى جلال أباد بأفغانستان حيث كان بن لادن يقيم هناك وبعد مرور عام انضم إلى تنظيم الجهاد وخمس مجموعات إرهابية أخرى وشكروا الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين.
كانت جبهة الظواهري وبن لادن تسمى “الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين”، وكانوا يهدفون لاستهداف مصالح من وصفهم الظواهري في شريط مرئي له بـ”الصليبيين واليهود”، قاصدًا بذلك الولايات المتحدة والغرب.
لتسمح تلك الجبهة لأول مرة بقتل المدنيين في الولايات المتحدة وبعد نصف عام دمرت اثنتان من الهجمات سفارتين أمريكيتين في كينيا وتنزانيا وتسبب ذلك في مقتل 223 شخصًا على الأقل، وكانت مكالمات الظواهري عبر هاتف فضائي استخدمت كدليل لإثبات أن القاعدة وراء الهجمات.
وقتها قصف الجيش الأمريكي معسكرات الإرهابيين في أفغانستان، وفي اليوم التالي اتصل الظواهري بصحفي باكستاني أبلغه في الاتصال: “قل للأمريكيين أن هذه الصواريخ وتهديداتها وأعمالها لا تخيفنا الحرب بدأت الآن”.
الظواهري كان تحالف مع بن لادن في التسعينيات، عندما تم سيطرة تنظيم الجهاد على القاعدة، وكان الظواهري من أبرز قادة القاعدة وقتها، وفي العام 2007 ظهر ايمن الظواهري في 16 شريطًا مرئيًا ومسموعًا، في الوقت الذي ظهر فيه بن لادن في هذا العام 4 مرات فقط.
ايمن الظواهري كان من العناصر الرئيسية لهجمات 11 سبتمبر 2001 وكان ذلك بالتعاون مع الرجل الأول في التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن، وقتها رصدت السلطات الأمريكية مكافأة 25 مليون دولار لمن يساعدة في الوصول إليه.
وفي استراتيجيته على المدى الطويل اعتبر ايمن الظواهري إسقاط الأنظمة في السعودية ومصر وغيرها، كهدف رئيسي حيث يتم استخدام دول أفغانستان والعراق والصوما كمناطق للتدريب لبدء الهجمات، وفي يونيو 2011 أصدر الظواهري بيانًا حذر فيه الأمريكيين من أن اسم أسامة بن لادن سيستمر في إرعاب الولايات المتحدة حتى في قبره.
استمر نشاط القاعدة تحت قيادة الإرهابي ايمن الظواهري حتى جرى اغتياله مؤخرًا هذا الأسبوع.
موضوعات تهمك: