أصبح باراك اوباما الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، حديث الساعة السياسية بعد ان فاز زميله في الحزب الديمقراطي ونائبه عندما كان رئيسا للولايات المتحدة، جو بايدن، الذي فاز مؤخرا بالرئاسة الأمريكية وفقا لما أعلنت وسائل إعلام أمريكية.
وكان باراك اوباما الرئيس التاريخي للولايات المتحدة كأول رئيس أسمر البشرة يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بين عامي 2008 وحتى عام 2016، بمثابة كلمة السر في فوز جو بايدن الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الذي يستعد لبدء استلام مهام منصبه الجديد قريبا.
وبسعادة شديدة استقبل الرئيس الأسبق، خبر فوز زميله الديمقراطي، حيث هنأ الرئيس المنتخب عقب فوزه، وقال أنه لا يمكنه أن يكون أكثر فخرا لتهنئة الرئيس القادم للولايات المتحدة جو بايدن، والسيدة الأولى جيل بايدن، وتابع قائلا أنه لا يستطيع أن يكون أكثر فخرا لتهنئة كامالا هاريس على اختيارها لمنصب نائب الرئيس.
وأضاف ان بايدن لديه الإمكانيات ليكون رئيسا وسيدخل البيت الأبيض لمواجهة التحديات الكبيرة التي لم يواجهها أي رئيس جديد على الإطلاق، مشيرا إلى علمه أن بايدن سيقوم بالمهم بما يحقق مصالح كل أميركي سواء حصل على صوته أم لا، لافتا إلى أن نتائج الانتخابات التي اجريت يوم الثلاثاء الماضي أظهرت بلدا يعاني منانقسام عميق ومرير، موضحا، أنه لا يعود لجو وكامالا وحدهما، بل لكل المواطنين حيث يجب عليهم الاستماع لبعضهم البعض وخفض التوترات وإيجاد أرضية تفاهم من أجل المضي قدما.
اوباما في حملة بايدن
تصدر باراك حسين اوباما، حملة الرئيس بايدن، وكان أول الداعمين، وظهر بمظهر الجندي المخلص الذي ساعد بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية.
حضر باراك عدة مؤتمرات انتخابية بدأها بالمؤتمر الانتخابي عبر السيارات، ثم شارك في مؤتمر انتخابي الولاية الصعبة بنسلفانيا، بالإضافة إلى ظهوره في عدة مواقف أخرى داعمة وحاشدة من أجل دعم جو بايدن، ولعل أبرز تصريحاته التي أدلى بها في المؤتمرات الحاشدة، هي المدح في قيم ومبادئ رفيقه، ونائبته هاريس، بالإضافة إلى الإقدام على مهاجمة نقائص ترامب وقد ارتكز عليها.
صرح الرئيس الأسبق أكثر من مرة في المؤتمرات الانتخابية، ذاما في ترامب الذي يكذب يوميا، ثم تحدث عن أزمة فيروس كورونا وما أدت إليه سياسات الرئيس لإغراق البلاد في ازمة صحية هي الأكبر في التاريخ، كما انتقد معاداة ترامب للمرأة والسود وعنصريته الدائمة، كما لعب على وتر مقتل الرجل الأسود على يد الشرطة وموقف الرئيس المتخاذل من دعم قضية عادلة كتلك، كان اوباما مثالا للعقلية التي تعرف ترامب عن ظهر قلب.
نسخة مكررة
أظهر دعم باراك لنائبه السابق جو بايدن، تشابه كبيرا بين ما يتكرر على الولايات المتحدة الأمريكية، فالرئيس الديمقراطي الأسبق أظهر في حملة بايدن الانتخابية أوجه الشبه بينه وبين بايدن، بينما اخفى الاختلافات بينهما.
ولعل أبرز تلك وما نستطيع أن نقول انه نسخة مكررة، هو أن بايدن اختار كامالا هاريس نائبة له، التي يقال أنها شبيهة اوباما الاولى خاصة في الآراء التقدمية، مما يعني أن اوباما – بايدن الذين حكموا أمريكا بين 2008 و2016، هي هي نفس النسخة التي رشحت نفسها لانتخابات 2020، في شكل بايدن – هاريس.
لا يختلف اثنان على أن مواقف بايدن وتوجهاته السياسية أشبه ما يكون بالرئيس الأسبق، وعلى سبيل المثال فهناك العديد من التوجهات من القضية المختلفة المتشابهة، بدءا من قضية الضرائب، ثم السياسة الأمريكية الخارجية، آرائهما تجاه القضايا الشائكة كالحروب وتواجد القوات الأمريكية بالخارج، إلى جانب الرعاية الصحية وأخيرا أزمة فيروس كورونا أكثر ما يهم الناخب الأمريكي.
إلا أن هناك أمر هام جدا يجب الالتفات إليه، هو أن تواجد اوباما في صف بايدن ساعده على مغازلة الأقليات التي حسمت الصراع لصالح بايدن، فقد جذب إليه أنظار السود خاصة بعد الأحداث العنصرية، إلى جانب أنظار المسلمين الذين يعانون في الولايات المتحدة، والطبقة المتوسطة والفقيرة وغيرهم من الطبقات التي لعب بايدن بمساعدة أوباما على احتياجتهم. ولعل أبرز ما كان يثقل اوباما الحديث عنه هو الديمقراطية التي أكد أن بايدن قادرا على حمايتها.
موضوعات تهمك: