تصدر محرك البحث جوجل خلال الساعات الماضية بحث الكثيرين عن “انقلاب تونس”، وهو الاصطلاح الذي أطلقته حركة النهضة التونسية على استئثار الرئيس التونسي قيس سعيد بالسلطات الثلاث في البلاد بعد تجميده البرلمان وإقالة الحكومة والسيطرة على إعادة تشكيلها بنفسه.
وتتزايد الأسئلة من قبل المتابعين حول ما حدث وما ستؤول إليه تونس بعد قرارات الرئيس الذي يحاول أن يعيد الشعبوية والديكتاتورية إلى البلاد، بعد سنوات من الديمقراطية، من وجهة نظر معارضيه، بينما يرى مؤيدوه يرون أنه يعيد تنظيم العملية السياسية وانقاذ البلاد من الخلافات السياسية وسط أزمة اقتصادية ووضع وبائي يعصف بها.
كان الرئيس التونسي قد قرر تعليق عمل البرلمان، كما طوقت الدبابات مقره ومنعت رئيسه راشد الغنوشي وزعيم حركة النهضة من الدخول، كما قرر إقالة الحكومة والاستئثار بالسلطة التنفيذية لنفسه مع إعلانه نيته اختيار رئيس الحكومة بنفسه، في خطوات وصفها نفسه بأنها تصحيحية لمسار الثورة، مضيفا في خطابه: “”عملا بأحكام الدستور، اتخاذ تدابير يقتضيها الوضع، لإنقاذ تونس، ولإنقاذ الدولة التونسية ولإنقاذ المجتمع التونسي”. مشددا على أن ما قام به “ليس تعليقا للدستور، وليس خروجا عن الشرعية الدستورية”.
من جهتها سارعت حركة النهضة للحديث عن “انقلاب تونس”، مؤكدة أن ما حدث هو انتهاك للدستور واعتداء صارخ على الديمقراطية والثورة، وقال راشد الغنوشي في تصريحات نقلتها رويترز أنهم يعتبرون ما حدث انقلاب على الثورة والدستور مضيفا: “نحن نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة”.
وعلى إثر ذلك انقسم الشارع التونسي بين مؤيد ومعارض، حيث رأى البعض أن انقلاب تونس كما تسميه حركة النهضة يودي بالبلاد إلى طريق الهاوية واستعادة روح الدولة الأمنية الديكتاتورية التي هزمتها الثورة قبل عشر سنوات بينما يرى أنصار قيس سعيد أن ما حدث انتصارا للثورة والديمقراطية ضد “فشل ذريع” للحكومة ومن أتى بها، ونهاية للمكايدة السياسية التي تضرب البلاد بين الرئيس والسلطة التشريعية والتنفيذية، نظرا لكون نظام الحكم في البلاد مختلطا.
“انقلاب تونس”: هكذا علق الجمهور
الأزمة وإن كانت في أروقة السياسة التونسية وفي الشارع هناك، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت تعليقات من كل صوب وحدب بما يخص الأزمة الجديدة التي تضرب البلاد، وكتب المئات من رودا مواقع التواصل يعلقون على ما حدث ويبدون آرائهم المنقسمة حول الأمر بطبيعة الحال.
وكتب أحد المعلقين: “#قيس_سعيد سيرحل عاجلا كما رحل بن علي”، بينما علق الكاتب أسعد طه قائلا: “اعتراف:
لم يحالفني التوفيق عندما سئلت عقب ثورة يناير في مصر عن إمكانية وقوع انقلاب وكان ردي نافيا مدعيا أن زمن الانقلابات قد ولى وأن المجتمع الدولي لن يسمح به فإذا بالمجتمع الدولي يسمح بموسم كامل للانقلابات. #تونس”.
وكتب آخر: “في بهاليل كتير فرحانه للي بيحصل في تونس فكروني بالي فرحوا ورقصوا في ٣٠ يونيه وخدو علي قـ.فاهم دلوقتي”.
وكتب محمد كريشان الإعلامي في قناة الجزيرة القطرية: “مهما كان الامتعاض شديدا ومفهوما في تونس من أداء الحكومة والبرلمان والأداء الكارثي لحركة “النهضة”وقيادتها، فإن ذلك لا يبرر أبدا الابتهاج بما قام به الرئيس قيس سعيد من انقلاب على المؤسسات وتجميع كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في يده. كالمستجير من الرمضاء بالنار”.
أما الكثيرين فقد رفضوا اصطلاح “انقلاب تونس” جملة وتفصيلا، وكتب أحد المعلقين: “ما حدث تصحيح لمسار الثورة ممن سرقوها واستولوا عليها”.
وكتب آخر: “الرئيس قيس سعيد ينقذ البلاد من الفوضى فهل هذا انقلاب”، وكتب آخر” كيف يكون انقلاب وهو رئيس منتخب، عليكوا حاجات يا إخوان”، بينما علق آخر: “انقلاب تونس جميل وحلو وهندعمه، أرحم من الظلام والظلاميين”.
موضوعات تهمك: