انقذوا محافظة إدلب سلمياً قبل فوات الأوان
- أمريكا تعمل جاهدة على تقسيم سورية انطلاقا من إقامة دويلة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وذلك لن تقبل به تركيا.
- على من ليس من إدلب من المسلحين مغادرتها بالتنسيق مع الجارة تركيا، حماية لهم وحماية لسكان إدلب وممتلكاتهم من الدمار.
- على النظام في دمشق أن يدرك أنه لم يعد مقبولا في إدلب بعد كل الدمار الذي أحدثه في سورية الحبيبة.
بقلم: محمد صالح المسفر
تنقسم محافظة إدلب إلى خمس مناطق إدارية أوردها هنا وهي: إدلب وأريحا ومعرة النعمان وجسر الشغور وحارم، ويرقد الفيلسوف العربي أبو العلاء المعري في ثرى المعرة والتي سميت باسمه (معرة النعمان) وإلى جواره يرقد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز الملقب بالخليفة الخامس لعدله وحكمته وورعه وتقواه (الخلافاء الأربعة هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) رضي الله عنهم أجمعين.
وتعداد سكان محافظة إدلب مليون ونصف المليون إنسان، إلا أنه نزح إليها أكثر من مليون ونصف المليون من البشر هروباً من معارك النظام الحاكم في دمشق وأنصاره من المليشيات التي استعان بها النظام من خارج القطر السوري الشقيق.
اقرأ/ي أيضا: خفايا الحملة الصليببية لترامب
فأصبح سكان محافظة إدلب يزيدون على ثلاثة ملايين نسمة، وتعتبر محافظة إدلب إحدى سلال الغذاء المهمة في القطر السوري، إذ تشتهر بكثرة أشجار الزيتون ومعاصره (بها أكثر من 3 ملايين شجرة زيتون) إلى جانب الكثير من الإنتاج الزراعي والصناعة.
وتعتبر إدلب البوابة الشمالية لسورية التي تطل منها على أوروبا عبر الأراضي التركية، يحدها شمالا لواء الاسكندرون الذي كان جزءاً من الأراضي السورية وكان يعرف (باللواء السليب).
اقرأ/ي أيضا: محاكم التفتيش الحديثة
إلا أن نظام حافظ الأسد أسقطه من خريطة القطر العربي السوري ولم يعد يذكر في وسائل الإعلام السورية أولا ثم العربية فيما بعد، وتحد إدلب شرقاً محافظة حلب الشهباء، وجنوباً محافظة حماة وغرباً اللاذقية.
اليوم عيناي ترنوان الى (إدلب) شقيقة لواء الاسكندرون، الشرور تحيط بها من كل مكان، الإيرانيون والروس وعصابات مسلحة طائفية وشعوبية تريد النيل من إدلب، الروس والفرس لهم أطماع السيطرة ومآرب أخرى.
والترك يخشون أن تمتد قوى الشر لتصيب السيادة التركية وتخشى من تضارب قرارات الإدارة الأمريكية وتباينها، وتحركات القادة العسكريين الأمريكيين على الأرض، تؤكد أن لدى واشنطن مخططات تخالف في طبيعتها وأهدافها ما هو معلن ويناقش في اللقاءات الثنائية.
اقرأ/ي أيضا: عدنان الأسد جاسوسا لإسرائيل.. كيف أخفى “قصر حافظ” الفضيحة؟
أمريكا تعمل جاهدة على تقسيم سورية انطلاقا من إقامة دويلة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وذلك لن تقبل به تركيا.
إدلب يتواجد بها آلاف من المقاتلين أتوا من كل فج عميق وعلى محيط إدلب يلف الجيش السوري والمليشيات الشيعية التابعة له ومن خلفهم خبراء روس ويتمركزون على ثلاثة محاور:
(1) ريف حلب الغربي الجنوبي
(2) ريف حماة الشمالي الغربي امتداداً إلى نهر العاصي وصولا الى جنوب مدينة جسر الشغور
(3) ريف اللاذقية الشرقية من مدينة صلنفة إلى الحدود التركية.
والواقع اليوم على ساحة إدلب أن هناك ثلاث خطط، الأولى روسية وتهدف إلى السيطرة على محافظة إدلب تحت ذرائع متعددة مستخدمة في ذلك قوتها العسكرية بما في ذلك الجوية والصاروخية.
اقرأ/ي أيضا: لماذا بارك بن سلمان معسكرات اعتقال مسلمي الصين؟
أما الخطة التركية فتعمل على وقف إطلاق النار والغارات السورية والروسية وهي ستتولى ترتيب الأوضاع الأمنية في المنطقة وضمان أمن قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية من جميع المخاطر.
وهناك قوات النظام السوري ومعها مليشيات طائفية متعددة تسننزف القوى المتواجدة في إدلب بهدف إضعافها واختراقها وإكمال السيطرة على إدلب بمعونة روسية وإيرانية وهذا الفعل سيقود إدلب إلى الدمار الشامل كما حدث في حمص وحلب ومناطق أخرى وإلى من ستؤول السيادة على إدلب في مثل هذه الظروف.
آخر القول: انقذوا إدلب من الدمار قبل فوات الأوان، وعدم وقوعها تحت هيمنة أجنبية أياً كان نوعها، وعلى كل القوى المسلحة المتواجده داخل محيط إدلب أن تدرك أنها أمام قوة عاتية.
اقرأ/ي أيضا: جنوب شرق آسيا: ربّ صدفة أسوأ من مليارات بن سلمان
وعلى من ليس من إدلب من المسلحين مغادرتها بالتنسيق مع الجارة تركيا، حماية لهم وحماية لسكان إدلب وممتلكاتهم من الدمار، وعلى النظام في دمشق أن يدرك أنه لم يعد مقبولا في إدلب بعد كل الدمار الذي أحدثه في سورية الحبيبة.
* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر
المصدر: الشرق – الدوحة
عذراً التعليقات مغلقة