المحتويات
الولايات المتحدة تنهي كافة إستثناءت استيراد النفط الإيراني وأسعار الخام تشتعل
دعت الولايات المتحدة الامريكية، كافة الدول من مشتري النفط الإيراني امس الاثنين، بوقف التعامل مع ايران في شراء النفط، اعتبارا من الاول من شهر مايو القادم ، محذرة من فرض عقوبات علي الدول التي تخالف ذلك، يأتي ذلك في خطوة تهدف إلى تضييق الخناق علي الإيرادات الايرانية من النفط، الامر الذي ادي الي ارتفاع أسعار النفط الخام لأعلى مستوى في ستة أشهر، بعد مخاوف الدول المستوردة للخام من أزمة محتملة في الإمدادات.
كما اعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امس الاثنين عدم مد مهلة الإعفاءات التي اعطتها في العام الماضي لعدة دول من مشتري النفط الإيراني، في قرار أكثر صرامة من المتوقع باغت بعض كبار المستوردين الذين ناشدوا واشطن الاستمرار في شراء النفط الإيراني دون الوقوع تحت طائلة العقوبات.
كانت الولايات المتحدة قد اعادت فرض عقوبات على صادرات النفط الإيراني، في نوفمبر من العام الماضي 2018، بعد أن أعلن ترامب في الربيع الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي. وجرى منح إعفاءات مدتها ستة أشهر لثمانية دول هي: الصين والهند، حصلت اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان وتوقع البعض تجديد تلك الإعفاءات.
ايران تهدد امريكا بغلق مضيق هرمز
وردا علي القرار الامريكي اعلنت طهران تحدى قرار واشنطن، حيث اعلنت الخارجية الايرانية إنها مستعدة لإنهاء الإعفاءات، في حين هدد الحرس الثوري بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر رئيسي لشحن النفط في منطقة الخليج، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.
تنسيق بين امريكا والسعودية والامارات لتوفير النفط
وذكرت “رويترز” ان البيت الأبيض اعلن إنه يتواصل مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما مُصدران كبيران للنفط الخام، لضمان توفير الامدادات الكافية، مع انتشار حالة من القلق بين الدول المتعاملة مع النفط الايراني، والخوف من نقص الإمدادات الامر الذي أثاروا شكوكا بشأن ما إذا كان هذا النهج المشدد، من ان يؤتي بنتيجة عكسية مما يسبب ارتفاع كبير في الأسعار، مع فرض واشنطن عقوبات ايضا على قطاع النفط الفنزويلي .
مديرة برنامج الطاقة الامريكية قرار ترامب مفاجئة
وقالت إليزابيث روزنبرج “مديرة برنامج الطاقة والاقتصاد والأمن لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد ”ان طلب وقف استيراد النفط الإيراني يعد مفاجئ في هذا الموعد النهائي في مايو القادم.
كما حذرت من ”الإخطار التي سيسببها القرار والذي يأتي قبل بضعة أسابيع فقط من الموعد النهائي، موضحة أن هناك الكثير من الشحنات التي جرى حجزها للتسليم في مايو. و أن خروجها قبل الموعد النهائي سيكون أكثر صعوبة“.
واوضحت إليزابيث روزنبرج ”الأمر الوحيد الذي كان يدور بوضوح داخل الإدارة هو النقاش حول توقيت الوصول إلى الصفر“.
بومبيو القرار يحرم ايران من 50 مليار دولار سنويا
حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في تصريح صحفي مقتدب، امس الاثنين ”سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع“، مؤاكدا أن الولايات المتحدة لن تمنح الدول فترة سماح بعد الأول من مايو القادم للالتزام بالقرار.
وقال بومبيو “إن البيت الأبيض يهدف لحرمان إيران من إيرادات نفطية حيوية تبلغ 50 مليار دولار سنويا، في الوقت الذي يضغط فيه على طهران لكبح برنامجها النووي واختباراتها للصواريخ الباليستية وتدخلها في الصراعات الدائرة بسوريا واليمن”.
كانت الصادرات الإيرانية النفطية قد انخفضت إلى نحو مليون برميل يوميا من أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا قبل إعادة فرض العقوبات.
السعودية والامارات سنعوض نقص النفط الايراني
واعلنت الإدارة الامريكية إن ترامب واثق من أن السعودية والإمارات ستنفذان تعهداتهما بتعويض نقص صادرات النفط الإيرانية. وقال فرانك فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي المعني بموارد الطاقة إن السعودية تتخذ ”خطوات فعالة“ لضمان توافر إمدادات كافية في أسواق النفط العالمية.
وزير الطاقة السعودي لم يعلن التزام بلاده
وفي بيان صادر امس الاثنين، لم يعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح التزام بلادة بسد العجز وبزيادة الإنتاج، وقال إن المملكة ”تراقب التطورات في سوق النفط“ بعد البيان الأمريكي، وإنها ستنسق مع غيرها من منتجي النفط لضمان توازن السوق. وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعها القادم في يونيو حزيران.
وفي حين من المتوقع أن تزيد السعودية الإنتاج مجددا، يخشى المحللون أن يؤدي التحرك الأمريكي، بجانب العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي، إلى عدم كفاية الطاقة الإنتاجية الفائضة في العالم.
وارتفع خام القياس العالمي برنت فوق 74 دولارا للبرميل امس الاثنين، مسجلا أعلى مستوى منذ نوفمبر تشرين الثاني، بسبب الضبابية التي تحيط بزيادة إمدادات السعودية وبقية دول أوبك، بينما بلغ سعر النفط الأمريكي ذروته منذ أكتوبر تشرين الأول 2018 عند 65.92 دولار للبرميل.
وأغلق برنت اليوم مرتفعا 2.07 دولار، أو 2.88 بالمئة، عند 74.04 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.70 دولار، أو 2.66 بالمئة، ليبلغ عند التسوية 65.70 دولار للبرميل.
وقال روبرت مكنالي، رئيس مجموعة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة ”على الرغم من أسعار النفط المرتفعة الآخذة في الصعود سريعا وارتفاع مخاطر الاضطراب الجيوسياسي، يراهن (ترامب) بثقة على أن السعودية والإمارات ستحتويان الضغوط الصعودية على الأسعار عبر تعويض النفط الإيراني وزيادة الانتاج“.
مخاوف دولية حول المعروض من النفط العالمي
كانت الخارجية التركية قد اعلنت رفضها للقرار الامريكي، واكدت انها لن تقبل من احد املاء ارادته علي تركيا.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يوم الاثنين في إشارة إلى مخاوف تركيا ”أشرنا في اجتماعات خاصة إلى أن الصفر آت، وها نحن الآن قد وصلنا إليه“.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إيجاز صحفي يومي في بكين امس الاثنين إن بلاده تعارض العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب على إيران وإن التعاون الثنائي بين الصين وإيران يتسق مع القانون.
كما نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن وزارة الخارجية قولها إن الحكومة الكورية الجنوبية تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة على كل المستويات لتمديد الإعفاءات، وستواصل بذل كل الجهود الممكنة للتعبير عن موقف سول حتى الموعد النهائي للإعفاءات الذي يحل في مايو أيار.
وفي الهند، بدأت شركات التكرير في البحث عن إمدادات بديلة، لكن الحكومة امتنعت عن التعليق رسميا.
وقال متحدث باسم السفارة اليابانية في واشنطن إن طوكيو لا تنوي التعليق على القرار، لكن المسؤولين اليابانيين يقولون إن قضية إيران نوقشت خلال اجتماع بين وزير الخارجية الياباني وبومبيو يوم الجمعة الماضي.
ومن المتوقع مناقشة القضية أيضا خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لواشنطن يوم الجمعة المقبل، والمتوقع أن تركز على كوريا الشمالية والصين.
كان ترامب قد كشف لفريقه المعني بالأمن القومي على مدى الأسابيع القليلة الأخيرة أنه يرغب في إنهاء الإعفاءات، وتولى جون بولتون مستشار الأمن القومي العمل على هذه المسألة داخل الإدارة الأمريكية.
ورغم ان إيطاليا واليونان وتايوان قد اوقفوا المشتريات بالفعل، فإن قيام الصين والهند بذلك قد يكون أصعب بكثير. وانتقدت تركيا، أحد المشترين، القرار الأمريكي.
جدير بالذكر ان الأشهر الأخيرة، شهدت قيام السعودية و أعضاء منظمة أوبك بخفض الإمدادات، واتفقت الدول الاعضاء بمنظمة أوبك بينهم روسيا على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، لكنهم تجاوزوا ذلك المستوى حيث قامت السعودية بخفض الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل يوميا.
تابع المزيد:
ارتفاع اسعار النفط اليوم الاثنين
Sorry Comments are closed