قابل السوريون اليوم الأحد ما أشيع عن موافقة روسيا تسليم بشار الأسد صلاحياته لنائبه فاروق الشرع، بسيل من النكات والسخرية، أبرزها أنه قد يعلن انتحاره على طريقة محمود الزعبي وغازي كنعان.
إن كانت هذه الموافقة تعد تقدماً كبيراً بالنسبة للسياسة الدولية والعربية، فإنها ربما لا تشكل بالنسبة للشعب السوري أكثر من لعبة أخرى يتقنها النظام ليبقى مطبقاً على خناق الناس وحريتهم، فمن هو فاروق الشرع؟ وهل يمكن بحال من الأحوال أن يعيد المتظاهرين إلى بيوتهم؟
يبدو الرجل السني ذو الـ 74 عاماً والذي من الممكن أن يصبح رئيس سوريا الجديد، محنكاً في السياسة مجرداً من أي صلاحية حقيقية، غير مقبول من السنة، وإن كان متحدراً من أصول درعاوية (مهد الثورة السورية) لكنه لم يكن على مستوى تلك الأصول (من وجهة نظر المتظاهرين ومطالبي إسقاط النظام).
فاروق الشرع الحاصل على إجازة في الأدب الإنكليزي، والدارس للقانون الدولي في جامعة لندن، هو من أكثر من رافق حافظ الأسد ونظامه التصاقاً ووفاء له، وعلى الرغم من أن الرئيس الحالي بشار الأسد، وبمجرد تسلمه للسلطة، بدأ بالتخلص من “الحرس القديم” الذي ورثه مع حكمه من عهد أبيه، فإن الشرع احتفظ بوجود نظري في الحياة السورية السياسية، ونُحي عملياً بترقيته ليصبح نائباً للرئيس، فتقلصت مهماته ودخلت علاقاته السياسة- التي عمل على تنشئتها أكثر من عقدين من خلال عمله السابق الديبلوماسي- في سبات لم يلبث أن تحول إلى موت سريري وفعلي، ما جعله يخسر حتى حضوره الإعلامي والشعبي حتى في ذاكرة السوريين.