تشن قوات النظام السوري بدعم من ضباط وجنود روس ومليشيات إيرانية وعراقية منذ شهر تقريبا هجوما واسعا للسيطرة على أحياء برزة وتشرين والقابون شرقي دمشق، وهي تسعى
من وراء ذلك إلى خنق الغوطة الشرقية الخاضعة للمعارضة المسلحة في محاولة لتركيعها هي الأخرى على غرار ما حدث في شرقي حلب أواخر العام الماضي.
وتشهد الأحياء الثلاثة، بالإضافة إلى حي حرستا الغربي، تصعيدا غير مسبوق لم يكبحه سريان اتفاق سابق لوقف للنار, حيث تعرضت الأحياء منذ منتصف الشهر الماضي لقصف جوي ومدفعي وصاروخي، استهدف مواقع المعارضة المسلحة والأحياء السكنية, مخلفا عشرات القتلى من المدنيين ودمارا كبيرا.
ولم يشفع لهذه الأحياء أنها أبرمت منذ 2014 هدنا أثمرت تحييدها وتحولها لشريان رئيسي ومتنفس لمئات الآلاف من الأهالي المحاصرين في الغوطة الشرقية منذ أربعة أعوام.
وبناء على ذلك فإن تقدم قوات النظام يستهدف أساسا خنق الغوطة الشرقية باعتبارها أبرز معاقل المعارضة المسلحة في محيط العاصمة دمشق، حيث أن عزل هذه الأحياء يُسهل عقد اتفاقات معها على غرار الاتفاقات التي تمت في ريف دمشق الغربي، وأفضت لتهجير جزئي أو كامل للسكان، وترحيل مسلحي المعارضة إلى الشمال السوري.
وتتيح سيطرة قوات النظام على هذه الأحياء تأمين أحياء أخرى ملاصقة لها تقطنها أغلبية موالية للنظام السوري أبرزها حي عش الورور، وضاحية الأسد، فضلا عن أنها تتوسط ثكنات عسكرية حيوية، يأتي الهجوم على أحياء برزة وتشرين والقابون غرب حرستا بينما فشلت قوات النظام مرارا في اقتحام الغوطة الشرقية.
عزل الغوطة
وقال حمزة بيرقدار الناطق الرسمي باسم هيئة أركان فصيل جيش الإسلام، أكبر فصائل المعارضة المسلحة بالغوطة الشرقية، إن أهمية أحياء شرقي دمشق تكمن في قربها من العاصمة.
وأضاف أن الحملة العسكرية الحالية إذا نجحت ستؤمن للنظام انتصارا عسكريا وسياسيا مزعوما، لأن المنطقة كانت أصلا مُهادنة له، وتابع أنه سيكون لهذه الحملة تأثير كبير على الغوطة الشرقية بعدما عجز النظام لأعوام من خرق الجبهات الشرقية للغوطة.
ورغم أن مساحة الأحياء المشار إليها قليلة جدا مقارنة بمساحة الغوطة الشرقية، فإن النظام ركز فيها قوته الجوية والصاروخية لتعويض هجومه في مناطق مكشوفة نارية من قبل المعارضة المسلحة, في إستراتيجية عسكرية يُخطط لها الروس كتلك التي جرت في حلب العام الماضي.
تحريض المدنيين
من جهته، يقول أبو أحمد زين المسؤول في المكتب الإعلامي للواء فجر الأمة التابع للمعارضة المسلحة إن قوات النظام بدأت عمليات الاقتحام من جهة الأراضي الزراعية في منطقة برزة دون مقاومة.
وأوضح زين أن قوات النظام عمدت لتحريض المدنيين لمنع فصائل المعارضة من إعادة التمركز في نقاط عدة بعد تهديدات بأن قوات النظام لن تتوانى عن خرق الهدنة وقصف المنطقة.
وألمح “زين” إلى أن النظام تمكن من توظيف الكتلة البشرية المُنهكة جراء الحصار والقصف إلى جدار صد أول أمام أي تحرك مضاد للمعارضة.
الجزيرة