قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي أن الحسابات الخاطئة لحركة النهضة كانت السبب وراء وصول الرئيس قيس سعيد إلى سد الحكم، داعيا البرلمان إلى الانعقاد وجمع 145 صوتا لعزله.
وفي حوار له مع صحيفة القدس العربي، أكد أن تونس في ظل حكم قيس سعيد تواجه خطر الإفلاس وهي لم تعد دولة مستقلة ولكنها أصبحت تابعة لما أسماه “محور الشر العربي”، محذرا من إلحاقها بالدول المطبعة مع إسرائيل.
وأضاف المرزوقي في الحوار أن مشروع تصفية مكتسبات الثورة الديمقراطية مستمر، من أجل تفكيك هياكل الثورة من برلمان ومؤسسات مستقلة وقضاء مستقل وإلغاء الدستور نهائيا عن طريق ما يسمى الاستشارة الإلكترونية واستفتاء جاهزة نتائجه، على حد تعبيره.
وأكد الرئيس التونسي السابق أن تونس تواجه في الوقت الراهن أزمة اقتصادية تتفاقم وقد تؤدي لإفلاس الدولة، متسائلا: “إلى متى ستضخ السعودية والإمارات أموالا تدرك أنها مثل سقي الرمل لا تنتج شيئا؟”، مشيرا إلى أن “الدولة الغربية التي باتت واثقة بأن الرجل لا يصلح ولا يُصلح وهي لن تقبل مده بالأموال الكافية لإسكات غضب الشارع لفترة طويلة لذا لا نجاة له من كارثة اقتصادية سيواصل محاولة وضعها على الفاسدين لكن الشعب سيقول له نسمع جعجعة ولا نرى طحنا كل السلطات بيديك فلماذا لا يتوقف الفساد؟”.
وأضاف أنه مهما فعل فهو في ورطة دون مخرج وقناعته أن من يساندونه من الخارج والداخل “يعملون بجدية على بديل مقبول دوليا وحتى داخليا ينجح أين يفشل هذا المسكين فشلا ذريعا”.
وفي الحوار أجاب المنصف المرزوقي على اتهامه بالخيانة العظمى من جانب سعيد، بعد دعوته المجتمع الدولي للكف عن دعم الانقلاب قال المرزوقي ان الخيانة العظمى هي الحنث بالوعد والخروج على الدستور الذي اتى به للحكم وضرب وحدة الشعب ورهن استقلال تونس للدعم المصري السعودي الإماراتي.
وأشار إلى أن الطبقة السياسية عموما وحركة النهضة بشكل خاص تتحمل مسؤولية الوضع القائم في تونس، متابعا: “لولا حسابات النهضة الخاطئة لما وصلنا لهذه المهزلة والمأساة”.
واستكمل قائلا انه يريد ان تراجع حركة النهضة والأحزاب الديمقراطية حساباتها وأن تستعد لقيادة مقاومة مدنية حقيقية ضد الاستبداد وألا تعود للصفقات والحوارات المغشوشة التي كلفتهم ما كلفت.
وقال موقع القدس العربي أن حاليا يدور حديثا حول زيارة قريبة لولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى تونس وزيارة أخرى لم يتم تأكيدها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليعلق المرزوقي قائلا أن تونس لم تعد “دولة مستقلة كأغلب دول الربيع العربي التي دمرتها الثورة المضادة بقيادة محور الشر وعندما تعرف ان المخابرات المصرية أصبحت ترتع في تونس تقيس عمق التدهور الذي وصلته دولة كانت في نادي الديمقراطيات وأخرجت منه وكانت دولة ذات سيادة فأصبحت دولة تابعة ومتسولة هذه إنجازات ديكتاتورية حمقاء”.
وانتقد المنصف المرزوقي الرئيس قيس سعيد الذي لم يستبعد محاولة التطبيع مع إسرائيل، وقال: “الرجل الذي رفض استقبال موفد من حماس عزل دبلومسيا تونسيا مثلنا في مجلس الأمن، لأنه أخذ على محمل الجد صراخه حول فلسطين”.
موضوعات تهمك: