تصدر المسجد الاقصى المبارك خلال الفترة الأخيرة اهتمام العرب والمسلمين في جميع انخاء العالم، في وقت تشتد الهجمة الصهيونية الاستيطانية والعدائية ضد المقدرات الدينية والوطنية للشعب الفلسطيني، تبعها ذلك بمعركة عسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال انتهت بتهدئة برعاية مصرية.
لكن الاهتمامات زادت مؤخرا مع زيادة الاقتحامات والاعتداءات الصهيونية والتوترات حول الحرم المقدسي، وقد نشر مرصد الأزهر الشريف تقريره الشهري حول معدل اقتحامات باحاته المباركة من جانب الصهاينة تحت حراسة مشددة من جان قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية عمليات تدنيس المسجد وباحاته.
وأصدر مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف تقريره الشهري حول اقتحامات ساحات المسجد الاقصى المبارك، حيث أشارت الارقام إلى أن الصهاينة الذين اقتحموا باحات المسجد 2502 صهيوني خلال شهر واحد، هو شهر يونيو الماضي.
المسجد الاقصى وانتهاكات جسيمة
ووفقا للتقرير ذاته فإن الانتهاكات الصهيونية ضد المسجد، الشهر الماضي تمثلت في اقتحامات موسعة وأداء المستوطنين الصهاينة طقوس دينية تتنافى مع قدسية المسجد، مؤكدا أن منظمات الهيكل المزعوم والمدارس الصهيونية المتطرقة التي زرعها الاحتلال كنبت خبيث في الأراضي الفلسطينية المحتلة لها الدور الأبرز في التحريض على الاقتحامات والمزيد منها، حيث كان على رأس المقتحمين قادة ورؤوساء تلك المنظمات والمدارس أبرزهم يهودا جليك ويسرائيل أرئيل وأليعازر شنكولفسكي.
وأشار التقرير إلى أن أخطر ما تم رصده ما طالب به عضو الكنيست الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير، سلطات الاحتلال بفرض السيادة الصهيونية على المسجد الاقصى مشيرا إلى أن مطالبهم هي فرض السيادة الصهيونية على المسجد المبارك ورفع علم الكيان الصهيوني داخل ساحاته وإبعاد سلطات الأوقاف الإسلامي مؤكدا أنهم لن يتخلوا عن المكان الذي يعتبرونه مكانهم الأقدس للشعب اليهودي على حد مزاعمهم الباطلة.
المسجد الاقصى والهيكل المزعوم
وسلط التقرير الضوء أيضا على نشاطات منظمات الهيكل الصهيوني المزعوم في الفترة الأخيرة وانتشار الأمر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي عبر عشرات الصفحات التي تحمل اسم الهيكل المزعوم في محاولة لنشر رواية الصهيونية ومزاعمها حول المسجد الاقصى واحقيتهم فيه على أنقاض المسجد، في وقت تمارس فيه تلك المنصات وشركات التواصل تحيزا واضحا لصالح الرواية الصهيونية والتضييق الشديد على المحتوى الرقمي الفلسطيني.
ومن بين النشاطات الخطيرة تلك العديد من الدورات التيت شمل محاضرات متعمدة تحاول زرع قناعة لدى المستوطنيين المتطرفين بأحقية بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى وكيفية تنفيذ الاقتاحامات اليومية لباحاته المباركة وضمان التواجد بداخله دوما.
وتم ذلك من خلال العديد من المحاضرات لشخصيات صهيونية معروفة بتطرفها تجاه المسجد الأقصى أبرزهم مردخاي قيدر ويهودا عتسيون وعضو الكنيست السابق يهودا جاليك وهي الأنشطة التي يحذر المرصد من خطورة تداعياتها على المستقبل القريب خاصة بما يتعلق بالوضع داخل المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة خاصة وأن الصهاينة يحاولون صياغة الاقتحامات تلك بصيغة مطالب شعبية من قبل منظمات الهيكل المتطرفين.
وأشار التقرير إلى أن هناك تطور خطير بما يخص ذلك بعدما تم عقد مثل تلك الدورات داخل باحات المسجد الاقصى يوم 29 يونيو الماضي، واستمرت لساعتين كاملتين نفذها الصحفي المتطرف آرنون سيجال وشارك فيها 35 مستوطنا تم توزيع شهادات عليهم في النهاية.
وشدد المرصد في تقريره على ما تنشط فيه جماعات متطرفة في خطوط متوازية لفرض الأمر الواقع، لافتة إلى ما قامت به منظمة نسائية متطرفة لدعم الهيكل المزعوم، حينما وضعت لافتة كتب عليها “باب هليل”، لمحاولة تغيير اسم الباب مما يكشف عن نوايا الاحتلال الخبيثة في تهويد ما تطاله يديه داخل باحات المسجد المبارك والمدينة المقدسة.
مسيرة الإعلام الصهيونية
وبعد الحديث عن المسجد الاقصى ذكر التقرير ما يحدث في مدينة القدس بشكل عام، مؤكدا ادانته لمسيرة الأعلام الصهيونية التي شارك بها عشرات المتطرفين منتصف يونيو الماضي، وجابت طرقات البلدة القديمة تحت حماية مشددة من جانب قوات الاحتلال التي حولت البلدة القديمة لثكنة عسكرية رغم كونها لم تستمر أكثر من ساعة بسبب الفعاليات الفلسطينية التي وقفت لمنع الاستفزازات الصهيونية المتطرفة.
في الوقت الذي شهدت فيه تطاول من قبل المستوطنين الصهاينة على المسلمين والإسلام وعلى النبي محمد في حين شارك الفلسطينيون في مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة يوم 15 يونيو داخل ساحات الأقصى لنصرة النبي وردا على اعتداءات الصهاينة، لكنها قوبلت بقمع شديد من جانب قوات الاحتلال مما أدى لإصابة فلسطينيين.
كما تحدث التقرير عن الصعيد الديمغرافي الذي تواجهه الأحياء المقدسية المحيطة حول المسجد الاقصى التي تعاني من خطر الهدم والاخلاء والتهجير القسري لصالح المنظمات الاستيطانية الخبيثة وهو الخطر الذي يهدد بعزل المسجد الاقصى عن محيط المدينة المقدسة وزرع المستوطنين المتطرفين قربه ما يهدد بتغيير الواقع الحالي حول الاقصى وداخله وتغيير الواقع الديمغرافي وفرض التقسيم الزماني والمكاني لصالح الصهاينة.
وفي آخر التقرير أشاد المرصد بنضال وصمود الشعب الفلسطيني وأبنائه، ودفاعهم عن المسجد الاقصى المبارك، مؤكدا على الانتصار الكبير الذي حققه الفلسطينيون في أواخر معاركهم ضد الاحتلال، مختتما بالتشديد على أن السبيل الأمثل لمواجهة الالصهاينة ومحاولات التهويد الزماني والمكاني الذي يتعرض له المسجد الاقصى والمدينة المقدسة بالاستمرار في توعية الجميع بأبعاد القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني في مواجهة الجماعات والمنظمات الصهيونية الخبيثة.
موضوعات تهمك: