تولى المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز السلطة، وعادة ما يثير أصحاب المناصب الجدد الفضول والاهتمام حول العالم، إلا أنه هذه المرة الأمور مختلفة فمن رحلت عن المنصب أثارت اهتماما مضاعفا للاهتمام الذي أثاره شولتز، الفضول حول من سيخلف المرأة الحديدية أنجيلا ميركل ليس بالكبير.
(هذا ليس تقليلا من شأن الرجل على الأرجح)
انتخب البرلمان الألماني أولاف شولتز، وزير المالية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مستشارا جديدا للبلاد، وحصد شولتز 395 صوتا من أصل 736 صوتا.
الرجل جاء مبرما صفقة مع حزبين للوصول إلى السلطة بإئتلاف موسع، بعد أن فاز حزبه الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات العامة، وهي التيمة التي اعتمدتها المستشارة المخضرمة في صناعة حكومتها السابقة التي استمرت في صناعتها لـ16 عاما وكانت قادرة على صناعتها من جديد!
نشأ المستشار الجديد في هامبورغ، وتزوج من زميلته في الحزب الديمقراطي الاشتراكي بريتا إرنست، ودخل السياسة كزعيم للشباب الاشتراكي عام 1975، بعد أن درس قانون العمل، وأسس مكتبه للمحاماة المتخصص في العمل بعدها بعشر سنوات.
حل عضوا في برنامج البوندستاغ لأول مرة عام 1998، وانتخب أمينا عاما للحزب الاشتراكي عام 2002
وزير المالية الألماني السابق البالغ من العمر 63 عاما، يلقب باللامبالي، إلا انه تمكن من تجاوز صورة التكنوقراطي الذي يشبه الإنسان الآلي، وتمكن من الوصول إلى اتفاق من أجل حكم البلاد مع حزبي الخضر والديمقراطيين الأحرار، أسوة بائتلافات ميركل الموسعة السابقة.
تولى عمادة هامبورغ بين عامي 2011 إلى 2018 ، وخلال هذه الفترة باتت سياسته أقل راديكالية، وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن يغير كثيرا من سياسات ألمانيا، إلا أن البعض متخوف من تغير السياسات الألمانية، من المرشح الاشتراكي الديمقراطي نظرا لكون الاشتراكيين أنفسهم يصفونه بالمحافظ، إلا أنه أكد أنه سيواصل النهج الحالي، ليستند إلى إنجازات سياسات ميركل في حملته الانتخابية.
كان وزير المالية السابق ونائبة المستشارة الألمانية ميركل، ترأس اجتماعات مجلس الوزراء عندما كانت المستشارة الألمانية ميركل في عزلة ذاتية لشكوك حول إصابتها بفيروس كورونا.
التوجه الاهم المنتظر من المستشار الألماني الجديد هي زيادة الشراكة عبر حلف شمال الأطلسي، وفقا لتصريحاته الأولى بعد توليه مقاليد الحكم.
كما ينتظر ان يتعامل بشكل براجماتي مع أزمة كوفيد 19، وهو ما لاقى قبولا واسع النطاق.
لكن المناوئون للرجل، أكد أنه جاء لمنصب المستشارية على رأس فضيحتين ماليتين كبيرتين.
يعتبر انهيار شركة الدفع الإلكتروني “وايركارد” أكبر فضيحة احتيال في ألمانيا، ووفقا لتقرير منشور هذا العام فإن أولاف شولتز يتحمل المسؤولية عن فشل الرقابة على انشطة الشركة. الفضيحة مرت مرور الكرام، وقال مراقبون أن الناخب لم يفهم أبعاد الازمة، لذلك لم يتأثر وزير المالية في صندوق الاقتراع.
أصدر المستشار الألماني الجديد الحد الأدنى للأجور عندما كان وزيرا للمالية، وأشرف أيضا على حزمة التمويل الطارئة البالغة قيمتها 884 مليار دولار التي وضعتها الحكومة الفيدرالية لمساعدة الشركات والعمال في تجاوز تبعات الوباء.
قال في وقت سابق ان السلاح الفعال لإنجاز المهمة، هو وضع الأسلحة كافة على الطاولة لإظهار قوة البلاد وإمكانيتها التغلب على أي تحد اقتصادي، كما نجح في إدارة مؤسسة الرعاية الاجتماعية التابعة للدولة والهائلة وعمل للحفاظ على التماسك الاجتماعي والبقاء مخلصا لأصوله اليسارية.
صرح مرارا عندما قرر الترشح لمنصبه الحالي، أنهم بحاجة لمزيد من العمل وليس الغرور.
يشارك شولتز كل من ساسكيا إيسكن ونوربورت والتر بورجانس في قيادة الحزب، وهما منتميان لجناح الصقور في حزبه، وعلى الرغم من ان حزبه كان الشريك الأصغر في ائتلافات ميركل على مدار 8 سنوات، وانتقد الائتلاف مرارا وتكرارا بسبب “تنفيذ سياسات مختلفة عما تم الاتفاق عليه لعقد الائتلاف”، إلا أن الحزب أخرج خليفة ميركل في وقت يؤمن الألمان والعالم أنه ليس أفضل مما فعلته المستشارة ليفعل من أجل البلاد.
نمط شخصية شولتز وخبراته وتوجهاته السياسية، لا تقول أنه يمكنه قيادة ألمانيا بعد مستشارة كميركل وهو للمفارضة ما حدث مع المستشارة المخضرمة عندما ترشحت للمستشارية لأول مرة عام 2002.
ما يمكننا لمسه بقوة أن الرجل مرنا لدرجة أنه تلبس روح المستشارة السابقة، أو قل سياستها، لذا فقد نجح ليس فقط في أن يكون نائبا لها، وإنما خلافتها في منصب المستشارية.
(“ْX Has no end” الجملة الأشهر للكوميديان المصري الشهير فؤاد المهندس في فيلمه عودة أخطر رجل في العالم وتعني)
موضوعات تهمك:
