المؤتمر الثاني لورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية 1/12/2011

ثائر العبد الله2 ديسمبر 2011آخر تحديث :
المؤتمر الثاني لورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية 1/12/2011

تقرير عن المؤتمر الثاني لورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية

نظمت ورشة تجريم الطائفية والمكتب الإعلامي للثورة السورية مساء الخميس الماضي 1/12/2011 بأحد فنادق القاهرة مؤتمرها الثاني تحت عنوان:

“تجريم الطائفية وصيانة الوحدة الوطنية -الـتأكيد على الثوابت-“.

بحضور شخصيات معارضة وقياديين منمختلف ألوان الطيف السياسي والديني والمذهبي والمناطقي السوري، تجمعوا على هدف واحد.. نصرة الثورة السورية وإسقاط النظام القمعي في دمشق. واتفق الحاضرون أن تحقيق هذا الهدف الأسمى لن يتأتى إلا من خلال تجريم الطائفية وصيانة الوحدة الوطنية، لذلك “ثمن” المشاركون أهمية الورشة التي نظمها المكتب الإعلامي.

* ماذا أقول وقول الحق يعقبه … جلد السياط وسجن مظلم رطب
وإن كذبت فإن الكذب يسحقني … معاذ ربيَ أن يُعزى لي الكذب
وإن صمتُّ فإن الصَّمت ناقصة … إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
لكنني ومصير الشعب يدفعني … سأنطق الحق إن شاؤوا وإن غضبوا

بهذه الأبيات افتتح د. سقراط البعاج مدير المكتب الإعلامي للثورة السورية فعاليات الورشة حيث قال إن الأبيات السابقة من قصيدة للمناضل “حسن ديب الخير” ألفها في رثاء أحد أصدقائه الشهداء وكلفته حياته فضلاً عن تعذيب بشع تعرض له بدأ بقطع لسانه وانتهى بإذابته في “الأسيد” بسجن “تدمر”.

وأكد البعاج أن “آل الأسد” جزء من المشروع الكوني الصهيوني الذي خلق الفتنة الطائفية وأشعل الحرب الأهلية في لبنان وهم أنفسهم -آل الأسد- الذين زرعوا الفتنة الطائفية في سوريا في الثمانينيات وهم من طردوا المقاومة الفلسطينية من لبنان وأشعلوا الفتنة الطائفية في العراق. إنهم جزء من مشروع لإضعاف وتفتيت الأمة العربية لصالح الصهيونية الإسرائيلية والعالمية، وأوضح أن سقوط حكم أسرة “الأسد” مرهون بإفشال مخططاتهم لإشعال الفتنة الطائفية وأن الوحدة الوطنية هي الجدار الأول والأخير الذي يجب أن يحتمي به السوريون ضد محاولات تفرقتهم وقمعهم.

* الطائفية مرفوضة دينياً ووطنياً:

وأشار منير الغضبان المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا إلى أن الطائفية ممارسة وسلوكاً مذمومة وفقاً للدين الإسلامي والأديان الأخرى، فالرسول الكريم قال عنها “دعوها فإنها منتنة” وفي القرآن جاء على لسان موسى عليه السلام عندما دعاه شخص من طائفته لمناصرته ظلماً وعدواناً “قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين” فالقرآن والإسلام والأديان عموماً والوطنية الحقة لا تعترف إلا بالانحياز للحق دونما اعتبار للطائفة أو المذهب أو القبلية.

وأضاف الغضبان أن نظام “الأسد” ولاؤه الحقيقي لكل ما يبقيه حاكماً متسلطاً ولا يحمل أي ولاء لطائفة معينة، والدليل على ذلك أن الطائفة العلوية تعاني في غالبيتها من الفقر ونقص الخدمات مثلها مثل باقي الطوائف وربما أكثر.

وحمل الغضبان تطمينات الإخوان المسلمين إلى كل السوريين على اختلاف طوائفهم وتوجهاتهم السياسية بأن الإخوان يحرمون الدم السوري بأجمعه أياً كان انتماؤه ويتعهدون بمحاربة أية محاولة انتقامية في المستقبل “بعد نجاح الثورة” ضد أي طائفة، وأن القانون هو الفيصل بين الجميع حال ثبوت أي جرم أو مخالفة، وأنه لا يجوز للأفراد أياً كانوا “ثواراً أم أشخاصاً عاديين” أن ينفذوا القانون بأيديهم، فهذا لا يمكن قبوله أو السماح به.

وأن الإخوان ينشدون دولة مدنية قائمة على التعددية والتداول السلمي للسلطة والمواطنة واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وهذا التزام يقدمونه للشعب السوري.

* “العلويون” يتبرؤون من نظام بشار:

وشدد المعارض السوري البارز “توفيق دنيا” والذي تقيم أسرته في “جبال العلويين” على أن نظام بشار الأسد لا يمثل من قريب أو بعيد الطائفة العلوية ولا يحكم باسمها وإنما يحكم بـ”الأمر الواقع” وبقوة الحديد والنار.
واستهجن “دنيا” الترهات والأضاليل التي تروجها وسائل إعلام بشار الأسد عن الثوار ووصفهم بـ”السلفيين” و”المندسين” و”العملاء” و”المتآمرين”.
ونبه إلى أن الضمانة الحقيقية للأقليات في سوريا أن تنخرط في الثورة بقوة وأن تشارك الثوار على الأرض في ساحات الثورة.
وقرأ “دنيا” بياناً من شخصيات علوية “لم يسمها لاعتبارات أمنية” موجه للشعب السوري أكدوا خلاله إدانتهم للنظام وجرائمه بحق الشعب وطالبوا بتقديم قياداته للمحكمة الجنائية الدولية، وطالبوا المجلس الوطني السوري بضرورة أن يضم ويستوعب شخصيات من مختلف الأقليات حتى يكون معبراً عن الحالة السورية بكامل تنوعاتها.

* ميثاق شرف وطني:

وأعلن المعارض البارز “عقاب يحيى” عن رفضه لنظام المحاصصة، مضيفاً “نحن وطنيون ديمقراطيون نؤمن بسوريا وطناً للجميع دون تفرقة على أساس من دين أو جنس أو لغة أو قومية أو منطقة، ويجب أن يلتزم الجميع بميثاق الشرف الوطني، وأهم نقاطه مدنية الدولة وديمقراطيتها ومحاربة الطائفية والإيمان بحقوق الإنسان والحريات العامة”.

* جُرم النظام:

الدين وجد لخدمة الإنسان، والإنسان ليس عبداً للدين ولكنه عبد لله، وكل الأديان تكرم الإنسان وتحرم دمه أياً كان دينه، والطائفية ضد سماحة وعظمة الأديان، بحسب “سمير سطوف” الناشط السوري المعروف والذي تقيم أسرته بـ”وادي النصارى” والذي استطرد قائلاً إن النظام هو الراعي الرسمي لإشعال الفتنة الطائفية لذلك يبدو لنا مدى “جرم” النظام لأنه لا يستطيع أن يستمر في الحكم إلا بإشعال الأرض ونشر الأحقاد وإراقة الدماء.

* فقدنا التواصل بين الحاكم والمحكوم منذ انقلاب 1949:

أما “هيثم المالح” السياسي المعروف والمعارض البارز فركز على أن التواصل بين الحاكم والمحكوم في سوريا انتهى بدءاً من الانقلاب العسكري عام 1949 حيث بدأ اعتماد الحاكم على “القوة” أساساً للحكم وليس العدل أو الإرادة الشعبية.

وأضاف أن النظام لا يمارس السياسة منذ زمن ولكنه يمارس القهر اليومي للسوريين والحكمة الحقيقية ليست في القدرة على القهر وإنما في القدرة على التحاور مع الآخر والوصول لقواسم مشتركة. ففي الحرب يترك الجيش المنتصر ثغرة حتى يفر منها الجيش المهزوم حرصاً على تقليل عدد القتلى والضحايا من الطرفين ولكن النظام في سوريا فقد رشده ولم يعد يردعه شيء حتى الدين لا يردعه رغم أن السوريين متدينون والشرق الأوسط مهد الأديان السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية.

* كيف نجعل الأقليات رؤوس حربة؟

وطالب الناشط البارز “بسام إسحاق” بضرورة أن نتعمق في دراسة ومناقشة المسألة الطائفية وألا نكتفي بإلقاء اللوم على عائلة الأسد، لأن الأهم أن نجيب على سؤال “عقاب يحيى” وهو: كيف نجعل الأقليات رؤوس حربة في الثورة ضد النظام؟ وواصل إسحاق أن المهم في سوريا ألا يشعر أي إنسان في سوريا أنه مواطن من الدرجة الثانية لأنه ينتمي إلى طائفة معينة، ويجب أن تقدم تطمينات إلى الأقليات حتى يطمئنوا إلى المستقبل.

* الوحدة الوطنية ضرورية لانتصار الثورة:

بدأ المعارض البارز “فارس الشوفي” الذي تقيم أسرته في جبل العرب حديثه بالتأكيد على أن المواقف الوطنية للدروز معروفة منذ عشرات السنين، منذ “سلطان باشا الأطرش” بل قبل ذلك أعجب نابليون بونابرت كثيراً بشجاعة الدروز في مواجهة الجيش الفرنسي كما واجهوا جيش “إبراهيم باشا” والآن هناك دروز يشاركون في الثورة ولكن النظام يقوم بحملة تخويف رهيبة للأقليات لذلك مطلوب متابعة الجهود لتطمين الأقليات ولفتح حوار دائم مع الجميع.

* المعركة بين الحرية والاستبداد:

المعركة واضحة وهي بين الحرية والاستبداد وليست أبداً معركة طوائف وإلا ما قامت الثورة في مصر وتونس وهما دولتان لا تعرفان الطوائف، إن التاريخ يؤكد أن النصر في النهاية للشعوب وللحرية. هكذا أكد “سليم زنجير” المعارض والشاعر السوري الذي ألقى أبياتاً رائعة من قصيدته المعنونة “سقطت جدران الخوف”.

* لجان المواطنة:

والتقط د. سقراط البعاج خيط الحديث قائلاً إنه ورده اقتراح من “الائتلاف السوري للسلم المدني” من داخل سوريا بتشكيل “لجان وطنية” لحل أي مشكلات طائفية في أي مكان بسوريا. وقرأ د. البعاج ورقة مرسلة من المعارض البارز “حبيب عيسى” تتضمن أفكاراً مهمة في القضايا المثارة، وأيضاً قدم ملاحظة عن ضعف الأداء الإعلامي للإخوان المسلمين وعدم وصول رؤاهم ومواقفهم الأخيرة للناس.

* توصيات:

وأوصى المجتمعون برفض أي ممارسات طائفية وأي مسلك انتقامي بعد نجاح الثورة وأنه “لا تزر وازرة وزر أخرى” ودعوا جميع السوريين من كل الطوائف إلى “إعلاء الانتماء الوطني” والمشاركة في الثورة حتى تُصنع سوريا المدنية الديمقراطية، وشددوا على أهمية مواصلة الحوار لمزيد من التفاهم والوصول لقواسم مشتركة يمكن البناء عليها.

 

اعد التقرير الصحفي رضا سلامة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة