الكيان الصهيونى الأداة التنفيذية لأوامر الرب فى العالم

أحمد عزت سليم5 ديسمبر 2019آخر تحديث :
 الكيان الصهيونى

 الكيان الصهيونى الأداة التنفيذية لأوامر الرب فى العالم

حقيقة أكاذيب الكيان الصهيونى الإجرامى (2)

تصير الإقامة الإلهية للفكر الصهيونى فى سياق الزمن والتاريخ مبرراً لوجود “إسرائيل” فما هى إلا إعادة بناء للدولة اليهودية وأن هذا السياق التاريخى أو السرد التاريخى كما يقول هومى بابا مرتبطاً بشكل وثيق بحقائق الحاضر ويؤدى إلى استبعاد تمثيلات أخرى محتملة للماضى أو أى تصرف مختلف له (7 ) وهكذا تصبح هذه الدولة هى فرضاً على تاريخ المنطقة لا يتفسر وجود المنطقة إلا بوجود هذه الدولة، وكما أن هذه الدولة  ـ بهذا الزعم ـ  إمبراطورية ” إذ كان داود سيدا على إمبراطورية مترامية الأطراف ،  وهنا يتكلم برايت عن ” إمبراطورية “تضم عمون، وسوريا فى الشمال وأدوم ومؤاب فى الشرق، حتى أن برايت يستنتج أن فتوحات داود حولت” إسرائيل بشكل مفاجئ تماماً إلى أكبر قوة فى فلسطين وسوريا، بل فى الواقع ، ربما كانت إسرائيل فى تلك اللحظة لا تقل جبروتاً عن أى قوة عظمى فى عالمها ” (8 ) ويزعم نوث ـ مضيفاً إلى ذلك ـ أصبحت المملكة برمتها بنية سياسية شديدة التعقيد وكبرت إلى أبعد كثيراً من حدود الدولة الإسرائيلة البحتة لقد أصبحت إمبراطورية فلسطينية ـ  سورية ، اتحدت بشخص الملك وضمت شعوباً عديدة مختلفة ، إن نظام داود السياسى كان أول قوة عظمى مستقلة فى الأراضى الفلسطينية كما نعرفها ، وقد ضمت بشكل مباشر أو غير مباشر معظم فلسطين وسوريا : وكانت ظاهرة هائلة من وجهة نظر التاريخ العالمى، وفى الواقع كانت إنجاز شخص واحد ذكى وناجح بشكل غير عادى ، كان الوضع التاريخى العام فى الشرق فى مصر ومابين النهرين فى مصلحة داود، إذ لم يكن هناك أية قوة أخرى أكبر منهما تستطيع أن تعتدى على فلسطين وتفرض هيمنتها عليها. ” (9) وكما يرى أيضاً إنها تعتبر عنصراً أساسياً فى النظام الإلهى السرمدى ، والمملكات الفعلية فى يهوذا وإسرائيل كانت جزءاً من ــ هذا ــ النظام العالمى والسرمدى الثابت (10).

ويصل الأمر أن يرى فون راد أن هذا العنصر الذهبى قد ” أنتج للمملكة العبرية أعمالاً تاريخية أصلية ، لم يكن بمقـدور أى حضارة فى الشرق الأدنى القديم الإتيان بمثلها، حتى أن الإغريق لم يتمكنوا من الوصول إلى مثلها إلا فى ذروة تفوقهم فى القرن الخامس الميلادى …. ويرجع التفوق وإثارة الدهشة لهذا العصر عما عاداة فى كل الحالات التاريخية إلى وجود قدرات فطرية … تحققت بشكل مستقل وناجح تماماً منذ البداية (11) وتذهب مايرز إلى أن الدراسات الاجتماعية العلمية حول الإمبراطوريات تظهر أنه ” ينبغى علينا وضع دولة داود فى فئة الأمبراطورية السابقة للامبراطوريات الحديثة Per-modern empire  ، أى أنها دولة تتجاوز حدودها القومية ، لها بيروقراطية مركزية ، ويحكمها ملك يستند إلى شرعية تقليدية مقدسة  ” (12) ويرى فينكلشتاين أن نشوء هذه المملكة الإسرائيلية قد أنشأ للمرة الأولى كيان سياسى محلى مستقل فى فلسطين ، على شكل دولة وطنية تضم شعباً له هويته الخاصة ولها هويتها الدينية و أيديولوجيتها الخاصة لها ” (13) ويضيف بلاكستون إلى كل هذه الأوهام والمزاعم ، أن فلسطين هى وطن اليهود ” حسب توزيع الله للأمم ، وهى ملكهم الذى لا يمكن تحويله لغيرهم والذين طرودا منه عنوه  لقد كانت أرضاً مثمرة بفضل فلاحتهم لها ، وكانت تعيل ملايين الإسرائليين الذين كانوا يقلمون سفوحها ووديانها بكل نشاط ، كانوا مزارعين ومنتجين ، كانوا أمة عظيمة ذات أهمية تجارية كبرى ـ مركز الحضارة والدين (14) ، وهكذا يرى الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى حديثة إلى الكنيست عام 1979 قائلاً  ” لقد أقام الرواد وأقوام تجمعوا فى كلا الشعبين من دول شتى “إسرائيل” والولايات المتحدة ـ شعبى كذلك أمة مهاجرين ولاجئين … إننا نتقاسم حقاً ميراث التوراة ، .. وكان يرى ـ كرئيس ـ أن دولة “إسرائيل” هى أولاً وقبل كل شئ ” عودة إلى الأرض التوراتية إلتى أخرج منها اليهود منذ مئات السنيين .. وأن إنشاء ” دولة أسرائيل ” هو إنجاز النبوءة التوراتية وجوهره (15).

وهكذا تصبح “دولة إسرائيل” التى تم إعادة بناءها نظاماً ثيوقراطياً يستند على التفويض الإلهى والأمر الذى يدعو إلى امتلاك الأرض ثم هو يجعل من الشعب يعيش كمركز للعالم على ما يعتقد والعالم الذى حوله هو ضده مركز يبث إلى خارجة ولا يُيث من الخارج إليه بحكم العزلة التى دعا الإله منها الشعب إلى دولته ، حتى تحولت هذه الأفكار الثابتة إلى ” العصاب ” الذى يتفجر فيه الخوف من الاندماج والقلق والاندفاعات العنصرية ضد الآخرين والممارسات القمعية والتطرف ومن هنا تحرص كل القوى الصهيونية الأرثوذكسية على جعل ” إسرائيل ” أكبر قوة عسكرية فى المنطقة تحقيقاً لهذه الدولة الثيوقراطية المسيانية التى وجودها حق أوجبه الإله على الأرض قاطبة فأرض ” إسرائيل ”  كما جاءت فى التوراة هى الرمز الرئيسى للصهيونية ولكل يهودى مهما أدعى علمانيته فقوام ” الدولة ” توراتى وهويتها يهودية وقوميتها أيضاً كذلك ( كما جاء فى قانون تجديد الهوية عام 1985 بأنها دولة يهودية ) لتصير الأداة التنفيذية لأوامر الرب فى العالم.

 

المراجع :

7 ـ   اختلاق إسرائيل القديمة ـ إسكات التاريخ الفلسطينى ،كيت ويتلام ، ترجمة سحر الهنيدى مراجعة د . فؤاد زكريا   ، سلسلة عالم المعرفة 249 ، الكويت 1999  ، ص  179

8 ـ نفس المصدر ص 182

9 ـ نفس المصدر ص 195

10 ـ نفس المصدر ص 197

11 ـ نفس المصدر ص 198

12 ـ نفس المصدر ص 204

13 ـ نفس المصدر ص 217

14 ـ الصهيونية غير اليهودية ـ جذورها فى التاريخ ، ريجينا الشريف ، ترجمة أحمد عبدااله عبد العزيز ، سلسلة عالم المعرفة 23 ، الكويت 1985 ،  ص133

15 ـ نفس المصدر ص 182

موضوعات تهمك:

حقيقة أكاذيب الكيان الصهيوني الإجرامي

الردع السيبراني

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة