دعا ملتقى “القدس أمانتي” الدولي الأول إلى تكامل كافة الجهود لدعم المقدسيين بكل الوسائل والسبل غرد النص عبر تويترالتي تعينهم على الثبات على أرضهم، ومواجهة مشاريع
الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وسلخها عن جوهرها العربي والإسلامي.
وحض البيان الختامي للملتقى أعضاءه ومنتسبيه على تحمل مسؤولياتهم في العمل من أجل قضية القدس، وحثهم على تكامل الجهود مع كافة المؤسسات والهياكل التي تنشط في ذات الإطار حتى تحقيق أهداف الملتقى في تحرير المدينة المقدسة.
واختتمت في مدينة إسطنبول التركية الأحد فعاليات الملتقى الذي عقد على مدار يومين بمناسبة مرور 50 عاما على الاحتلال الإسرائيلي للشطر الشرقي لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك يوم 5 يونيو/حزيران 1967.
تكامل وبناء
وأكد المدير التنفيذي للملتقى وسام العريبي في البيان الختامي أن مئتي مشارك من العلماء والباحثين والمدربين والمتخصصين في الشؤون المقدسية ونخبة من أبناء المدينة، شاركوا في فعاليات الملتقى الذي رعته جمعية “إرادة” العالمية للشباب وملتقى “القدس أمانتي”.
وكشف البيان الختامي النقاب عن هوية الملتقى قائلا إنه “مشروع من مشاريع التحرير وإستراتيجية من إستراتيجياتها”، مؤكدا أنه لا يقدم نفسه بديلا عن أي جهة تعمل لخدمة المدينة المقدسة، بل قيمة مضافة للأثر والإنجاز في هذا المجال.
ودعا الهيئات الإدارية واللجان المنبثقة عن الملتقى إلى المبادرة والإبداع والعمل الجاد وتجاوز كافة العقبات في العمل من أجل القدس ودعم أهلها.
وقال المهندس ياسين كورو -أحد النشطاء الأتراك- إن مشاركته في الملتقى عززت معرفته بمدينة القدس وواقع سكانها وظروفها تحت الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا ذلك مسؤولية وأمانة في عنق كل مسلم.
وأشار كورو في حديثه للجزيرة نت إلى أن المجتمع التركي يحتضن القدس وقضيتها نظرا لكونه مجتمعا مسلما ينظر إلى المسجد الأقصى كجزء من عقيدته.
وتنشط عشرات المؤسسات والجهات التركية والعربية في تركيا في العمل لأجل مدينة القدس عبر فعاليات وأنشطة تتناول الأبعاد التاريخية والحضارية للمدينة.
كما تعمل مؤسسات وقفية أخرى على رعاية المشاريع وتوفير الدخل لدعم القدس وأهلها في مواجهة سياسات التهويد الإسرائيلية.
تأسيس وإثراء
وقالت عضوة الأمانة العامة لملتقى “القدس أمانتي” المهندسة التونسية صفاء دريدي إن الملتقى الأول حقق إنجاز الهيكلة عبر انتخاب المكتب التنفيذي الجديد ورئيسه، إضافة إلى ما حققه من إثراء معرفي وتوجيهي للمشاركين الذين استفادوا من الدورات والمحاضرات والورشات التي شهدها.
وأضافت في حديث للجزيرة نت أن الروح التكاملية في عمل الملتقى منحته قيمة مهمة، مشيرة إلى تجربتي الملتقى الوطني “للقدس أمانتي” وجمعية فداء لنصرة القضية الفلسطينية في تونس، اللذين قدما تعريفا وشرحا عن تجربتهما في العمل للقدس خلال الملتقى.
وأشارت صفاء إلى دور أنشطة المؤسسات المختلفة في مراكمة الوعي لدى الشرائح الاجتماعية والمهنية في العالم العربي والإسلامي تجاه قضية القدس.
وأوضحت أن التجربة التونسية خاطبت الشباب والأطفال وأئمة المساجد والسياسيين والبرلمانيين، ونفذت فعالياتها في المدارس والجامعات والأحياء السكنية لتوصل رسالة القدس إلى أوسع شريحة ممكنة من التونسيين.
وكان اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الذي أقيم تحت عنوان “بيت يقربنا إليها.. وخطوة لحريتها”، قد شهد تقديم مجموعة من المبادرات والمشاريع المقدمة من المشاركين لتطوير واقع القدس ودعم صمود أهلها.
كما تخلله تنفيذ عدة ورشات تدريبية لتطوير قدرات المشاركين وتعزيز كفاءاتهم في العمل من أجل القدس.
يذكر أن ملتقى “القدس أمانتي” يضم فرق عمل رسمية في سبع دول هي تونس والجزائر والسودان والمغرب ولبنان والأردن، بالإضافة إلى تركيا التي تنشط فيها خمس فرق من الجاليات المختلفة وفريق من الأتراك.
كما ينشط أعضاء الملتقى في 23 دولة عربية وإسلامية وعالمية، من بينها قطر والبحرين والسعودية وتشاد وساحل العاج وماليزيا وإندونيسيا.
الجزيرة