حدث انقشاع لكثير من الأوهام عن عيون الفلاسفة الجدد بما حرر خطابهم من ضيق التعصب وطوبائية الموقف السياسي.
أهم فلاسفة الإسلام، وهو الفارابي، أناط رسم مثال المدينة الفاضلة بالفيلسوف أو الحكيم لأنه وحده يدرك المعنى الحقيقي للعدالة.
هل خرج الفيلسوف من الميدان العمومي وانتهى الدور المجتمعي للفلسفة بعد مرور أكثر من أربعة عقود على ذلك الجدل بين سارتر وفوكو؟
عاصر جيلُ إدغار مورين الموجةَ النازية وقاوم توسع وعدوان حكومة الرايخ الثالث وانحاز للحركات الوطنية الأفروآسيوية ضد الاستعمار.
لا مناص من الاعتراف بأن الفلاسفة ابتعدوا عن الأضواء ولم يعودوا يصنعون الرأي العام أو يوجهونه.. ومن هنا غرابة إدغار مورين في عالم اليوم.
أحدث نمط المفكر الملتزم تحولاً نوعياً في صورة الفيلسوف وعلاقته بالمجتمع بعد أن تركزت بالماضي في نموذج حكيم منقطع للتأمل والنظر ينتمي للخاصة ولا صلة لها بعامة الناس.
* * *
بقلم: السيد ولد اباه
د. السيد ولد أباه كاتب وأكاديمي موريتاني
المصدر| السبيل الأردني
موضوعات تهمك: