قال التلفزيون السوري الحكومي التابع لنظام بشار الأسد، اليوم الاثنين، أن النظام السوري قد يرسل قوات لدعم الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية ضد القوات التركية. وأكد التلفزيون السوري على أن قوة شعبية موالية للقوات الحكومية ستدخل عفرين السورية قريبًا لمشاركة الأكراد في الحرب ضد القوات التركية.
إتفاق كردي نظامي
من جهته نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، عن مصادر لم يسمها قوله أن القوة الشعبية التي سيرسلها النظام إلى عفرين تتكون من قوات موالية للحكومة السورية، وأضافت المصادر أن إتفاقًا جرى بين القوات الكردية والنظام السوري للتعاون العسكري في عفرين. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد قالت في وقت سابق أن النظام السوري يدعم الوحدات الكردية في عفرين ضد ما تسميه “العدوان التركي”.
ونقلت رويترز اليوم عن مصادر كردية قولها أن القوات الموالية للنظام ستدخل عفرين خلال أيام، كما أشارت المصادر بحسب الوكالة أن القوات الشعبية ستدخل عفرين كما ستقوم قوات نظامية بالإنتشار على الشريط الحدودي. لكن النظام لم يعلق على ما أفادته المصادر حول الإتفاق الكردي-النظامي.
تركيا ترحب
من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أن تركيا ترحب بدخول القوات السورية إلى عفرين، ما إذا كانت تسعى لمحاربة “الإرهابيين”، وقال أوغلو أن تركيا ترحب بتعاون عسكري في الحرب ضد “الإرهاب”، لكن أوغلو عاد وحذر من دعم القوات السورية للوحدات الكردية التي تحاربها أنقرة، مشيرًا إلى أن القوات التركية ستستمر في التقدم ضد أي قوات.
وأكد الوزير التركي في مؤتمر صحفي في عمان أن القوات التركية لها هدف واضح من البداية وهو التدخل للحرب على المسلحين الأكراد وتنظيم داعش الإرهابي، مصرحًا بأن تركيا لا تسعى لمحاربة القوات النظامية، وقال اوغلو أن تدخل القوات النظامية لحرب الوحدات الكردية أمر جيد أما إذا تدخلت للحفاظ على الكيان الكردي المسلح فإن تركيا ضد هذا الأمر.
روسيا
من جهتها قالت وكالة سبوتنيك الروسية المقربة من الحكومة الروسية أن الرئيس الروسي فلادمير بوتن يجري إتصال هاتفي مع الرئيس التركي أردوغان لبحث التطورات في عفرين. ونقلت الوكالة عن باحث روسي قوله أن الوضع لن يتطور بين القوات النظامية والقوات التركية، مؤكدًا أن الوضع ينتظر تطورات طفيفة قد تحدث حيث تشتبك قوات تركية مع قوات فرعية موالية للنظام، لكنها لن تكون عمليات واسعة.
وقال الخبير الروسي بحسب وكالة سبوتنيك للأنباء أن الوضع معقد في عفرين، لكنه أشار أن التطورات لن تكون قوية ورجح أن القوات السورية لن تتدخل بشكل جاد في عفرين.
أمريكا
من جهتها لم تعلق واشنطن على التدخل السوري في عفرين لمساعد الأكراد المدعومين أمريكيا، كما لم تعلق على الوضع في عفرين، لكنها دائمًا ما تطالب أنقرة بضبط النفس في هجومها على عفرين. وتشير التحليلات إلى أن أمريكا لن يكون لها تدخل مباشر في العقدة بعفرين، حيث تشير التحيللات إلى ان سياسة واشنطن لا تدخل الحرب بشكل مباشر ولكنها تسعى لدعم قوات موالية لها وتسعى لفرض حرب بالوكالة. وقال وزير الخاريجة الإيراني جواد ظريف أن الولايات المتحدة تسعى لإحتلال سوريا عن طريق دعم الأقليات.
من جهتها دعت انقرة واشنطن السبت إلى تعزيز التعاون العسكري في عفرين، وقال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي بعد لقاءات مكثفة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن انقرة دعت واشنطن إلى نشر قوات أمريكية وتركية في الشمال السوري، بتنسيق بين البلدين.
وقال تيلرسون أن العلاقات التركية الأمريكية وصلت لنقطة حرجة، وأضاف أن البلدين سيعملان يدًا بيد، وأكد على أن تركيا والولايات المتحدة يعملان معًا على حل القضايا التي تحدث خلافات بين البلدين. وقال وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو ان تركيا ستقوم بتنفيذ الإتفاق ما إن انسحب القوات الكردية من منبج السورية، مشيرًا إلى أن أنقرة تنسق مع واشنطن لعودة الإستقرار والهدوء للشمال السوري.
تسوية في عفرين
من جهته قال رمزي رمزي نائب المبعوث الأممي في سوريا، أن الوضع في عفرين مثير للقلق، وأشار رمزي إلى أن الوضع في كامل الحدود التركية السورية مقلق. لكن نائب دي ميستورا قال أنه من الممكن التوصل إلى تهدئة في عفرين السورية، وأكد رمزي على ان هناك أمل في التوصل لإتفاق بين الأطراف المتنازعة في شمال سوريا، وأضاف رمزي أنه من الجيد والممكن التوصل إلى حل يضمن مصالح وأمن الجميع بما فيهم تركيا كما يتوصل الإتفاق لحفظ وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها.
وتشير التحليلات إلى أن التسوية وتوفيق المصالح في عفرين، سيكون نقطة التحول في الأزمة السورية، حيث ستحصل الأطراف الأجنبية في سوريا على ما يضمن مصالحها ويسهل التوصل إلى تسوية سياسية في كامل سوريا.