العشائر السورية تشكل النسيج الوطنى السورى المقاوم
تعتبر العشيرة العربية قوة ذات قيمة إجتماعية جذرية عميقة مازالت حاضرة بقوة فى وجدان أفرادها وممارساتهم ومؤثرة فى التضامن المجتمعى العربى والدفاع عن كينونته ومن خلال إلتزاماتها القوية بالحفاظ على استقرار كينونتها والتآزر للحفاظ على تجانس قيمها وتضامنها العضوى كوحدة عضوية وظيفية وتنظيمية وتشكل نظاما إجتماعيا للحقوق والواجبات داخل القبيلة ولأعرافها القبلية المتبعة وبما تمتلكه القبيلة من ثقافة عربية متجانسة موحدة ومتميزة وتنظيم إجتماعى مركب سياسيا واقتصاديا وثقافيا ووجدانيا وقيميا بما يضمن ترابطها وتكاملها وتفاعلها والتحامها وتآلفها وتساندها واستمرارية وجودها ومقاومة المتغيرات التى تواجهها والتى تحاول تفكيكها، كما أن الولاءات القبلية هى من بين أكثر الولاءات رسوخا فى الحياة العربية والتى جعلت منها وحدة إجتماعية وسياسية واقتصادية قائمة بذاتها والتى تؤثر بقوة من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية المحكومة بالترتيبات القبلية على النظام الاجتماعى للدولة ومما يجعلها كواقع تنظيمى وشامل للجماعة بحيث يستطيع الفرد أن يحقق رغباته من خلالها وليحظى بالأمن والاستقرار وبكونها تمثل عقلية عامة “شعبية” تحكم كل أشكال العلاقات الاجتماعية الدينامية بآلياتها الأفقية والرأسية وبما يحقق لها المصلحة المشتركة والدائمة وقيم الولاء والمناصرة والمغالبة والحشد والتضامن والتى تشتد عندما يهددها الخطر كجماعة وكأفراد. وتعتبر سوريا أكثر تنوعا وغنى إجتماعيا وقبليا يسود المناطق الشمالية الشرقية والمناطق الجنوبية و والمناطق الشرقية وبعض المناطق الوسطى ومن هذا الواقع الديموجرافى والتاريخى يشكل الانتماء العشائري والقبلي ومع الارتباط الانتمائى بمثيلاتها بالدول العربية االمجاورة لسوريا والبعيدة فإنها تشكل واقعا يفرض نفسه على كيان الدولة السورية إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وبما تشكل اساس قوى للنسيج الوطنى السورى. ويعتبر العقال والزي الذي يرتديه زعيم وشيخ القبيلة والعشيرة رمزا للأصل العربى وأصالة العادات والتقاليد واستمراريتها.
ومن أهم العشائر والقبائل السورية التى تشكل هذا النسيج قبيلة العكيدات وهى من من أكبر القبائل الموجودة فى دير الزور وأكثرهم على ضفاف نهر الفرات ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليون نسمه ومتواجدة أيضا فى حمص، وحماة، وتاتى بعدها عشيرة البكارة ويبلغ عددها مليون نسمة وتسكن العشيرة في الحسكة وحلب ودير الزور، و عشيرة الجبور ويبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة فى محافظة الحسكة وريفها بالإضافة إلى قبيلة الطي وينبثق عنها عدة عشائر وقبائل في محافظة الحسكة وأريافها ويبلغ سكانها أكثر من 700 ألف، وتوجد عشيرة شمر وعشيرة الجحيش وسكانها حوالى 200 ألف فى محافظاتى الحسكة وحلب وكما توجد عشيرة البو كامل فى دور الزور و عشيرة البو جابر فى الرقة وعشيرة العساسنة فى حلب وعشيرة النعيم وعشيرة جبور العجيل وعشيرة الويسات وعشيرة البطوش وعشيرة النعيم وعشيرة عنزة، وهذه العشائر كما فى الواقع السورى هى قبائل يتفرع منها عدة عشائر ولكل عشيرة شيخ يتزعمها حيث يتم تنصيب شيخها من خلال ترشيح الوجهاء فى العشيرة، وفى محافظة الرقة فى شمالها تتواجد العشيرتان الكبيرتان المشهور وجيس وفي منطقة عين عيسى عشيرة المجادمة وعشيرة العفادلة وهى من أكبر العشائر فى الرقة وتتألف من 8 أفخاذ متفرعة منها ولكل منها زعيم ومنها عشيرة بوحمد والسبخة والولدة والحويوات والدليم ومن الأفخاذ منها الشبلى السلامة وبيت علوان وللعكيدات فى المنطقة فرع يسمى البياطرة، كما توجد عشائر فى مناطق الحسكة والقامشلي و ومنها البكارة والطى التى سميت نسبة إلى جدهم حاتم الطائي وهى من القبائل والعشائر المرتبطة بالدول والمناطق المجاور كالسعودية واليمن والمؤلفة من 27 فخذا ، كما توجد فى حماة أيضا والحسنة، والبو سبيع، والدليم، وكما تنحدر العديد القبائل من أصول عريقة على سبيل المثال لا الحصر كقبيلة الحديدين حيث ينتمى نسبهم إلى آل البيت إلى الإمام علي وتنقسم إلى عشيرتين الابراهيم والغناطسة ويتفرعا إلى أفخاذ ، وهكذا تشكل العشائر والقبائل النسيج الوطنى السورى.
عذراً التعليقات مغلقة