توصلت دراسة حديثة إلى أن العديد من الأطباء الأمريكيين يتلقون أموالاً من شركات الأدوية، إلا أن قليلاً من المرضى فقط يعلمون بهذه العلاقة المالية بين الشركات والأطباء.
قام
الباحثون باستطلاع آراء 3500 مريضاً بالغاً لمعرفة مدى علمهم بالعلاقة المنفعية بين الأطباء وشركات الأدوية والأجهزة الطبية. ثم قاموا بتحري سجلات أطبائهم في موقع Open Payments، وهو موقع أمريكي حكومي يورد تقارير مفصلة عن الدفعات المالية أو الهدايا التي تقدمها شركات الأدوية والأجهزة الطبية إلى الأطباء.
وجد الباحثون أنه في خلال العام الماضي، زار 65 في المائة من المرضى المستطلعة آراؤهم أطباءً يتلقون أموالاً أو هدايا من شركات الأدوية أو شركات الأجهزة الطبية، ولكن 5 في المائة فقط من هؤلاء المرضى يعلمون بهذه العلاقة بين الشركات والأطباء.
كما لاحظ الباحثون بأن بعض الأطباء من اختصاصات طبية محددة كانوا أكثر تلقياً للأموال أو الهدايا من أطباء في اختصاصات أخرى. فعلى سبيل المثال كان 85 في المائة من أطباء الجراحة العظمية و77 في المائة من أطباء التوليد والأمراض النسائية يتلقون هدايا من شركات الأدوية أو شركات الأجهزة الطبية.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة جينيفيف فام-كانتر، الأستاذة المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة دريكسيل الأمريكية: “لقد أظهرت نتائج هذه الدراسة بأن اعتقاد المريض أن طبيبه لا يتلقى أموالاً أو لا يستفيد بشكلٍ أو بآخر من الشركات المنتجة للأدوية والتجهيزات الطبية، هو اعتقاد خاطئ غالباً”.
وتُضيف فام-كانتر: “ينبغي أن يكون المرضى على علم بهذه الحوافر المقدمة للأطباء، والتي قد تجعل مصلحة شركات الأدوية والأجهزة الطبية مُقدمة على مصلحة المريض عند اتخاذ القرارات العلاجية. وأعتقد أنه كلما كان المرضى على دراية أكبر بهذه المنفعة المتبادلة بين الأطباء والشركات التجارية، كلما انعكس ذلك إيجاباً على قرارات الطبيب وخياراته، لأنه سيشكل نوعاً من الرقابة عليه”.
تقول المعدة المساعدة للدراسة ميشيلي ميلو، أستاذة القانون وأبحاث الصحة وسياساتها بجامعة ستانفورد الأمريكية: “من المعلوم لدى أقسام التسويق في الشركات الدوائية بأنه الهدايا المقدمة للأطباء، ولو كانت بسيطة، قد تزيد من أرقام مبيعاتها. وقد هدفت دراستنا إلى توعية المرضى بشأن هذه العلاقة المنفعية بين الأطباء وشركات الأدوية والأجهزة الطبية”.
وكانت بيانات موقع Open Payments أظهرت بأن متوسط ما تلقاه الأطباء العاملون في الحقل السريري من شركات الأدوية والأجهزة الطبية في العام الماضي حوالي 510 دولار.
تقول فام-كانتر: “على الرغم من أن هذا الرقم قد يبدو متواضعاً، ولكنه مجرد متوسط احصائي قد لا يعبر بشكل دقيق عن الحقيقة. إذ إن الأطباء المشهورين الذين يزورهم معظم المرضى يتلقون أضعاف تلك المبالغ”.
الموسوعة العالمية للصحة