عوامل تؤكد حتمية الانفجار خلال أشهر أو أسابيع قليلة الأمر الذي يتطلب من القوى الحية في فلسطين الاستعداد لهذه المواجهة، وتحديد أهدافها مسبقًا.
تقديرات متشائمة للاجهزة الامنية الاسرائيلية تحذر من انهيار السلطة نتيجة فقدانها لشعبيتها وشرعيتها في ظل تصاعد المقاومة الشعبية المسلحة على الارض.
عوامل الانفجار بالضفة اكتملت ميدانيا وعلى صعيد انقسام وتفسخ بنية السلطة واجهزتها برام الله، والتنافس والتصارع الداخلي الخفي في الكيان الصهيوني.
* * *
بقلم: حازم عياد
قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة آفي بلوط حذر من تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة، ملمحا الى تصعيد خطير من الممكن ان يشهده شهر رمضان المبارك، مرجعا الامر الى تصاعد الهجمة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية، وردود الفعل الفلسطينية المتوقعة.
التحذيرات الاسرائيلية من انفجار الاوضاع في الضفة الغربية لا تقتصر على الاوضاع الميدانية في الضفة الغربية التي كان حصيلتها شهيدان وعشرات الجرحى والمعتقلون خلال اليومين الفائتين.
فجهاز الشاباك ومنذ نوفمبر الماضي أطلق تحذيرات تمس السلطة في رام الله خاصة في حال غياب الرئيس محمود عباس، فالاجهزة الامنية الاسرائيلية قدمت تقديرات متشائمة تحذر من انهيار السلطة؛ نتيجة فقدانها لشعبيتها وشرعيتها في ظل تصاعد المقاومة الشعبية المسلحة على الارض.
تحذيرات قادة الجيش والاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية التي حذرت من تدهور الاوضاع نتيجة انهيار شرعية السلطة في رام الله، وتدهور الاوضاع الميدانية في الضفة الغربية، لقيت استجابة قوية من رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي افيف كوخافي ووزير الدفاع بيني غانتس؛ فالانفتاح على السلطة في رام الله ترافق مع عمليات تصفية اغتيال نفذها جيش الاحتلال.
ردود الفعل الاسرائيلية عكست دينامية جديدة داخل الكيان الصهيوني، وعملية صنع القرار فيه؛ ديناميكة تولد عنها كرة ثلج متدحرجة في الضفة الغربية؛ اذ سرب موقع “وللا” الاخباري انباء عن آخر اجتماع ضم كوخافي وغانتس، اشارت فيه الى مناقشة وزير الدفاع ورئيس الاركان ملف خلافة محمود عباس؛ باقتراح توزيع المناصب المهمة الثلاثة في القيادة الفلسطينية (رئاسة المنظمة وحركة فتح والمجلس الوطني) على عدد من القيادات الفلسطينية المقربة من السلطة، والتي تملك قنوات تواصل مع قادة الاحتلال الاسرائيلي، وهو أمر نفاه حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية وأمين سر اللجنة التنفيذية مؤخرا.
التناغم بين غانتس وكوخافي عبر عنه مؤخرا باغتيال النشطاء الثلاثة في حركة فتح الاسبوع الماضي، تقارب لم يحظ بتقدير اللواء بلوط قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية؛ إذ حذر من امكانية انفجار الاوضاع في الضفة الغربية في حال تنفيذ عمليات اغتيال مشابهة؛ فالعملية الاخيرة لم تشعل الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، بل أسهمت في تآكل شرعية القيادة الفلسطينية في رام الله؛ بسبب توقيتها فهي عملية مزدوجة التأثير، وقدمت نتائج مغايرة للأهداف المعلن عنها.
تبقى دوافع غانتس وكوخافي في تفعيل آلية التصفيات والاغتيالات مبهمة، خصوصا انها تزامنت مع انعقاد اجتماعات اللجنة المركزية التي غاب عنه التوافق الفلسطيني؛ فكوخافي رئيس الاركان الاسرائيلي لم يخف يومًا طموحاته السياسية المستقبلية، كما ان غانتس يبحث لنفسه عن مقعد متقدم في الائتلاف الحاكم يؤهله أن يترشح لرئاسة الوزراء مستقبلًا.
الصورة في الضفة الغربية التي حذر منها أفي بلوط وأجهزة الشاباك حول تآكل شرعية سلطة رام الله وضعفها، والتدهور الميداني وتصاعد المقاومة، لا تكتمل دون الإشارة الى طبيعة الصراع الدائر في الائتلاف الحاكم الاسرائيلي، وطموحات غانتس وكوخافي، ومن ورائهما قادة اليمين المتطرف التي قادتهم لخطوات متهورة في الضفة والقدس.
ختامًا
يمكن القول إن عوامل الانفجار في الضفة الغربية اكتملت، سواء الصعيد الميداني او على صعيد الانقسام والتفسخ في بنية السلطة واجهزتها في رام الله، او على صعيد التنافس والتصارع الداخلي الخفي في الكيان الصهيوني.
عوامل اجتمعت لتؤكد حتمية الانفجار خلال الأشهر او الاسابيع القليلة القادمة؛ الأمر الذي يتطلب من القوى الحية في فلسطين الاستعداد لهذه المواجهة، وتحديد أهدافها مسبقًا.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي
المصدر| السبيل – عمان
موضوعات تهمك: