هل الانتفاضة باتت حقيقة واقعة وإنْ لم يُعلن عنها؟ وهل يقتصر أمرها على الضفة؟ أم تتسلل إلى أراضي الـ48 بمرور الوقت؟
عودة العمل المسلح الى الضفة الغربية باتت حقيقة واقعة على الأرض، متجاوزة بذلك عملية التلويح التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
الضفة الغربية باتت على بعد قاب قوسين أو أدنى من مواجهة شاملة.
*****
بقلم: حازم عياد
لا تكاد تمضي ساعة دون أن تنقل الانباء أخباراً عن مواجهات جديدة في الضفة الغربية؛ فالاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين تكاد تكون متصلة على مدار الساعة.
فهل الانتفاضة باتت حقيقة واقعة وإنْ لم يُعلن عنها؟ وهل يقتصر أمرها على الضفة؟ أم تتسلل إلى أراضي الـ48 بمرور الوقت؟
فمع كل يوم يمضي وكل ساعة يرتقي فيها الشهداء؛ تتجدد الاشتباكات مع الاحتلال وتزداد قوة، دافعة بالعمل المسلح الى صدارة المشهد، فالساحة الفلسطينية شهدت صباح اليوم الخميس البيان الاول من نوعه لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تعلن فيه عن خوضها مواجهة مسلحة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمدينة جنين ومخيمها ليلة أمس، بالتزامن مع بيان مماثل لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وثالث لسريا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي.
عودة العمل المسلح الى الضفة الغربية باتت حقيقة واقعة على الأرض، متجاوزة بذلك عملية التلويح التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من على شاشة العربية أمس الأربعاء، في محاولة منه لمواكبة التطورات التي تكاد تتجاوز برنامجه التقليدي.
المشهد في الضفة الغربية قطع شوطا طويلا نحو المواجهة ورفع الكلفة على الاحتلال ومستوطنيه منذ بداية هذا العام 2022، إلا انه تميز خلال الشهرين الفائتين أكتوبر ونوفمبر/تشرين الاول والثاني؛ بانضمام ساحات جديدة الى العمل المسلح، بما فيها القدس والخليل ورام الله، فلم يعد الامر يقتصر على نابلس وجنين.
الضفة الغربية دخلت مرحلة جديدة بالتزامن مع وصول عمليات الهندسة السياسية والأمنية لحكومة نتنياهو مراحلها النهائية بتجهيزها بترسانة من التشريعات والقوانين المعززة لسيطرة المستوطنين واليمين الديني والفاشي على الضفة الغربية، إلى جانب توظيف المزيد من الموارد والإمكانات المالية والعسكرية لخدمة مشروع الاستيطان والتطهير العرقي في الضفة وأراضي الـ48 التي زودت بها وزارة الشؤون المدنية التي سيتولاها حزب الصهيونية الدينية ووزارة الامن القومي التي سيتولاها حزب “قوة اليهود”.
المواجهة المندلعة في الضفة تفرض نفسها على كافة القوى داخل الاراضي الفلسطينية، والتي لم تتأخر عنها إلا عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية حتى اللحظة، مع توقعات بأن تنضم لها عاجلاً أم آجلاً، بل إن بعض عناصرها بات منخرطاً في هذه المواجهة.
الضفة الغربية باتت على بعد قاب قوسين أو أدنى من مواجهة شاملة؛ مسألة تستدعي تسريع مسار الجزائر للمصالحة وتحقيق الوحدة لرسم استراتيجية للمواجهة مع الاحتلال، فالوقت بات ضيقاً، والواقع الميداني يفرض نفسه مع مرور كل ساعة، ومع كل خطوة تخطوها حكومة نتنياهو للإعلان عن انطلاقتها الدموية.
*حازم عياد كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: