الشيخ الخليلي المفتي الذي لا يخشى قول الحق

محمود زين الدين10 يونيو 2022آخر تحديث :
الشيخ الخليلي

رجل شجاع صاحب موقف ينبغي أن نعرف عنه ولو القليل. معروف بكرمه وسخائه في سائر أوقاته، ولا يرد سائلا.
تابعوا مواقف الشيخ الخليلي وسترون أنكم أمام قامة علمية ورجل شجاع غيور على أمته، لا يخاف في قول الحق أحدا من البشر.
لا يترك حدثا مهمًا تمر به الأمة إلا وشارك فيه وأدلى برأيه فيه، خاص قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى والتطبيع المبتذل الذي تقوم به الأنظمة العربية.
في أحدث تصريح له: “اجتراء الناطق باسم الحزب الحاكم في الهند على الرسول محمد عليه السلام وزوجته السيدة عائشة هو حرب على كل مسلم”؛ “هذا أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة ليوقفوا هذا العدوان السافر على أمة الإسلام على نبيها”.
اعتبر أن قضية فلسطين “ليست قضية قومية أو شعبية، وإنما هي قضية عقدية؛ إذ لا تتعلق باحتلال أرض فحسب، وإنما أهم شيء فيها هو احتلال مقدسات إسلامية أصيلة لها جذور في تأريخ النبوات، وقدر عال في موازين العقيدة الإيمانية الراسخة، فعلى كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يغار عليها، ويثور لأجلها”.
* * *

بقلم: علي سعادة
أتابع كل ما يصدر عن فضيلة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي، مفتي عام سلطنة عمان، وفي كل مرة أقرأ شيئا له يزداد إعجابي واحترامي وتقديري لهذا الرجل الذي يعد بمائة مفتٍّ.
فهو لا يترك حدثا مهما تمر به الأمة إلا وشارك فيه وأدبا رأيه فيه، وبشكل خاص كل ما يتعلق بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك وعمليات التطبيع المبتذلة التي تقوم الأنظمة العربية.
لا يترك شاردة أو واردة تتعلق بالمسلمين إلا وعقل وشارك وأخذ موقفا واضحا وصريحا مما يجري في ديار المسلمين أو ما يجري عليهم في ديار أخرى، بدء من الهند ونيمار والصين ومرورا بأفغانستان وانتهاء بالعالم العربي.
رجل شجاع صاحب موقف ينبغي أن نعرف عنه ولو القليل.
فهو ولد عام 1942 بجزيرة زنجبار حيث كان والده، وعاد إلى موطنه الأصلي عمان عام 1964. درس فضيلته القرآن الكريم والعلوم الدينية والعربية في زنجبار وعمان على يد عدد من المشايخ.
عمل بعد وصوله إلى سلطنة عمان عام 1964 مدرسا للقرآن الكريم والعلوم الشرعية بولاية بهلا وسط عمان ثم انتقل للتدريس بمسجد الخور بالعاصمة العمانية مسقط، وفي عام 1974 عين مديرا للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة، ثم عين في عام 1975 مفتيا عاما للسلطنة بدرجة وزير.
وشغل الخليلي عدة مناصب منها، رئاسة مجلس إدارة مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية، والرئاسة الفخرية لكلية العلوم الشرعية، كما كان رئيسا للجنة المطبوعات بوزارة التراث والثقافة، وعضو مجلس أمناء جامعة نزوى بعمان.
وشغل عضوية مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مؤسسة آل البيت “المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية” بالأردن، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.
كتب الكثير من الكتب في التفسير والعبادات والفتاوى، بالإضافة إلى تقديمه الكثير من المحاضرات والدروس في تفسير القرآن الكريم، وفي الفتاوى العامة. ومن أعماله المنشورة:
“جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل”، “الحق الدامغ “، “الفتاوى” “فتاوي العقيدة”، “شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد”، “الاستبداد مظاهره ومواجهته”، “الحقيقة الدامغة”، و”اختلاف المطالع وأثره على اختلاف الأهلة”.
شارك في عدد من البحوث العلمية في مؤتمرات وندوات متخصصة، طبع منها بحث بعنوان “أثر الاجتهاد والتجديد في تنمية المجتمعات الإسلامية”، وبحث “القيم الإسلامية ودورها في حل مشكلات البيئة”، وبحث بعنوان “البعد السياسي لأسباب الفقر”، و”زكاة الأنعام”.
له مجموعة من الفتاوى المطولة تناقش قضايا مهمة طبع بعضها، كما نشرت له مجموعة من الحوارات والمحاضرات والخطب تتحدث عن “إعادة صياغة الأمة”، وعن “الدين والحياة”، و”وحي المنابر”، و”المواهب السنية في الخطب الجمعية”، بالإضافة إلى سلسلة من المحاضرات في العقيدة والفكر الإسلامي.
معروف بكرمه وسخائه في سائر أوقاته، ولا يرد سائلا.
سماحة الشيخ الخليلي قال في أحدث تصريح له: “الاجتراء من الناطق باسم الحزب الحاكم في الهند على الرسول محمد عليه السلام وزوجته السيدة عائشة هو حرب على كل مسلم”.
وأضاف: “هذا أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة ليوقفوا هذا العدوان السافر على أمة الإسلام على نبيها”.
واعتبر أن قضية فلسطين “ليست قضية قومية أو شعبية، وإنما هي قضية عقدية؛ إذ لا تتعلق باحتلال أرض فحسب، وإنما أهم شيء فيها هو احتلال مقدسات إسلامية أصيلة لها جذور في تأريخ النبوات، وقدر عال في موازين العقيدة الإيمانية الراسخة، فعلى كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يغار عليها، ويثور لأجلها”.
نصيحة تابعوا مواقف الشيخ وسترون أنكم أمام قامة علمية ورجل شجاع غيور على أمته، لا يخاف في قول الحق أحدا من البشر.

* علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر: السبيل – عمان

موضوعات تهمك:

سيل التفاهة الجارف

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة