سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني شمال حلب، بعد اشتباكات مع الجبهة الشامية (الفيلق الثالث)، بالتزامن مع حشدها لأرتال عسكرية ضخمة تحضيراً للدخول إلى مدينة عفرين مركز منطقة “غصن الزيتون”.
كيف سيطرت على جنديرس؟
وقال مصدر ميداني للساعة 25، إن قوات تحرير الشام بعد أن أحكمت سيطرتها على منطقة دير البلوط تقدمت شمالاً وأحكمت سيطرتها على عدد من القرى في محيط ريف جنديرس الغربي، لكن حركة قوات (هتش) اصطدم بمقاومة عنيفة من قبل القوى المتحالفة مع الفيلق الثالث، عجزت على إثره تحرير الشام عن السيطرة على معبر الحمام الحدودي مع تركيا مما حدى بالهيئة لاستقدام تعزيزات ضخمة عبارة عن أرتال مؤللة تتصدرها دبابات بحسب المصدر نقلا عن شهود عيان من اهالي المنطقة. وقادت هذه التعزيزات هجوما آخر أدى إلى السيطرة على معبر الحمام وكامل ريف جنديريس الغربي وقد أدت الاشتباكات إلى مقتل وجرح عناصر من طرفي الصراع.
وأوضح المصدر أن تحرير الشام ، دفعت بأرتال ضخمة باتجاه تل سلوار الاستراتيجي والخاضع لسيطرة فيلق الشام، لكن الأخير تجنب القتال وبالتالي دخلت الأرتال إلى مركز مدينة جنديرس، وبالتزامن مع هجوم (هتش) من جهة الجنوب، دخلت المدينة فرقتي الحمزات وسلطاة الشاه المتحالفتين معها من الشمال والغرب.
وبالتزامن خاض الفيلق الثالث معارك شرسة مع قوات تحرير الشام القادمة من جنوب عفرين، على محور الباسوطة وعين دارة اللتين وتقدمت باتجاه قرية قرزيحل، لكنها خسرت أكثر من 20 عنصراً على أطرافها، بفعل المقاومة العنيفة للفيلق الثالث الذي خسر عنصرين وعدداً من الجرحى هناك، بحسب ذات المصدر.
وفي ناحية المعبطلي غرب عفرين، استطاعت فرقة العمشات السيطرة عليها بعد اتفاق عقد بوساطة من قبل “هيئة ثائرون للتحرير” أدى لدخول الحمزات وانسحاب قوات الفيلق.
ووفقاً للمصدر، فإن أرتال تحرير الشام معززة بقوات ضخمة من فرقتي الحمزات والعمشات تتجهز لبدء المعركة التي تُحدّد معها خرائط السيطرة الجديدة على منطقة غصن الزيتون شمال سوريا، وقد بدأت بالفعل الهجوم على مدينة عفرين، وبالمقابل دفع الفيلق الثالث قوات ضخمة من مناطق سيطرته شمال حلب إليها، تجنبا لسقوطها.
دعوة لمواجهة تحرير الشام
وفي ردود الأفعال على المعارك الدائرة، دعا المجلس الإسلامي السوري في بيان ملتبس، لمواجهة تحرير الشام والمتحالفين معها في إشارة لفرقي الحمزات والعمشات.
وقال المجلس الإسلامي في بيانه إنه “يتابع ما يجري من اختطاف لناشطي الثوار أو اغتيالهم، وعدم مراعاة لحرمة النساء والحمل في بطونهن استجابة لأوامر تنفذ حرفياً، وما يحصل من انتشار للفساد والظلم والبغي، وتعطيل للتعليم”.
ونوه إلى أن “الحفاظ على ثوابت الثورة السورية وما حققته لأبناء وطننا من كرامة وحريّة واجب على جميع الهيئات والمؤسسات والأفراد”، بما في ذلك “محاربة فساد المخدّرات والاغتيالات والتبعيّة العمياء للقادة”، معتبراً أنه “لا يقلّ خطراً على المجتمعات من فساد الظالمين”.
ووجه كلّ قادر أن يدفع الظلم والبغي عن نفسه وعن غيره أن يفعل، كما طالب ما سمّاهم “أهل الرأي والحكمة وشيوخ العشائر ووجهاء المناطق” أن يحرضوا الناس على ذلك، “حقنًا للدماء وإقصاءً للباغي المعتدي”.