الشعب المصرى مقاوم طوال تاريخه
على الرغم من مما أثبته التاريخ المصرى المقاوم من أجل التحرر وأثبته الشعب بحياته اليومية ، مازال البعض يتهم الثقافة المصرية بأنها قائمة على نظرية المؤامرة لتبرير الفشل والهوس بالجنس والمرأة والإباحية وعدم الإيمان بالعلم وعدم تذوق الفن والآداب وأنها قائمة على الميل العاطفى والمضامين والصورة الذهنية الموروثة وعدم الموضوعية والتعميم والشخصنة والشتائم والتشاجر والحشد التوصيفي المتبادل والجدلى دون إعمال النقدية والظاهرية دون الاقتناع ورفض الاختلاف وإسكات المعارض والصمت، وتوارث أفكار وصولا بها إلى أن تصبح من المسلمات الاجتماعية، والابتعاد عن الحقيقة فى أية نقاشات واختلافات، وأن السادة هم أعرف بالحقيقة، ومن ثم الإلتفاف والهرب المتعمد من المسئولية والنقاش الجاد بل واعتبر البعض أن النكت السياسية والاقتصادية دليلا على عدوانية الشخصية المصرية وعدوانية شديدة للسلطة وبطريقة سلبية وأنها شخصية استهوائية وتتميز بالآداء المسرحى والاستعراضية والسطحية والتقوقع والاتكالية والرياء.
وعلى الرغم من أن النكت كانت تعبيرا عن المقاومة الشعبية المصرية الأصلية فى مواجهة القهر والظلم والسلطة القهرية وبكافة المستويات الرأسية والأفقية وبما شكل انتشارها وتبنيها تعبيرا عن موقفا ورأيا عاما مقاوما للأنظمة وفى كل حقبها التاريخية وبكل مستوياتها المتعددة رأسيا وأفقيا وتمثل هذه النكتة التى تداولتها أجيال زمنية متعددة وممتدة وتعبر عن الرأى الشعبى فى مواجهة الحاكم من الوالى إلى السلطان إلى الملك والرئيس: قبض حرس الوالى على فلاح وهو يهتف: إللى خربها ابن الكلب .. إللى خربها ابن الكلب .. إللى خربها ابن الكلب ، وقدم للمحاكمة وسأله قاضى القضاة: مين إللى خربها؟ قال الفلاح :ــ إبن الكلب ، فسأله القاضى مين إبن الكلب ؟ فقال الفلاح: إللى خربها، فقال القاضى: مين إبن الكلب؟ فقال الفلاح: إللى خربها، فأعاد القاضى السؤال بغضب: مين إللى خربها؟ فقال الفلاح: إبن الكلب، فقال القاضى بغضب شديد: مين ابن الكلب؟ فقال الفلاح واثقا بنفسه وبصوت حاسم: إللى خربها ، فوقف القاضى غاضبا معلنا الحكم: يشنق الفلاح لعدم ذكره اسم الوالى.