يهتم المصريون خلال الساعات الماضية بأزمة سد النهضة الإثيوبي وما يمكن أن يؤثر به على حصة مصر من المياه وتأثيراته على السد العالي المصري الذي يعد موردا مصريا حيويا للطاقة الكهربائية، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي أمس الخميس جلسة بشأن الأزمة، دون التوصل لأي جديد في أزمة السد الذي يهدد حصة مصر من المياه هي والسودان.
وتختلف المناقشات حاليا حول مصير السد العالي في حديث الخبراء، حيث يقول البعض أن السد العالي قد يتحول إلى مجرد حائط عديم الفائدة اذا استمرت إثيوبيا في ممارساتها في حجز مياه النيل، بينما تحدث البعض عن أن السد سيكون الضمانة لمصر في استمرار تدفق المياه حتى تتمكن مصر من حل الأزمة بشكل نهائي.
وكان وزير الري الإثيوبي قد صرح في جلسة مجلس الأمن أمس الخميس، أن سد النهضة الإثيوبي أصغر بمرتين ونصف من سعة السد العالي في جنوب مصر، فيما رد عليه نشطاء مؤكدين أن السد العالي بني لحجز المياه التي تسقط في البحر وليس لحجز المياه عن دولتي المصب.
هل السد العالي الحل؟
في تصريحات تلفزيونية قال عضو الوفد المصري الذي يتفاوض حول سد النهضة في نيويورك، أن مصر ستعتمد على السد العالي لتعويض نقص المياه خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن السودان سيكون الأكثر تضررا من الملء الثاني لسد النهضة.
وقال علاء الظواهري عضو الوفد المصري في نيويورك، أن إثيوبيا أخطرت مصر بنيتها حجز 13 مليار متر مكعب من الماء خلال شهري يوليو وأغسطس ورفضت إمكانية إخراج المياه في حال حدوث جفاف، مؤكدا أنه من الصعب على الإثيوبيين الوصول لهذا المقدار من تخزين المياه الذي ينوون ملؤه.
وأشار المسؤول المصري إلى أن مصارعة إثيوبيا في تعية الجزء الأوسط من السد والوصول إلى أقصى ارتفاع لتخزين أكبر قدر من المياه إرسال الإخطال لا يعني قرارات أحادية، موضحا أن إثيوبيا اتخذت مجموعة من القرارات الهندسية غير التقليدية في بناء الجزء الأوسط على الرغم من مخاطر قد تترتب عليها ولكنها تحاول فرض الإرادة من خلال التوصل لارتفاع لتخزين أكبر قدر من المياه، موضحا أن تأثير المء الثاني لسد النهضة على مصر سيكون غير مباشر ولن يشعر به المواطن العام المقبل ولكن سيظهر في تناقص قدرة السد العالي على مجابهة الجفاف لنقص المياه كما أن التأثير سيكون تراكمي على مدار السنوات موضحا أن الاتفاق حول ملء وتشغيل السد يقضي بأن تخرج إثيوبيا كمية من المياه لمواجهة الجفاف مما يقلل من الضرر وهو ما ترفضه الحكومة الإثيوبية.
وأوضح ان تأثير الملء الثاني للسد سيكون مباشرا على السودان إذا تم كاملا مشيرا إلى أن سبب ذلك لأن سد النهضة سيمنع المياه في فترة معينة، مشيرا إلى أن السودان يعمل على اتخاذ مناورات مائية لتجنب حدوث عطش ونقص في المناسيب.
وتحدث مراقبون عن أن السد العالي قد يكون الحل لمصر خلال السنوات القليلة المقبلة كفرصة، حتى تستطيع اتخاذ قرارات وحلول، للأزمة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة مع إعلان الإثيوبيين بدء الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي.
السد العالي والكارثة
في مقابلة صحفية نشرت للعالم المصري الشهير عصام حجي، حذر من تصاعد العجز المائي الحالي وحدوث الكارثة، مشيرا إلى أن نهر النيل أطول نهر في العالم مؤكدا أنه منظومة معقدة وبه عشرات الجزر ويعبر 5 مناخات مختلفة مما يؤثر على المياه فيه.
وأشار حجي إلى أن سد النهضة سيزيد من العجز المائل لمصر مشيرا إلى أن العجز الحالي تقريبا 20 بالمائة، ويتم سد هذا العجز بصعوبة، لكن ببناء السد فإن العجز سوف يزيد بين 40 إلى 60 بالمائة.
وحذر عصام حجي من خطورة استخدام مخزون بحير السد العالي لحل أزمة سد النهضة، موضحا أن ذلك يعد خطرا شديدا وسيؤدي إلى حدوث فترات جفاف كبيرة ومن ثم كارثة إنسانية.
وأوضح حجي أن أزمة سد النهضة تؤثر بيئيا على مصر وستؤثر على الثروة السمكية وخصوبة الأراضي وسيؤدي ذلك إلى اختفاء نباتات وأنواع من الأسماء وذلك مهدد بسبب العبث في نهر النيل والسد لن يؤثر على الدلتا.
موضوعات تهمك: