الروهينغا.. أتعس أهل الأرض

أحمد شيخون1 أغسطس 2018آخر تحديث :
الروهينغا

أحمد شيخون

الروهينغا.. أكثر الأقليات المضطهدة في العالم شقاء وتعاسة؛ حيث الاضطهاد الذي يُمارس بحقهم من قبل الأغلبية البوذية في بورما لا يجد من يوقفه منذ عقود.

فقد ألجأ تخاذل المسلمين إخوانهم الروهينغا سكان أراكان ومواطني بورما إلى الهرب من بطش وتنكيل وتهجير وتقتيل البوذيين -دعاة الدعة والتعايش- إلى هجر بلادهم، والعيش كلاجئين في مخيماتٍ لا تقي من العري والبرد والجوع والفقر في الدول المجاورة كبنغلادش وتيلاند ذات التماس الحدودي مع بورما وطن الروهينغا.

ولم يعد العالم -ولا المسلمون- ينتابهم شعور الأسى -مجرد الأسى الذي لا يقدم أو يؤخر- بمأساة الروهينغا المسلمين.. يتركونهم لمصيرهم؛ حيث لا وطن يأمنون فيه من أكثر غوائل الدهر قسوة، ولا ينعمون فيه بأقل حاجيات الإنسان المكرم إلحاحًا وعوزا؛ حتى أصبحت مذابح الروهينغا أمرًا عاديًا، ودماءهم مشهدًا يوميًا، والتمييز ضدهم قضيةً لا حساب لها من أي نوع، فضلا عن الاغتصاب وتقطيع الأوصال والدفن أحياءً وحرق البيوت والقرى .

ورما -أو “ميانمار” كما أعيدت تسميتها- دولة مليئة بالعرقيات متنوعة الديانات والثقافات؛ إذ يصل عدد العرقيات بها إلى 140 عرقية، أهمها البورمان الذين يشكلون 68% من عدد السكان، ثم الشان بنسبة 9%، والكارين 7%، فالراخين وهم مسلمو الروهينغا 5%، وعرقيات أخرى أقل نسبا، ويبلغ عدد مسلمي الروهينغا حوالي 3 ملايين نسمة، لكن حظهم العثر جعلهم مسلمين لينوءوا ليدفعوا ضريبة الإيمان ولتمسك بعقيدة التوحيد؛ لتصفهم متحدثة باسم الأمم المتحدة عام 2009م بأنهم “أكثر شعب بلا أصدقاء في العالم”.

في عام 2010م ، أعلن الرئيس البورمى أنه لم يعد أمام أقلية الروهينغا المسلمة إلا تجميعهم داخل معسكرات للاجئين أو طردهم من البلاد، لأنهم “ليسوا في عداد المواطنين” ، وقد أراد “إبلاغ العالم بأن الروهينغا ليسوا جزءًا من المجموعات الإثنية في بورما”؛ ما جعل الشعب البورمي يستغل الفرصة ويستحل قتل وتشريد مواطنيه المسلمين، وهنا أجبرهم علي النزوح إلى الدول المجاورة وبخاصة بنغلادش ، ليصل عدد مسلمي الروهينغا المقتولين على أيدي مضطهديهم أكثر من خمسين ألف مواطن بين عامي 2014-2016م  ، إضافة إلى أكثر من 650 ألفا فروا إلى بنغلادش وتايلاند؛ ليعيشوا ظروفا قاسية في العراء هربًا من أفران الغاز والقتل الجماعي وسط الصمت العربي والإسلامي.

ولم تكن الحكومات الإسلامية والعربية الأخرى أفضل حالا من سابقيها في التعاطي مع أزمة الروهينغا؛ إذ بعيدًا عن التعاطف الشعبي الموجود -فقط- على صفحات التواصل الاجتماعي، مع قضية مسلمي الروهينغا نجد الفجوة تكبر مع الأيام بين ما هو رسمي وما هو شعبي، وبخاصة مع اعتراف شعب الروهينغا صراحة بأن المنظمات الإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي وغيرها لم تفعل حتى الآن شيئا ذا بالٍ من أجل قضيتهم.

ولا زال أمام شعب الروهينغا شوط طويل للدفاع عن قضيتهم .. تلك الفئة التي سقطت من حسابات الجميع، بمن فيهم مسلمي العالم ، ويعتقدون عقيدة الإسلام، ويؤكدون كثيرًا على أخوة الإسلام.. فهل يهب العالم الإسلامي من سباته لنصرة إخوانه مسلمي الروهينغا؟ أم يظلون في تعاستهم وشقائهم؟ وإلى متى؟?

أقرا /ي أيضا

محنة الفتن …. لعن الله من أيقظها

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة