“الرقاصة يا بلاش حد تاني ما ينفعناش”!

سلام ناجي حداد2 فبراير 2019آخر تحديث :
سما المصري

“الرقاصة يا بلاش حد تاني ما ينفعناش”!

“الفنانة” سما المصري الراقصة الشهيرة، من أشهر من احترف الرقص في تلك الحقبة الناقصة، تطل من جديد طافحة على السطح من المياه الراكدة العفنة، مثلها كمثل غيرها من الراقصين والراقصات، من كافة الأرجاء التي تجمعت كالذباب الذي يجتمع على الحلوى ليفسدها.

من جديد تردد اسم “الفنانة” سما المصري، وعادة ما يتردد ولكن ليس بالحجم الذي يتجدد مع كل قصة لها، فسما المصري التي بدأت حياتها المهنية كمذيعة في قناة المحور، قبل أن تتحول إلى الإذاعة لتحريك “المقدمات والمؤخرات والأواسط”، وكل ما يتعلق بالإغراء ويبعد عن فن الرقص الشرقي الذي يعرفه الجميع. لتتحول إلى تريند يلهث خلفه من يشتهي النساء اللواتي يبرزن مفاتنهن.

 

اقرأ/ي أيضا: خالد يوسف الثائر الاشتراكي الجنسي والتقدمي الخلفي وصاحب رسالة الفن التحتية!

في الفترة ما بعد الرقص في حياة سما المصري، سمح الوضع العام لها بأن تأخذ لها مقعدا في الحديث عن السياسة، وما أشد بلاء أن يختلط ما هو راقص بما هو سياسي، عندها تختل موازين كل شئ ولا تستطيع أن تفرق بين الوضع في الملاهي الليلية وبين الأوضاع في منصات النخب والسلطة وقيادة الرأي، فيما تنسى دوما سما المصري الفرق بين وصلات العمل العام ووصلات اهتزاز الأرداف.

قبل عامين بدأت سما المصري في التحول من الرقص واللعب السياسي، إلى مقارعة المعارضين المصريين من التيار الديني في مصر، من أجل المنافسة ضدهم، حيث بدأت سما المصري رحلتها في البرامج الدينية، في شهر رمضان الكريم، الأمر الذي لاقى انتقادا كبيرا من قبل الجمهور المصري والعربي، لكن الانتقادات لم تثنها عن مواصلة عبثها.

 

اقرأ/ي أيضا: حصاد المرأة العربية خلال شهر يناير 2019

 

الرقاصة يا بلاش حد تاني ما ينفعناش

 

في أحد البرامج المختصة بتلميع أمثال سما المصري، بكت “الفنانة” أثناء حديثها إلى المذيعة، تحدثت عن كونها شخصية غير عادية، حيث أن لها أعداء كثر، وأكدت كونها شخصية مستهدفة من الكثيريين وعددت الأسماء بداية من جماعة الإخوان المسلمين إلى فلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بالإضافة إلى “الثورجية” وتقصد بهم بعض ممن شاركوا في ثورة 25 يناير المصرية.

وواصلت الراقصة سما، تلميعها لذاتها، مدللة على مدى استهدافها كشخصية مهمة، من خلال تعليقها على فستان زميتلها “رانيا يوسف”، في مهرجان القاهرة السينمائي الماضي. والذي أكدت أنها لو كانت مكان رانيا يوسف، لكانت قد قبض عليها من قبل شرطة “الآداب”، حيث كونها مختلفة ولها عداءات بشكل مختلف.

 

اقرأ/ي أيضا: ثري عربي يرهن زوجاته الأربعة.. لماذا؟

 

لا تدري سما المصري أن الإخوان والثوريين وكل معارض أو سياسي أو مشارك جدي في العملية السياسية، قد لاقى السجن أو الهروب من بلده، وأن من تبقى على السلطة يأمر وينهى الشرطة هو النظام الذي أيدته وتعتبر نفسها مناضلة لأجله وليس “الإخوان والثورجية والفلول” الذين تخشاهم.

لابد وأن سما المصري لا تحب أن يهتف لها بالشعار، “الرقاصة يا بلاش حد تاني ما ينفعناش”، ولابد أيضا أنها لا تكره هتاف كهذا ليس لما فيه من نمط أخلاقي متدني، ولابد سما لا تكره فعل الرقص في حد ذاته حيث دوما ما تفاخر به وتقول أنها تؤمن بعملها، لكنها أيضا تعرف مدى كون التعبير “رقاصة” متدنيا بقدر ما في خيالات العامة، وبرغم أنها تحب جدا لهاث الخلق خلف مفاتنها، أو ما يبدو لها ذلك، إلا إنها تكره مدى احتقارهم لها ولعملها، إلا أنها تكذّب حالها وحالتها متحدثة عن “شرف المهنة ومدى تحررها”!

دائما ما يبحث “الثائر” عن سرديته الخاصة من المظلومية، لتقوية عاطفته تجاه قضيته، كما يبحث الثائر دوما عن رؤويته لقضيته كونها قضية عادلة تماما، فيحيطها بمظلمته كون عدائه للمظلمة سيجعل من قضيته في نظره قضية عادلة، وهذا لابد أن يحترم، ولكن ما لا يحترم أبدا أن لا يفرق بين الثائر الجدي والمناضل والمضحي الحقيقي، وبين الراقصين على حبال الفشل.

 

 

أقرأ/ى أيضا: أهم الأحداث الثقافية والفنية فى العالم العربى والغربى

 

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة