الرحمة الإلهية لبنى صهيون فقط

أحمد عزت سليم2 أبريل 2020آخر تحديث :
الرحمة الإلهية

الرحمة الإلهية لبنى صهيون فقط .. محو الصفات الأساسية للآخر وإزالة وجودها المتجسد فى الواقع والحياة وتغييبه النهائى عن تاريخه وذاته والشعور بها وبالعالم من حوله لينتهى إلى التحلل والموت والفناء بحيث لايعود له وجود فى العالم وهذا هو منتهى وسعى لاهوت الإبادة  والذى يتبلور فيه أنساق وبنى الميثاق الأبدى والعهد الإلهى والنقاء والتفرد والاستعلاء حيث تتحول إلى إجراء عملى تنفيذى للإبادة ويعكس كافة فاعلياتها التنفيذية ويعبرعن العلاقات والمعانى والتصورات العنصرية الإسرائيلية وكما يعبر عن حركتها وتدفقها خلال الزمان والمكان واندفاعها من الواقع الإنسانى (اليهودى) إلى الواقع غير الإنسانى ( الأغيار ) ،  من المقدس إلى الدنس،  ومن التاريخى الصلب ( اليهودى ) إلى اللاتاريخى الهامشى (غير اليهودى)، ومن ثم فهو يكشف عن البنى المؤسسة والمميزة لهذه المنظومة من المزاعم التى تتجلى فى السلوك العنصرى الإجرامى اليهودى الجماعى والفردى والمؤسسى، ولا يمكن معرفة النظام والبنية المؤسسة لذلك إلا من خلال دراسة وتوصيف السلوك والحركة،  البداية والمركز والصيرورة الموسومة بمزاعم الثبات.

البداية هى المزاعم المترتبة على الميثاق الأبدى وعلى التفرد وعلى الاستعلاء، والصيرورة الثابتة هى الإبادة بما تشمله من المحو والإفناء وكلاهما سبب ونتيجة، تطور وتشكل، تبلور وتمركز، وكلاهما لازم لمزاعم الوجود اليهودى المستقل، وبالتالى فإن الأفعال العملية والممارسات العنصرية تكشف حقيقة هذه المزاعم، ودائماً ما كان “قادة بنى إسرائيل يبحثون عن سلوى وتعويض لأمتهم فى مقابل المذلة التى كانت تعانيها فى حياتها الدنيوية وذلك عن طريق رفعها إلى درجة عالية من الروحانية ولكى يحقق القادة هذا الغرض فإنهم وضعوا بالأحرى، وأحكموا وضع نظام من الطقوس الدينية يستهدف احتكار الرحمة الإلهية الاستئثارية بها”، وبذلك تصبح “صهيون ” المدينة المقدسة مركزاً لمملكة الرب فى الأرض وموئل بهجته” (1) ولتقتصر هذه الرحمة الإلهية من خلال التعاقد مع الرب والعهد المقدس بينهما على شعب إسرائيل ـ  وحده دون غيره من الأمم ـ ومبرراً للتصرفات العدوانية على الأغيار، ولتصير أولى الخصائص البنائية للاهوت الإبادة ،  وهذا الاختصاص بالرحمة والاستئثار بها لم يأت إلا بكون أن الإله قد أعفى شعب إسرائيل من العقاب لأن الإله هو مصدر الشر كما أنه مصدر الخير،  وأنه أعطى الإنسان ( يقصد اليهودي) طبيعة رديئة لولاها لما كان يخطئ وقد أجبر اليهود على قبولها، وينتج عن ذلك أن داود الملك لم يرتكب بقتله لأوريا، وبزناه بامرأته خطيئة يستحق العقاب عليها منه، لأن الإله هو السبب فى كل ذلك (2) كذلك فإن الإله على حسب ما جاء فى التلمود معصوم من الطيش لأنه حالما يغضب يستولى عليه الطيش، كما حصل منه يوم غضب على بنى إسرائيل وحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد ذهاب الطيش منه ،  ولم ينفذ ذلك اليمين،  لأنه عرف أنه فعلاً ضد العدالة” (3).

بل أن الرب يناصر يعقوب فى الحصول على قطعان ماشية خاله فيهرب بها أثناء الليل فى ضوء القمر بعد أن أخبر زوجاته بتغير سلوك أبيهن معه ثم حكى فى روع زائف كيف أن الرب ناصره فحول قطيع أبيهن من عنده إليه. ولكى يخلع على المؤامرة مزيداً من الحبكة،  أخبرهن فى نهاية الأمر، والوميض يسطع فى عينيه، فيما يبدو، كيف أنه رأى رؤيا فى الليلة الماضية،  ظهر له فيها ملاك الرب وطلب منه أن يرحل إلى وطنه (4).

المراجع:

1 ) جيمس فريزر، الفلكلور فى العهد القديم ( التوراة )، دار المعارف ، القاهرة ، الطبعة الثانية 1982، ترجمة د. نبيلة إبراهيم،  ج1  ص 179

2 ) المسيحيون والمسلمون فى تلمود اليهود ص32

3 ) نفسه ص3

4 ) الفلكلور فى العهد القديم جـ2 ص  494

موضوعات تهمك:

تداخل المصادر الصهيونية الكاذبة لامتلاك الأراضي الفلسطينية

المزاعم العنصرية اللاهوتية الصهيونية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة