تحدث محللون إفريقيون عن خيانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يخص إثيوبيا وسد النهضة الذي تبنيه الدولة الإفريقية الحليفة للولايات المتحدة، وفي ظل دعوات مصر إلى حل عادل لأزمة السد الذي يضر بحصتها من النهر والذي تعتبره حق تاريخي.
وكان ترامب فد فاجأ الجميع عندما صرح قائلا أن الأمر قد ينتهي بضرب السد وتفجيره من قبل مصر، ولا يمكن لومها على ذلك على حد قوله، مما اعتبره المحللون خيانة لاديس أبابا لصالح القاهرة، حيث طالب أيضا بالتوصل لاتفاق بما يخص السد، متهما اديس ابابا بعرقلة اتفاق كادوا أن يتوصلوا إليه برعاية أمريكية.
وقال المحلل الأمني في منطقة القرن الإفريقي رشيد عبدي، في تصريحات لموقع بي بي سي، ان الوساطة الأمريكية بشأن السد فاقمت التوترات بين مصر وإثيوبيا مشيرا إلى أن إثيوبيا تعمل حاليا على تعزيز الأمن حول السد المهدد، مشيرا إلى أن إجراءاتها الدفاعية تشمل إعلان منطقة بني شنغول غوموز، حيث يقع السد مجالا جويا مقيدا وهناك تقارير أيضا عن قيام إثيوبيا بوضع بطاريات مضادة للطائرات حول السد وربما تخاف إثيوبيا من جولات استطلاعية جوية تسيرها مصر.
وأشار إلى أن ذلك يظهر فشل ترامب في فهم كيفية عمل الدبلوماسية العالمية، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة بقيادة ترامب قد أعلنت في وقت سابق، قطع 100 مليون دولار من قيمة المساعدات الأمريكية المقدمة لاديس ابابا، فيما كانت واشنطن قد أكدت سوء نية الاثيوبيين بما يتعلق بالسد بعدما قرروا ملء السد وعدم الاهتمام لمخاوف القاهرة والخرطوم.
وحول تلك الإجراءات الأمريكية قال عبدي أن إثيوبيا تشعر بأن الولايات المتحدة تشعر بالخيانة من اثيوبيا حيث أن ترامب الان أصبح شخصية مكروهة لدى الإثيوبيين، وهم الآن يتمنون نجاح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من نوفمبر.
أما دبيلو غيود مور كبير الباحثين في مجال السياسة في مركز التنمية، كان له رأي آخر، حيث أكد أن قرار ترامب بالوقوف إلى جانب مصر لم يكن يشكل مفاجاة بالنسبة له حيث أن الهدف الدولي الأكثر قيمة لها هو تحقيق التقارب بين دولة الاحتلال وبين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وأشار في تصريحات لموقع بي بي سي، أنه نظرا لأن مصر لديها علاقات دبلوماسية طويلة المدى مع دولة الاحتلال فإن إدارة ترامب لن تستفزها في وقت كانت بحاجة لمساعدة القاهرة من أجل الضغط على العواصم العربية للاعتراف بـ”إسرائيل”. معتبرا ان ترامب بموقفه هذا لم يعد وسيطا حيث أصبحت بلاده طرفا في الخلاف على السد إلى جانب مصر.
يأتي ذلك في وسط توقعات بأن فوز ترامب يعني مزيدا من الضغط على الإثيوبيين من أجل التوصل لاتفاق مرضي بالنسبة للقاهرة والخرطوم، في وقت تستعد فيه إدارة ترامب إذا فازت من أجل مزيد من المساعدات للخرطوم التي بحاجة لمساعدات ماسة في ظل إعلانها البدء في تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، كما تريد الإدارة الأمريكية تحت رئاسة ترامب، أن ترضى القاهرة أيضا عن طريق اتفاق سد النهضة حيث ساعدتها كثيرا في قضية تطبيع عدد من الدول العربية مع الكيان الصهيوني.
يذكر ان المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان قد فشلت عدة مرات، وآخرها في شهر أغسطس الماضي، ولم تتمكن أمريكا التي توصلت لاتفاق كوسيط وقعت عليه القاهرة والخرطوم ولم توقع عليه اديس ابابا، وباء الاتفاق هذا أيضا بالفشل.
موضوعات تهمك: