تم نشر الخطة السياسية التي وضعها مستشارو بشار الأسد السياسيون لإنقاذ ما تبقى من النظام والخروج به من أزمته.الخطة تنسب لمصادر مهمة في القصر
تفاصيل هذه الخطة التي ستركز على الانتقال من الحسم العسكري إلى السير بالتوازي في الحل العسكري والحل السياسي معاً، على أن يكون الحل العسكري معتمداً على عدم الدخول في مواجهة مباشرة تحت عين الاعلام والمراقبين، بل يعتمد على الضربات الموجهة، كما تقوم الجهات الأمنية بتولي أمر محاصرة الناشطين المنظمين والتركيز على الأطباء والإعلاميين لأنهم مهتمون بتوثيق الجرائم والأدلة.
وعلى علاقة بالكثير من الجهات الدولية المهتمة بهذه التفاصيل.
الخطوط العامة لهذه الخطة كما سربها لكلنا شركاء متعاون من القصر الجمهوري:
1- العمل على خلق معارضين بلا مشاريع” مثل ما فعل صدام حسين بالمعارضة العراقية قبل الخليج حيث قام بتفريغ معارضين بحيث صار لكل ثلاثة أو أربعة تيار أو حزب أو مؤتمر…” ومحاصرة أصحاب المشاريع بالاختراق الأمني أو أفشال مخططاتهم أوتشويه سمعتهم أمام القواعد الشعبية.
لذلك سيكون شهر أيار وشهر حزيران ، شهري المؤتمرات والورش والنشاطات عند الكثيرمن اطياف المعارضة وبعد كل مؤتمر فاشل، يتفتت المجتمعون غلى أحزاب أكثر ويشككون ببعضهم وبمشاريعهم بحيث تحترق أسماؤهم الواحد تلو الآخر أمام العالم وأمام الشعب السوري.
2- انضاج واجهة للنظام من أدعياء المعارضة في الداخل، تركز على أشياء تمس الوطن السوري العادي غير المؤدلج وبذلك تكون نواة لكسب الطبقة الصامتة من السوريين التي يخونها الطرفان من الموالاة بسبب عدم تصريحها في محاربة العراعير ومن المعارضة بسبب صمتها ، هذه الفئة بحاجة أفعال وليس مجرد كلام لذلك ستكون مسؤولية الأحزاب التي ستتولى كسبهم اقناع هؤلاء بأنهم قادرون على تحسين أوضاعهم المعيشية وكذلك جلب حقوقهم السياسية عبر الحوار مع السلطة وابتزاز السلطة وليس اسقاطها.
يتكفل النظام لهؤلاء بأن يفتح لهم واجهاته الاعلامية، كما يرخص لها مظاهرات واعتصامات كما تقوم أجهزة الاعلام السورية بإعطاء لقب المعارضة الوطنية الشريفة لهؤلاء مقابل معارضة الخارج غير الشريفة أو كلاب الناتو، التسمية التي تروجها أغلب هذه المنابر الاعلامية عن كل معارض لا يوافق على الحوار مع السلطة.
3- خلق جو عام مشحون عبر الاعلام يهاجم العرب ويسّفه مشاريعهم وينادي باعتزالهم والخروج من الجامعة العربية بحجة أنها صارت جامعة أميريكية ، والانفتاح على إيران والروس باعتبارهم حلفاء وشركاء وهذا يعتبر للكثير من منظري حزب البعث العربي الذي طالما تغنى بعروبته، مخرجاً مثالياً للتنصل من كل منطلقاته النظرية ولأهدافه بحجة أن العرب الذين طالما دافع عنهم تخلوا عنه فلا داعي بعد الآن للعروبة وهذا الانقلاب يسمح بتغيير حزب البعث كل لبوسه وأدواته وتحالفاته وحتى قناعاته وربما التخلص من حزب البعث عبر الانتقال إلى اسم جديد وأهداف جديدة تسمح بخدمة النظام المحافظة عليه بالتضحية بالحزب ورموزه.
لذلك كان إصرار بشار الأسد أمام كل ضيوفه في الاسبوع الأخير على الادعاء على أنه رئيس كل السوريين وليس حزب البعث، كما في اصراره على أن المشكلة مع سوريا ليس عند الغرب بل عند العرب وتركيا فقط.
كما يسمح هذا الجو المشحون بالبغض للعرب بابتزاز ايران بأقصر الطرق سواء بالدعم السياسي أو الدعم الاقتصادي وتوحيد المشاريع، كما يمهد هذا الجو المشحون غلى انضاج فكرة الدولة العلوية المعادية للعرب في
اسوأ الحلول المتوفرة للنظام من باب ” أحسن من خسارة كل شيء”:
أ- دعم الاتجاه القومي الاجتماعي الذي ينادي بوحدة بلاد الشام، وهو الاتجاه الذي يمشي فيه مدمرّ سوريا الأول” رامي مخلوف ووالده وأخوه” حيث تدور في أروقة السياسة السورية أحاديث كثيرة عن دعم رامي لهذا التيار وأدائه القسم لهذا التيار ولاسيما بعد أن أثبت الكثير من عناصر هذا التيار في لبنان والأردن وفلسطين وسوريا دفاعاً منقطع النظير عن النظام السوري وقادته.
ب- ترك الشارع السوري الثائر معزولاً عن الحوامل السياسية والاقتصادية لثورته، عبر سياسة التأجيلات المتكررة للاستحقاقات الدولية والعربية التي يتعهد بها النظام، كذلك الدخول في لعبة التفاصيل، وكذلك الدعوة لمؤتمرات لايتم التحضير لها بشكل جيد مما يدعها تفشل قبل أن تنتهي ويعود الشارع إلى يأسه.
ج- نشر ثقافة الانتقام وبذلك يكون النظام قد حقق أهم مشكلتين تعترضان طريقه:
- المشكلة الأولى: هي مشكلة الشبيحة والمجرمون الذين أخرجهم من السجون ليقتلوا الناس
- والمشكلة الثانية: مشكلة الجيش الحر والعصابات المسلحة…
يقوم النظام بتسريب أسماء المهمين من الشبيحة والذين يعرفون الكثير من التفاصيل التي لايريد النظام ظهورها يوماً ما، لذلك سيؤدي تسريب هذه الأسماء عبر مواقع تابعة للمعارضة إلى الانتقام من هؤلاء والتخلص منهم بذلك يكون النظام قد استخدمهم وتخلص منهم بعد أن أصبحوا عبئاً عليه، كما أن عملية الانتقام بحد ذاتها تخدم النظام اذ أنها تروج للعصابات المسلحة والقتل دون محاكمات مما يشوه سمعة الجيش الحر دولياً ويجعل الكثير من الدول تقلق من دعمه بالسلاح والعتاد.
4- القيام بعدد من الاصلاحات عن طريق روسيا وعدد من رموز المعارضة وتسويقها جيداً دولياً مع الاستفادة من عطلة مجلس الأمن وكذلك الانتخابات الأميركية ولعبتها وكذلك الاستفادة من عامل الوقت في إعادة تنظيم واجهات النظام الاعلامية والأمنية، حيث سيتولى حزب الله تدريب الاعلامين السوريين بينما تقوم روسيا وايران بدعم أجهزة الشرطة بعتاد مناسب وتدريبات مناسبة تظهر النظام بمظهر المدافع عن المواطن وليس المهاجم العسكري.
5- البحث عن مخرج مناسب من الأفخاخ الدولية والعربية عبر ورقة الأكراد والارمن مع تركيا، وورقة الاستثمارات مع الغرب وورقة الارهاب والعراق مع أميركا ولذلك يعد الرئيس أغلب ضيوفه أن الأمور مع الغرب وأميركا تتم على ما يرام والمشكلة فقط مع قطر والسعودية وتركيا، ويتحدث أن سورية لديها أهم ورقتين مع تركيا الأكراد والأرمن…
واذا تم عزل تركيا، بقيت قطر والسعودية بلا مخالب.