نحتسب كل من يقتل بساحات الحرب مع أعداء الأمة والمحتلين لأرضنا والمضطهدين لشعبنا، شهيدا.
الله وحده سبحانه وتعالى مَن يصطفى الشهداء ويكرم مِن خلقه بالشهادة من أراد أن يكرمه بها.
إذا كان سبحانه يقول ” رحمتي وسعت كل شيء” فمن أنت أيها المخلوق لتقرر من يدخل في رحمة الله ومن يُحرم منها؟
الشهادة منحة إلهية في حقيقتها للشهيد نفسه، وليست منة من المخلوق وليست مكرمة يتصدق بها المخلوق الضعيف على الخلق.
“من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد”.
* * *
بقلم: علي سعادة
“إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء”.
يتفق معظم المفسرين على أن الله وحده من يصطفى الشهداء ويكرم من خلقه بالشهادة من أراد أن يكرمه بها.
هنا إرادة شرعية باتخاذ صفوة من عباده شهداء، ليكرمهم بما أعده للشهداء من نعيم.
إذن الشهادة منحة إلهية في حقيقتها للشهيد نفسه، وليست منة من المخلوق وليست مكرمة يتصدق بها المخلوق الضعيف على الخلق.
ويقول العارفون بالله بأن “ويتخذ منكم شهداء” هو تعبير عجيب عن معنى عميق يؤكد إن الشهداء مختارون، يختارهم الله ويتخذهم لنفسه ويستشهدهم على الناس.
يقول الشيخ محمد متولي شعراوي “ساعة تسمع كلمة (يتخذ) هذه أعرف أنها اصطفاء واختيار”.
ويرى سيد قطب في “ظلال القرآن” أنها تشير إلى “اختيار وانتقاء وتكريم واختصاص”.
ونحن نحتسب كل من يقتل في ساحات الحرب مع أعداء الأمة والمحتلين لأرضنا والمضطهدين لشعبنا، شهيدا.
والرسول الكريم لم يقتصر الحديث على فئة محددة فالحديث المعروف جاء على المطلق ولم يكن فيه تخصيص “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد”.
إذا كان سبحانه يقول ” رحمتي وسعت كل شيء” من أنت أيها المخلوق لتقرر من يدخل في رحمة الله ومن يحرمها منها؟
* علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: