أضحت قيادات ونشطاء حزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حليف مليشيا الحوثيين في الانقلاب على الشرعية- “طابورا خامسا” ويجب
تصفيتهم، وفقا لما تضمنه آخر خطاب ألقاه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الجمعة الماضي.
ودعا الحوثي أيضا إلى تفعيل قانون الطوارئ في البلاد، ورصد من وصفهم بـ”الخونة والعملاء”، ممن يؤيدون العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن.
وأعقب الخطاب إعلان الحوثيين عن قائمة للمطلوبين أمنيا ضمن من أسمتهم “الطابور الخامس”، وكان لافتا ورود أسماء أربعة من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام فيها، اتهموا بأنهم “خونة ومرتزقة وعملاء للعدوان الخارجي”.
وحمل منشور صادر عن “دائرة الحشد والتعبئة” التابعة لمليشيا الحوثيين تهديدا صريحا بملاحقة كل عناصر المؤتمر الشعبي العام، وذكر أن الحزب يحتاج إلى مزيد من “التطهير” في أطره التنظيمية.
وأظهر المنشور -الذي تداوله ناشطون حوثيون بمواقع التواصل الاجتماعي- أسماء أربعة من أعضاء اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام، وهم وزير الثقافة الأسبق خالد عبد الله الرويشان، وياسر اليماني، وعادل الشجاع، بالإضافة إلى محمد مهدي المسوري، محامي صالح.
صراع خفي
ويأتي اتهام الحوثيين لحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي بأنهم “طابور خامس” بعد توتر وصراع خفي بين الطرفين، في مؤشر لبداية مرحلة صراع قد تصل للقتال المسلح، خاصة مع تضييق الخناق عليهم من قوات الشرعية التي تضرب قذائف مدافعها الثقيلة قلب العاصمة صنعاء للمرة الأولى.
وسبق خطاب الحوثي قيام مليشياته باعتداءات على وزراء موالين لصالح في حكومة الانقلاب بصنعاء، كما تعرض بعضهم للطرد والسب والتهديد بالتصفية، فيما تعرض وكلاء وزارات للاعتقال، ووجه الحوثيون بملاحقة صحفيين بصحيفة “الميثاق” الناطقة باسم الحزب، واستدعائهم عبر النيابة العامة بتهم كيدية.
وكان القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع قد قدّم بلاغا إلى النائب العام في صنعاء ضد عبد الملك الحوثي، متهما إياه بالدعوة للتمييز العنصري وإشعال الفتنة والكراهية والحقد العنصري بين اليمنيين في خطابه الأخير.
كما اتهم الحوثي بأنه أعطى توجيهات مباشرة بممارسة العنف ضد الشباب الذين لا يلتزمون بتعليمات جماعته، ودعا إلى تصفية المعارضين لهم، وحذر الشجاع من وقوع مجازر أفظع من مجازر النازية نفسها، على حد قوله.
فجوة
ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان، أن “هناك فجوة أصيلة بين الحوثيين وحزب صالح، تزداد مع تضييق قوات الشرعية مساحة الجغرافية الإستراتيجية المتبقية، فكل طرف يريد تصدر المشهد للتفاوض حول الاستمرار في الحقل السياسي أو ترتيب الخروج الآمن، وهذا ما يفسر حشد صالح أنصاره في ميدان السبعين، حيث حاول المخلوع الظهور بدور الرقم الصعب”.
وأشار شمسان -في حديث للجزيرة نت- إلى أن هناك سببا آخر أقلق أنصار صالح، تمثل بعمليات إقصاء الحوثيين لقادة المؤتمر الشعبي من المؤسسات ومفاصل صناعة القرار، ومحاولة الحوثيين التخفيض الرمزي لمكانة المخلوع أمام أنصاره ومؤيديه.
وقال شمسان “إننا أمام صراع سوف يتصاعد ويعبّر عن ذاته تزامنا مع انعدام فرص نجاة الحوثيين وصالح كلما اقتربت قوات الشرعية من العاصمة صنعاء والمواقع الإستراتجية القاطعة للإمداد، علاوة على توقع انتفاضات شعبية بصنعاء تنتظر ساعة الخلاص”.
الجزيرة