الحمى الروماتزمية علاجها وكيفية التعامل معها

محمد عوض27 سبتمبر 2018Last Update :
الحمى الروماتزمية
الحمى الروماتزمية

 

وبعد أن تكلمنا فى المقال السابق كل الحمى الروماتزمية وأسبابها  و أعراضها سنتحدث اليوم فى هذا المقال عن .

 

التشخيص والعلاج

 

المحتويات

          كيف يتم تشخيصه؟  

  • للعلامات الطبية والفحوصات أهمية خاصة حيث إنه لا يوجد اختبار معين أو عرض معين للتشخيص.

 

  • وقد تساعد الأعراض الإكلينيكية لالتهاب المفاصل والتهاب القلب والرُقاص واضطرابات الجلد والحمى ونتائج الاختبارات المعملية غير العادية لعدوى العقديات والتغيرات في وتيرة نبضات القلب  .

 

  • ويلزم عموما وجود ما يدلل على عدوى سابقة بالعقديات من أجل التشخيص.

 

          ما هي الأمراض التي تشبه الحمى الروماتيزمية؟

  • هناك مرض يسمى “التهابات المفاصل التفاعلي التالي للعقديات”، والذي قد يحدث أيضًا بعد التهاب البلعوم العقدي – ولكنه يشتمل على التهابات مفصلية تدوم مدة أطول وتكون خطورة الإصابة بالتهاب القلب أقل؛ ويمكن التوصية بالعلاج الوقائي بالمضادات الحيوية.

 

  • كما أن التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب هو مرض آخر يشبه الحمى الروماتيزمية، ولكن مدته أطول من 6 أسابيع.

 

  • كما قد يصاحب التهاب المفاصل داء لايم , أو اللوكيميا، أو التهاب المفاصل التفاعلي الناتج عن نوع آخر من البكتريا أو الفيروسات

 

          ما هي أهمية الفحوصات المعملية؟    

تعد بعض الاختبارات ضرورية للتشخيص والمتابعة. كما أن اختبارات الدم ذات أهمية أثناء النوبات لتأكيد التشخيص .

وكما هو الحال في الأمراض الروماتيزمية الأخرى، تظهر علامات الالتهاب الجهازي في جميع المرضى تقريبًا – فيما عدا المرضى المصابين بالرُقاص.

 

ولا تظهر أية علامات لالتهاب الحلق لدى معظم المرضى كما أن العقديات التي تصيب الحلق يتعامل معها جهاز المناعة عند بداية المريض.

 وهناك اختبارات للدم للكشف عن مضادات العقديات 

حتى لو كان الوالدان و/أو المريض لا يتذكرون ظهور علامات على التهاب الحلق. ويمكن اكتشاف ارتفاع كمية (مستويات) هذه الأجسام المضادة المعروفة باسم :-

هى

  • مضاد ستربتوليزين -ASO- “O”
  • اختبار الدناز -DNAse B- “B”عن طريق اختبارات الدم المجراة في فترة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
  • ويشير ارتفاع المعدل إلى تعرض قريب للأصابة ولا يوجد علاقة مثبتة بين الأرتفاع و شدة المرض.

النتائج

يُستنتج من نتائج اختبارات ASO أو دناز B غير العادية التعرض السابق للبكتريا التي تثير جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة، ولا تثبت في حد ذاتها تشخيص الحمى الروماتيزمية لدى المرضى الذين ليس لديهم أعراض. ومن ثم لا يكون العلاج بالمضادات الحيوية ضروريًا على وجه العموم .

 

          كيف نشك فى حدوث التهاب القلب؟   

  • ان وجود لغط جديدة (صوت غريب) بالقلب نتيجة لالتهاب صمام القلب يعد أكثر علامات التهاب القلب شيوعاً ويكتشفها الطبيب في العادة عن طريق سماع أصوات القلب.

 

  • ومن المفيد إجراء فحص تخطيط كهربية القلب (تقييم للنشاط الكهربي في القلب يتم تسجيله على شريط ورقي) للتأكد من مدى إصابة القلب.

 

  • كما أن الأشعة السينية على الصدر مهمة للتحقق من وجود تضخم في القلب. يُعتبر تصوير القلب (الموجات فوق الصوتية على القلب) من الاختبارات الحساسة لتشخيص التهاب القلب.

 

          هل يمكن أن نتخلص منها للأبد ؟      

تشكل الحمى الروماتيزمية أحد المشاكل الصحية المهمة في بعض الأماكن في العالم، ولكن يمكن الوقاية منها عن طريق علاج التهاب الحلق العقدي فور اكتشافه (أي: وقاية أولية).

  • ويُعتبر العلاج بالمضادات الحيوية خلال 9 أيام من بداية مرض التهاب الحلق فعالًا في الوقاية من الحمى الروماتيزمية الحادة. ويتم علاج أعراض الحمى الروماتيزمية بالعقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية .

 

الأبحاث الجديدة

 

  • تجري الأبحاث في الوقت الحالي لإنتاج لقاح يمكنه الوقاية من العقديات: الوقاية من العدوى الأولية من شأنها توفير الوقاية من التفاعل المناعي غير الطبيعي. وقد تصبح هذه الطريقة هي سبيل الوقاية من الحمى الروماتيزمية في المستقبل .

 

          ما هو العلاج المناسب لهذه الحالة ؟ 

خلال السنوات العديدة الماضية، لم تكن هناك أية توصية بعلاج معين. وبينما ظل الأسبرين هو العقار الأساسي للعلاج، إلا أن نشاط فعاليته غير واضح بالتحديد، ويبدو أنه متعلق بخواصه كمضاد للالتهاب.

ويُوصى بإعطاء أنواع أخرى من ( مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ) لعلاج التهاب المفاصل لمدة 6-8 أسابيع أو لحين اختفاءه.

بالنسبة لالتهاب القلب الحاد، يوصى بالراحة في الفراش وتناول الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزون) عبر الفم لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتقليص الدواء تدريجيًا بعد السيطرة على الالتهاب عن طريق مراقبة الأعراض وإجراء فحوصات الدم .

أيضا

في حالة الرُقاص، قد يلزم دعم الوالدين للقيام بمهام الرعاية الشخصية والواجبات المدرسية. وقد توصف عقاقير علاجية للسيطرة على حركة الرُقاص من السترويدات steroids أو الهالوبيردول haloperidol أو حمض الفالبرويك مع رصد الآثار الجانبية عن كثب.

 والآثار الجانبية الشائعة

هي النعاس والارتعاش، ويمكن السيطرة عليهما بسهولة بتعديل الجرعة. إلا أن الرُقاص في بعض الحالات قد يستمر لعدة أشهر رغم إعطاء العلاج بشكل كافٍ .

بعد تأكيد التشخيص، يوصى بالوقاية طويلة المدى باستخدام المضادات الحيوية من أجل تفادي تكرار الإصابة بالحمى الروماتيزمية الحادة .

ما طول المدة التي ينبغي فيها المداومة على الوقاية ؟   

    

تكون درجة خطورة الانتكاس أعلى أثناء 3-5 سنوات بعد بداية المرض كما تزيد خطورة الضرر الناتج عن التهاب القلب مع حالات الهياج الجديدة. وخلال هذه المدة، يُنصح بالعلاج بالمضادات الحيوية بشكل منتظم من أجل الوقاية من عدوى العقديات لجميع المرضى الذين كانت لديهم الحمى الروماتيزمية، بغض النظر عن درجة الشدة ، حيث قد تؤدي الحالات الخفيفة منها أيضا إلى حالات هياج  .

  • يتفق معظم الأطباء على أنه ينبغي استمرار العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية لمدة 5 سنوات على الأقل بعد آخر هجوم للمرض أو حتى يبلغ الطفل عمر 21 سنة.
  • وفي حالة التهاب القلب دون تضرره، يلزم تقديم العلاج الوقائي الثانوي لمدة 10 سنوات أو حتى بلوغ المريض عمر 21 سنة (أيهما أطول).

 

  • أما إذا كان هناك تضرر في القلب، فيلزم تقديم العلاج الوقائي لللحمى الروماتزمية  لمدة 10 سنوات أو حتى بلوغ عمر 40 سنة – أو بعد ذلك إذا زادت مضاعفات المرض بعمليات تغيير الصمام.

ننصح جميع المرضى المصابين بتلف في صمام القلب ويخضعون لعملية أو جراحة بالأسنان بالعمل على الوقاية من التهاب الشغاف البكتيري بالمضادات الحيوية. وهذا الاحتراس ضروري نظراً لأن البكتريا قد تنتقل من مواضع أخرى بالجسم، وبخاصة من الفم، وتتسبب في عدوى صمام القلب .

 

 

 

    ما هي الفحوصات الطبية العامة الدورية اللازمة؟   

قد يلزم إجراء فحوصات طبية عامة واختبارات دورية بشكل منتظم أثناء مسار المرض طويل الأجل. ويُستحسن إجراء المتابعة بشكل أقرب في الحالات التي تصاحبها الإصابة بالتهاب القلب والرُقاص ..

 

          إلى متى تستمر الاصابة به طوال العمر؟    

تتراوح فترة تراجع الأعراض الحادة للمرض ما بين أيام عدة إلى أسابيع. ومع ذلك، تظل هناك خطورة في تكرر هجمات الحمى الروماتيزمية الحادة وقد يؤدي تأثر القلب إلى الإصابة بأعراض تدوم مدى الحياة. ومن الضروري المداومة على العلاج بالمضادات الحيوية لمنع تكرر وقوع التهاب البلعوم العقدي لسنوات عديدة .

 

          ما هو التطور على المدى الطويل  لهذا المرض؟

يتسم انتكاس الأعراض بأنه غير متوقع من حيث الوقت والحدة. و التهاب القلب عند أول هجومة يزيد من خطر التلف، رغم أنه في بعض الحالات قد يتبع التهاب القلب تعافٍ تام. معظم الأضرار الشديدة التي تلحق بالقلب يلزمها إجراء جراحة في القلب لتغيير الصمام .

 

          هل من الممكن التعافي من المرض بالكامل؟      

التعافي الكامل ممكن، ما لم ينتج عن التهاب القلب تلف شديد ي الصمام

 

 

 

          كيف يمكن أن يؤثر هذا المرض على الحياة اليومية للطفل المصاب وعائلته؟

يعيش معظم الأطفال المصابين بالحمى الروماتيزمية حياة طبيعية مع توفير الرعاية المناسبة وإجراء الفحوصات الطبية العامة الدورية. ومع ذلك، فإننا ننصح بقيام العائلة بالدعم أثناء نوبات الهياج بالنسبة للمصابين بالتهاب القلب والرُقاص .

 

  • القضية الأولى هي الالتزام على المدى الطويل بالوقاية بالمضادات الحيوية. .

 

 ماذا عن المدرسة؟  

إذا لم يتم اكتشاف وجود تلف متبقٍ في القلب أثناء الفحوصات الطبية العامة الدورية، فليست هناك توصية خاصة بشأن الأنشطة اليومية والحياة المدرسية الاعتيادية؛ فيمكن للأطفال ممارسة جميع الأنشطة.

وعلى الآباء والمدرسين بذل كل ما في وسعهم لتمكين الطفل من المشاركة في الأنشطة المدرسية بشكل طبيعي، وذلك حتى لا يكون الطفل ناجحاً فقط من الناحية الأكاديمية، بل يحظى أيضاً بالقبول والتقدير من أقرانه ومن البالغين على حد سواء.

ومن المتوقع أثناء الأطوار الحادة من الرُقاص أن يكون هناك بعض القيود خلال المهام المدرسية، وربما تستدعي الحاجة اضطرار العائلات والمدرسين للتكيف مع هذا الأمر لمدة تتراوح ما بين شهر و6 أشهر .

 

 ماذا عن ممارسة الرياضة؟      

ممارسة الألعاب الرياضية هو جانب مهم في الحياة اليومية لأي طفل. ومن أهداف العلاج تمكين الأطفال من عيش حياة طبيعية قدر الإمكان وألا يروا في أنفسهم اختلافًا عن نظرائهم. ومن ثم يمكن ممارسة جميع الأنشطة حسب تحمل المريض لها. ومع ذلك، فقد يلزم تقييد النشاط البدني أو الالتزام بالراحة في الفراش أثناء الطور الحاد للمرض .

 

          وماذا عن النظام الغذائي؟ 

لا يوجد دليل على أن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على المرض. وبشكل عام، ينبغي للطفل أن يتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا ومتناسبًا مع عمره. ويوصى للطفل في مرحلة النمو باتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على كمية كافية من البروتين والكالسيوم والفيتامينات. وينبغي للمرضى الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات تجنب الإفراط في الأكل، حيث إن هذه الأدوية قد تعمل على زيادة الشهية .

                                                                     د / محمد عوض

 

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News