دُعي مؤخرًا إلى دقيقة صمت في مجلس النواب إحياءً لذكرى الهجوم على الكونغرس.
لماذا تجاهل معظم الجمهوريين إحياء ذكرى 6 يناير والهجوم الذي تم التنديد به آنذاك بشبه إجماع؟
عبر انتقادهم ترامب، أعاد سياسيون جمهوريون تلميع صورتهم لكن إذا تجرأ الحرس القديم للحزب الجمهوري على كسر الصمت، فإنهم لا يجازفون كثيراً.
هيمنة ترامب على الجمهوريين جرّت الحزب نحو اليمين وأتاحت لهؤلاء الجمهوريين الذين زجوا بأميركا في حروب لا نهاية لها، الفرصة للظهور مجدداً.
* * *
بعد ساعات فقط على الخطاب الهجومي للرئيس الأميركي جو بايدن في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الكابيتول، هزّ مشهد آخر الدوائر السياسية الأميركية.
إحياءً لذكرى الهجوم على الكونغرس، دُعي إلى دقيقة صمت في مجلس النواب. من اليسار، ندّد عشرات الديمقراطيين بالهجوم الذي شنّه أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، ومن اليمين، وسط المقاعد الشاغرة، كان هناك جمهوريان فقط، أحدهما ديك تشيني، النائب السابق للرئيس بوش.
رداً على سؤال إلى هذا المحافظ الجديد غير المعروف بقربه من المعسكر المعارض، لماذا تجاهل كل الجمهوريين الآخرين إحياء ذكرى 6 يناير/ كانون الثاني، الهجوم الذي تم التنديد به آنذاك بشبه إجماع، يقول “هذا ليس نوع القيادة التي عشتها عندما كنت هنا لمدة عشر سنوات”.
هل ينتقد ديك تشيني، الذي كان إحدى القوى المحركة للاجتياح الأميركي للعراق، الحزب الجمهوري؟ أصبح هذا الثمانيني الذي كانت مسيرته محور فيلم “فايس” عام 2018، لفترة وجيزة جداً، حليفاً للديمقراطيين.
ويقول الأستاذ في الجامعة الأميركية في واشنطن آلان ليشتمان، لوكالة “فرانس برس”، إنه من وجهة نظر سياسية، “ما فعله ديك تشيني لافت”. أدّت هيمنة دونالد ترامب على الجمهوريين إلى جرّ الحزب نحو اليمين، كما يضيف هذا الخبير، وأتاحت لهؤلاء الجمهوريين، الذين زجوا بالولايات المتحدة في حروب لا نهاية لها، الفرصة للظهور مجدداً.
ظهر جورج دبليو بوش، الذي تعرّض لانتقادات شديدة بسبب “الحرب على الإرهاب” التي أطلقها، في صورة جديدة مدافعاً عن الهجرة. كما تمّت الإشادة بكولن باول، الرجل الذي أكد أمام الأمم المتحدة أن لديه دليلاً على وجود أسلحة كيميائية في العراق، كضابط عسكري لامع بعد وفاته.
عبر انتقادهم ترامب، أعاد هؤلاء السياسيون تلميع صورتهم. لكن إذا تجرأ الحرس القديم للحزب الجمهوري على كسر الصمت، فإنهم لا يجازفون بالواقع كثيراً كما يقول ليشتمان.
ليز تشيني… عدوة ترامب
الشخص الذي لديه الكثير ليخسره هو ليز تشيني، الجمهورية الأخرى التي حضرت عند الوقوف دقيقة صمت الخميس 6 يناير/كانون الثاني، وهي ابنة ديك تشيني ومنتخبة عن ولاية وايومينغ.
هذه الوريثة لليمين التقليدي التي كانت في أحد الأوقات مناهضة للزواج للجميع، رغم أن شقيقتها مثلية الجنس، تحولت أيضاً إلى ناطقة باسم الجمهوريين القلائل المناهضين لترامب.
بعدما صوتت لصالح إجراء إقالة ترامب الذي أفلت منه الملياردير الأميركي في نهاية المطاف، أصبحت ليز تشيني واحدة من اثنين من الجمهوريين المنتخبين اللذين وافقا على المشاركة في لجنة التحقيق البرلمانية التي تسعى لتوضيح ملابسات الهجوم على الكونغرس. وقال ليتشمان “إنها تعرّض حياتها المهنية السياسية للخطر”، وأضاف “سنتذكرها كصوت عالٍ لديه مبدأ، لكن يكاد يكون وحيداً داخل الحزب الجمهوري”.
في الواقع، أصبحت ليز تشيني عدوة لترامب، وأحد ألد أعدائه الجمهوريين في الكونغرس الأميركي. لم يوفر الرئيس السابق انتقاداته لها. فقد كثف البيانات القاسية بحق هذه المرأة “الخائنة والعدائية” كما وصفها، معلناً في سبتمبر/أيلول أنه يدعم منافستها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لمنع إعادة انتخابها.
ويرتقب أن تكون هذه الانتخابات في وايومينغ إحدى عمليات الاقتراع الأكثر متابعة في انتخابات منتصف الولاية.
المصدر| فرانس برس
موضوعات تهمك: