الحرب السيبرانية.. “الماهية والفاعليات “
- المقال الثاني من سلسلة المفكر أحمد عزت سليم عن الحرب السيبرانية، للإطلاع على المقال الأول هنا.
“الفضاء الإلكتروني يمكن وصفه بأنه التكتل من أجهزة الكمبيوتر الفردية التي يتم ربطها مع بعضها البعض على سبيل المثال، شبكة المكاتب المحلية أو شبكة منطقة واسعة للشركات مع العالم الخارجى، وتحدد وزارة الدفاع (وزارة الدفاع الأمريكية) الفضاء الإلكتروني على النحو التالي:
نطاق عالمي ضمن بيئة المعلومات التي تتألف من مترابطة شبكة البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الإنترنت والاتصالات والشبكات وأنظمة الكمبيوتر، والمعالجات كجزءا لا يتجزأ من وحدات التحكم” (2).
وبذلك تمثل أجهزة الحاسوب وبنيتها التقنية بتطوراتها المتواصلة وصولا إلى بنيتها وبيئتها التقنية الشبكية وبتطوراتهما الرقمية المستمرة، القاعدة الأساسية للفضاء السيبرانى.
ويمكن من خلالها تأسيس تعريف الفضاء السيبرانى بأنه التعامل مع العالم بكل مستوياته التحتية والفوقية والرأسية والأفقية والتخيلية من خلال شبكة هذه البيئة والبنية التقنية.
وبما يشكل عمليات التواصل والتفاعل وعمليات الاندماج بين تطبيقاتها المبتكرة العلمية والتكنولوجية والعملية من الإنترنت وأجهزة الاتصالات والأقمار الصناعية بأنواعها وأغراضها المتنوعة والمختلفة، وسائر مستويات ونوعيات المجتمع الإنسانى وبفاعلياته ومشاركته المتنوعة والمختلفة وبقدر ما به من تمايز واختلاف وتعدد وتنوع.
وبما يتضمن ذلك من قيود وسلطة وحرية وخيال ومرونة ومساواة وتنافر وتباعد وترفيه وسرعة التبادل المعلوماتية وسرعة التواصل المتنوع الشفهى والكتابى والكلى وإنتاج المعرفة ونشرها والتعاون الإنسانى والمشاركة.
وفى ذات الوقت واللحظة وبما يتضمنه من تهديدات لماهية وخصوصيات الهويات الوطنية والقومية والمجتمعية والجماعية والفردية ووحدتها وتضافرها وتماسكها والتورط فى الفردانية والتباعد والعنصرية وعدم العقلانية والإدمان الشبكى وانهيار الأخلاقيات والانغراس فى الشكلانية والظاهرية.
بل تتجاوز فى هذه الفاعليات حدود المكان التقليدية وما بها من قيود جغرافية وإقليمية واجتماعية وسلطوية وحكومية وليشارك فيها الملايين من الناس فى جميع أرجاء العالم بلا استثناء، وجعل الناس مع هذه القيود السابقة مجالا للتحكم وللتعدى والتجاوز والصراع والخلاف والمنافسة وسعيا وراء تحقيق السيادة والسيطرة والسلطة والنفوذ.
وتأكيدا على قوة الانتشار والفاعلية والكم والحجم فى المجتمع الإنسانى فقد تنبأ الاتحاد الدولي للاتصالات، التابع للأمم المتحدة فى نهاية مايو عام 2015، بأن 3.2 مليار شخص سيتمتعون بخدمة الإنترنت بحلول نهاية هذا العام.
وفى إطار عدد سكان الكرة الأرضية الذى يبلغ الآن 7.2 مليار نسمة، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي إلى نحو 135 مليوناً حتى عام 2014.
اقرأ/ي أيضا: تفكيك الوهم: الأصولية بين فكر الخلاص وفكر الخلافة
وتشير نتائج التقرير الذي أطلقته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالتعاون مع «بيت .كوم» حول «الاتجاهات الجديدة في استخدام الإنترنت والهاتف النقّال في المنطقة العربية»، إلى أن معدلات انتشار الهواتف النقالة في المنطقة بلغت 110%.
يقوم 42% منهم بالدخول إلى الإنترنت باستخدام هواتفهم الذكية، ويستخدم 73% منهم 10 تطبيقات هاتفية أو أكثر بانتظام.
وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار وأحد كتاب التقرير: «مع تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية 135 مليوناً، وارتباط ما يزيد على 71 مليوناً منهم معاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشهد تغيرات جذرية في آليات التنمية الاقتصادية والمجتمعية».
وأضاف «سالم»: «تشير النتائج الرئيسية لهذا البحث أن إمكانية الوصول للإنترنت والتكلفة وعدم توافر محتوى باللغة العربية، هي أكبر ثلاثة تحديات تواجه مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية».
واتفق 94% من المستطلعين على أن الإنترنت فتح لهم الأبواب لمصادر تعلم جديدة.
فيما قال 79% إنها زادت من مشاركتهم ضمن مجتمعاتهم.وقال ما يقرب من 61% إنهم لا يستطيعون العيش من دون الإنترنت، هذا وأكد 63% أنهم يستخدمون الإنترنت كمصدر للبحث مرة واحدة على الأقل في اليوم. (3)
اقرأ/ي أيضا: حقيقة الكيان الصهيونى وفكره العنصرى
عذراً التعليقات مغلقة