الحب بين الآباء والأبناء .. ما هو؟
الحب بين الآباء والأبناء أو الحب بيننا وبين أولادنا:
لا يمكن للحب أن يوجد دون احترام وتوقير، لا بمعنى التعظيم والتبيجيل، وإنما بمعنى الشعور بإنسانية المحبوب، وكرامته كبشر مثلنا تماماً، ذكرأً كان أو أنثى، صغيراً أو كبيراً.. فلا يمكن لمن يتعالى على شخص آخر أن يكون محباً له في الوقت نفسه.
فالكبر والتعالي لا يجتمعان مع الحب في نفس واحدة، وكذلك لا يجتمع حب شخص وازدراؤه في نفس واحدة ووقت واحد.
والواقع يقول: إنّ الكثيرين ينسون أنفسهم، فيتعاملون مع الأولاد بما في ذلك أولادهم بتعال وتكبر عليهم، ولا يستشعرون الاحترام لهم.
فضعف الطفولة وبراءتها يغريانهم في النظر إلى الأطفال هكذا.
ويزيد الطين بلة اعتقاد الكثيرين أن الأطفال لا يتأثرون مثلما يتأثر الكبار؛ أي أنهم ليسوا كالكبار في مشاعرهم وإحساسهم بكرامتهم.
إن العكس هو الصحيح، فالطفل يستشعر الكرامة كالكبير وتؤلمه الإهانة، والنّهر، وإظهار العداوة، كما تؤلم الكبير تماماً.
وأكثر ما يعاني الأولاد من قلة احترام آبائهم وأمهاتهم لهم عندما يبلغون طور المراهقة، فيصرّ الآباء والأمهات على النظر إليهم كما ينظرون عادة إلى الأطفال، أي: لا يحترمون آراءهم، وقد يوبخونهم، ويهينونهم في حضرة أناس آخرين.
وقد وجدنا أنه حتى الأطفال الصغار يجب علينا النظر إليهم نظرة احترام، وعلينا ألا نسفه آراءهم، وألا نسخر منهم، وألا نلقبهم الألقاب، وألا نهينهم، أو نعاقبهم، أمام الآخرين، فما بالنا بالمراهقين البالغين؟!
ومن مظاهر قلّة الاحترام للأطفال، أو المراهقين: ألا يسلم عليهم الكبار إذا مروا بهم، أو لا يسلم عليهم آباؤهم في الصباح، أو عندما يلتقون بهم بعد فراق قصير أو طويل.
ومن مظاهر قلة الاحترام أيضاً: تجاوزهم دون إذنهم عند تقديم طعام أو شراب، وهذا بعكس ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – أنه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره فقال: (ياغلامُ! أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟)، قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحداُ يا رسول الله ! فأعطاه إياه.
وفي رواية ثانية للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للغلام: (إن أذنت لي أعطيت هؤلاء) فقال الغلام: ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحداً، فتلَّه في يده. ومعنى فتلّه، أي: وضعه في يده ، ودفعه إليه.
فالصحابة كانوا يتبرّكون بالشرب من موضع فم النبي صلى الله عليه وسلم من الإناء، والغلام لم يتنازل عن حقه في الشرب قبل الأشياخ الكبار، حرصاً على أن يكون أول من يشرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والشاهد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن العلام في أن يقدم عليه الأشياخ، لأن الغلام كان على يمين النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الأحق بالشراب أن يقدم إليه قبل الجالسين عن يساره… وعندما أصرّ الغلامُ على حقه ودوره، لم يوبّخه أحد، أو يصفه أحد أنه قليل الأدب. فالغلام يُحترم كالأشياخ، ولا يتم تجاوزه إلا بإذنه.
موضوعات تهمك:
كنز من المعلومات في قسم بنون حول تربية الاطفال والمراهقين، بقلم المفكر الاسلامي استشاري الطب النفسي الدكتور محمد كمال شريفة ننصح كل أب وكل أم ان يطلعوا عليه الرابط هنا
كيف نجعل أبناءنا كما نحب أن يكونوا؟
هل تقاليدنا فعلا تقاليد اسلامية؟
عذراً التعليقات مغلقة